يعتبر هاجس الهياكل التربوية بالنسبة للعائلات التي رحلت مؤخرا إلى كل من بلديات بئر توتة وأولاد شبل، من أكبر المعيقات التي تنغص حياتهم هذه الأيام، خصوصا مع اقتراب الدخول المدرسي، علما أن الأحياء الجديدة زودت بهياكل تربوية في الطورين الإبتدائي والمتوسط، في حين يسجل عجز في الثانويات، وهو ما أكد عليه ممثل أولياء التلاميذ في تصريح خص به "المساء". ورغم الجهود المبذولة من طرف ولاية الجزائر، لم تقض هذه الأخيرة على العجز المسجل في المنشآت التربوية، لاسيما في الطور الثانوي. ونستشف من خلال ما صرح به ممثل عن جمعية أولياء التلاميذ بغرب العاصمة، أن الجهات الوصية ركزت بالخصوص على توفير هياكل الطورين الابتدائي والمتوسط، ليبقى تلاميذ "الثانويات" أكثر حاجة إلى هياكل كافية وقريبة من أحيائهم السكنية. ثانوية وحيدة بأولاد شبل أعرب محدثنا عن تخوفه من وقوع أبنائهم في الضغط الكبير على مستوى الأقسام الدراسية في الثانوية الوحيدة الموجودة ببلدية أولاد شبل، موضحا بأن ثانوية واحدة لا يمكنها استيعاب عدد المتمدرسين الهائل. ومن المفروض، حسب تأكيده، أن تقوم السلطات المعنية بإنجاز ثانويتين على الأقل بهذه المنطقة، علما أن الثانوية الوحيدة توجد بحي "الشعايبية" وهي بعيدة عن وسط المدينة أو البلديات المجاورة ولا يمكن للتلاميذ التنقل خارج الحي من أجل مزاولة الدراسة، خصوصا في فصل الشتاء. وفي نفس السياق، كشف مسؤول في البلدية عن أن هذه البلدية لا تشتكي من نقص في هياكل الأطوار الأولى، لاحتوائها على 8 ابتدائيات مهيأة وجاهزة لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف للموسم الجديد، ويضم هذا الحي أيضا ثانوية في طور الإنجاز، 3 ابتدائيات ومتوسطتين. أما بالنسبة للنقل المدرسي، فلا يوجد نقص بعد إنجاز ملحقة ثانوية في وسط المدينة، يعني أن طلبة أولاد الشبل تم تحويلهم إلى هذه الملحقة بعدما كانوا يقطعون مسافات طويلة للالتحاق بمدارسهم (بثانوية بئر توتة سابقا)، مشيرا إلى أن ثانوية بئر توتة لم تعد تستوعب كل الطلبة، لكن مشكل العقار هو الهاجس الكبير الذي منع السلطات المحلية من اقتراح مؤسسات تربوية أخرى، يقول محدثنا؛ من إنجاز هياكل تربوية جديدة، لكننا في رحلة بحث عن أوعية شاغرة لتغطية النقص، مع العلم أن بلدية أولاد شبل تحتوي على 3 متوسطات، 8 ابتدائيات وإكمالية. عملية الترحيل أخلطت الأوراق ببئر توتة تحتوي بلدية بئر توتة هي الأخرى على ثانوية واحدة تستقبل الطلبة من مختلف الأحياء التي ضاقت بسكانها، حيث تتوقع السلطات المحلية ضغطا أكبر خلال هذه السنة، خصوصا أمام المشاريع السكنية المنجزة. وقد يؤثر هذا الضغط على المتوسطات والإبتدائيات التي تحولت إلى ملحقات لاستيعاب العدد الكبير من الطلبة، مثلما هو الحال بمدرسة "لجان" بمنطقة بابا علي، التي حولت إلى ملحقة متوسطة وثانوية، ومدرسة حي عداش ب8 أقسام حولت إلى ملحقة للثانوية. أما على مستوى الثانوية، فسيكون هناك ضغط يشكله الطلبة، حسبما أكدته مصادر من البلدية، موضحة أن الجهات الوصية ترسل الطلبة للدراسة في بلدية تسالة المرجة التي تحتوي على ثانويتين، وبلدية الخرايسية، الأمر الذي يرفضه الأولياء ويعتبره ممثل جمعية أولياء التلاميذ "غير معقول". للإشارة، تشمل بلدية بئر توتة 13 ابتدائية، 4 متوسطات وثانوية واحدة، هذا العدد غير كاف لاستقطاب العدد الهائل للتلاميذ والطلبة، خصوصا بعد عمليات الترحيل الضخمة التي جرت ولا تزال جارية على مستوى بلدية بئر توتة.