تحولت محطات العربات الهوائية "تلفيريك وهران" إلى خراب جراء الإهمال الذي طالها واللامبالاة التي لا تزال مستمرة من طرف الوصاية، في وقت كانت هذه الوسيلة تستقطب آلاف السياح المتوجهين نحو قمة جبل المرجاجو ومنطقة مولاي عبد القادر والضريح، خاصة أن مدينة وهران لا تتوفر على وسائل نقل تقل المواطنين والسياح نحو هذه المنطقة الخلابة من ولاية وهران. تعرف محطات التليفيريك بوهران وضعية مأساوية جراء الإهمال الذي طالها منذ قرابة سنتين، وذلك على خلفية قرار مديرية النقل ومؤسسة النقل الحضري لوهران إغلاقها؛ قصد إعادة تأهيلها من جديد لاستقبال السياح والزوار في أحسن الظروف، غير أنه، ومنذ تاريخ القرار، بقيت هذه الوسيلة الهامة بوهران متوقفة وعرضة للإهمال والخراب، خاصة بعد أن تم نزع كامل واجهات محطة حي الصنوبر التي تتوسط محطتي النصر بحي الدرب ومحطة جبل المرجاجو. وفي جولة ل"المساء" لهذا الموقع بمخرج حي الصنوبر قبالة مدخل غابة المرجاجو يخيَّّل للزائر في الوهلة الأولى، كأن المحطة تعرضت لقصف جوي جرّاء قيام الوصاية بنزع كامل واجهات المحطة التي بقيت هيكلا بلا روح مع رفع العربات الهوائية من مكانها وتحويلها نحو المستودعات، في وقت غزت الأشواك والحشائش التي بلغ طولها المترين كامل المنطقة لتبقى المحطة شاهدة على درجة كبيرة من الإهمال. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم نزع كامل الكوابل التي كانت تستخدم لدفع العربات والربط بين المحطات الثلاث لتترك أعمدتها. في حين تشهد محطة حي النصر الواقعة بمنطقة الدرب ببلدية وهران نفس المصير ولكن حالها يبقى أحسن من محطة حي الصنوبر كونها لا تزال محصنة من التخريب في وقت تحول مدخلها إلى موقع لبيع الأثاث ومنطقة لتصليح السيارات، في مشهد آخرى يؤكد عدم وجود أي مسؤول من شأنه التدخل لإعادة نشاط هذه الوسيلة. أما عن محطة جبل المرجاجو، فإن الأمور أحسن حال بسبب وقوع المحطة أمام مفرزة للحرس البلدي وبالتواجد الدائم لمصالح الدرك الوطني التي تمنع الاقتراب من هذه المنطقة الأمنية. وخلال تواجدنا بأعالي منطقة المرجاجو، صادفنا بعض السياح القادمين من بعض مناطق الوطن على غرار مستغانم وسيدي بلعباس والعاصمة والذين لم يهضموا القرار الذي اتخذته الوصاية بخصوص هذه الوسيلة، حيث أجمع المواطنون على ضرورة تدخل الوالي أو وزارة النقل لإعادة نشاط التليفيريك. وقال أحد المواطنين القادمين من ولاية أدرار بالخصوص: "أنا أملك سيارة ويمكنني التنقل نحو مرتفعات المرجاجو ولكن التنقل عبر العربات الهوائية شيء آخر وهو سياحي قبل كل شيء وسبق لي التنقل عبر هذه الوسيلة خلال السنوات الماضية وقد جئت مع عائلتي هذه المرة قصد استعمالها لكني تفاجأت بأنها متوقفة عن العمل منذ أشهر وهذه خسارة كبيرة لوهران". ويذكر بأنه لا توجد أي وسيلة نقل عمومية أوخاصة تقل نحو منطقة المرجاجو ما عدا سيارات المواطنين من زوار المدينة أو أبناء وهران الأمر الذي يحرم آلاف الزوار من الاستمتاع بمنطقة المرجاجو المطلة على كامل مدينة وهران والساحل الوهراني والتي تعد موقعا سياحيا بامتياز يمكنه خلق حركية سياحية بالمنطقة التي تفتقد أيضا للمرافق الضرورية. للإشارة، فإن تليفيريك وهران قد تم تدشينه سنوات الثمانيات، غير أنه توقف عن العمل لسنوات بسبب الأوضاع الأمنية وقتها ليعاد للنشاط سنة 2007 من خلال تخصيص غلاف مالي هام بلغ 28 مليار سنيتم، شاركت فيه الولاية ب 14 مليار سنيتم وبلدية وهران ب 10 ملايير سنتيم. حيث تمت إعادة تركيب الكوابل واستيراد العربات الهوائية وتهيئة المحطات الثلاث ليدخل الخدمة وقد لقي إقبالا كبيرا من المواطنين غير أنه وبعد أشهر من دخوله للخدمة، تعرض لأعمال تخريب جراء احتجاجات سكان البلانتير على عملية الترحيل ما خلف خسائر كبيرة بمنشأة محطة حي الصنوبر التي توقفت عن النشاط مرة أخرى لأشهر ليتم كذلك تخصيص غلاف مالي هام لإعادته للنشاط، وهو ما تم فعلا لتوكل عملية تسييره للمؤسسة العمومية للنقل الحضري "إيطو" التي تكفلت بالتسيير مع تسجيل عدة توقفات للعربات الهوائية بسبب مشاكل تقنية وذلك إلى غاية توقف النشاط نهائيا، وقد علم بأن المؤسسة المسيرة بحاجة إلى مبلغ 700 مليون سنتيم لإعادة تركيب الكوابل الناقلة للعربات بسبب قدمها، وهي إجراءات تقنية ضرورية لمواصلة عمل العربات الهوائية غير أن المبلغ المالي لم يوفر ومنذ ذلك التاريخ توقف نشاط التليفيريك.