لا يزال مشكل نقص الهياكل التربوية بالعاصمة قائماً خصوصاً بالأحياء الجديدة التي استفادت من السكنات الاجتماعية السنوات الماضية، حيث تسجل هذه الأحياء ضغطاً كبيراً أمام قلة المؤسسات التربوية وهو الأمر الذي وقفت عليه «المساء» خلال زيارتها لبعض الأحياء منها عين المالحة بجسر قسنطينة والسبالة بدرارية، تسالة المرجة وبئر توتة التي استقطبت عدداً هائلًا من السكان نتيجة المشاريع السكنية الهامة التي استفادت منها. الزيارة التي قادتنا إلى حي «عين المالحة الجديدة» بجسر قسنطينة التابعة لبلدية عين النعجة أكدت نقص المؤسسات التربوية بهذه المنطقة التي استقبلت عدداً معتبراً من السكان إثر عملية الترحيل الواسعة التي استفادت منها العاصمة في السنوات السابقة، تقربنا من بعض المواطنين القاطنين بالحي فكشفوا لنا عن تخوفهم من تكرار سيناريو السنة الماضية نتيجة الضغط الكبير في الأقسام الدراسية والذي تسبب في حرمان أبنائهم من الفوز في الإمتحانات نتيجة قلة التركيز والاستيعاب، وقال لنا أحد الأولياء أن متوسطة «محمد زواوي» لم يعد بإمكانها استيعاب العدد الهائل للمتمدرسين ووصل عدد الطلبة فيما مضى إلى 45 تلميذاً داخل القسم الواحد، ونفس الوضعية يواجهها تلاميذ المدرسة الابتدائية «عين المالحة» الذين يتخوفون من تكرار السيناريو السنة الماضية بسب قلة المشاريع. ولم تتوقف متاعب سكان «عين المالحة» عند هذا الحد لأن طلبة الثانوية أيضاً واجهتهم مشاكل في القطاع التربوي فبلدية جسر قسنطينة تضم ثانوية تضمن التعليم تلاميذ مختلف الأحياء، وبذلك إحتل قطاع التربية صدارة الترتيب فيما يخص المشاكل التي يواجهها بالأطوار الثلاثة وفي مختلف الأحياء الجديدة بسبب نقص التجهيزات والمقاعد وعدم إنجاز مؤسسات تربوية بالبلديات المعنية باستقبال المرحّلين، خاصة أن العديد منها لم تستطع توفير ظروف التمدرس المريحة لطلبتها الأصليين، وازدادت الأمور تعقيداً مع استقبالها لآلاف الطلبة الجدد، وطالب السكان من السلطات المحلية باستغلال المساحات الشاغرة لإنجاز مؤسسات تربوية تقضي على الأزمة.
نقص المرافق التربوية هاجس سكان «التسالة» و«السبالة» ولازال مشكل غياب المرافق الضرورية بالأحياء الجديدة بالعاصمة مثلما هو الحال بحي «سبالة» و«تسالة المرجة» التي زراتهما «المساء»، وحديثنا إلى السكان أوضح لنا أنهم يفضلون البيوت القصديرية التي كانوا يعيشون بها على أن يسكنون في أحياء جديدة تفتقر لضروريات الحياة والمرافق الأساسية كالقطاع الصحي، النقل والهياكل التربوية. وأكد لنا سكان حي «السبالة» الجديد بالدرارية أنهم يعيشون في عمارات جديدة يحلم بها العديد من المواطنين، مشيرين أن أبناءهم ذاقوا الأمرين السنة الماضية لأن الحي يحتوي على مدرسة ابتدائية وحيدة والأخرى مازالت في طور الإنجاز، حيث يضطر التلاميذ للدراسة وسط ضغط كبير في الأقسام و وصل عدد المتمدرسين في القسم الواحد إلى ال 50 فما فوق، كما يحتوي الحي على متوسطة واحدة في غياب ثانوية ويقطع التلاميذ مسافات بعيدة لمزاولة دراستهم، هذا المشكل يبقى عائقاً في انتظار استكمال المشاريع التي هي في طور الإنجاز. ونفس المشكل يواجهه سكان حي تسالة المرجة التابع للمقاطعة الإدارية لبئر توتة والذي اعتبره مصدر مقرب من البلدية راجعاً لفقر البلدية والميزانية المحدودة التي لا تسمح بإنجاز مشاريع ضخمة كالمؤسسات التربوية، حيث أكد مصدرنا أن تسالة المرجة استفادت من مشاريع سكنية كبيرة في السنوات الماضية دون أن يضع في الحسبان ما قد يترتب عن غياب المرافق التكميلية.
مشاريع عالقة وأخرى في طور الإنجاز ببئر توتة فيما يخص التحضير في الدخول الاجتماعي ببلدية بئر توتة أكد رئيس المجلس الشعبي السيد رابح جرود ل«المساء» أن الضغط سيكون أقل حدة بالنسبة لتلاميذ الطور الابتدائي ، لأن هيئته أخذت على عاتقها ميزانية جد معتبرة تقدر بين 400 و500 مليون سنتيم لجميع المدارس، وجرت عملية الإصلاحات بمختلف المدارس، حيث تم توسيع حوالي 20 قسماً منها 8 أقسام بمدرسة» عداش» ، 4 أقسام بمؤسسة « دوار علي بوحجة « بالكحلة و4 أقسام بمدرسة « عثمان طلبة « بمركز المدينة، وتأسف محدثنا لعدم جدوى المقاولين لانطلاق مشروع إنجاز ابتدائيتين بمركز المدينة بسعة 12 قسماً ومسكن وظيفي، فالمشروع لا يزال محل دراسة ومتابعة في انتظار إيجاد المقاولة يقول رابح جرود، مضيفاً أن 6 أقسام ستستفيد من عملية التوسيع بمدرسة «بزوين» ببابا علي، علماً أنه تم في السنة الفارطة تدشين 12 قسماً ومسكناً بالمنطقة الجديدة حيث تمت عملية التوسيع العمراني بحي 1680 مسكناً، فيما يعرف الطور الثاني (المتوسطات) إكتظاظاً كبيراً، وتحتوي بلدية بئر توتة على أربع متوسطات ثلاثة منها موجودة بالمدينة المركزية «عليان»، «العاقل» و«المتوسطة الجديدة» ببئر توتة، وهناك متوسطة جديدة في طور الإنجاز وصلت نسبة الأشغال بها إلى 75 بالمائة في انتظار فتحها، وتوجد المتوسطة الرابعة ب«بابا علي» مشيراً إلى مشكل التقسيم الجغرافي، حيث يدرس بالمتوسطة تلاميذ «أولاد شبل»، «الخرايسية»، «الدويرة» و«السحاولة» مما خلف اكتظاظاً في المدارس يوضح المسؤول الأول للبلدية. أما بالنسبة للثانوية بئر توتة فتسجل ضغطاً شديداً لأن بها ثانوية وحيدة تضم تلاميذ بلدية بئر توتة و أولاد شبل، و يتوقع المسؤول هذه السنة ارتفاعاً في عدد المتمدرسين الذين انتقلوا من المتوسطة إلى الثانوية، ولم تجد البلدية حلًا سوى تحويل الطلبة إلى البلديات المجاورة بكل من «الخرايسية» و«السحاولة» بالثانوية الجديدة مع ضمان النقل المدرسي، متأسفاً لعدم انطلاق مشروع ثانوية بئر توتة لأن الأرضية موجودة، الدراسات تمت لكن المقاولة غير موجودة.
جمعية أولياء التلاميذ تطالب بالوفاء بوعودها كما تشهد أغلب الهياكل التربوية بشرق العاصمة نقائص جمة راح ضحيتها أغلبية التلاميذ السنة الماضية وما قبلها في ظل عدم تلبية الوعود المقدمة من طرف السلطات المعنية حسبما أكده مسؤول اتحاد جمعية أولياء التلاميذ لناحية شرق ولاية الجزائر السيد علي بن زينة ل «المساء» والذي دعا السلطات المعنية للتدخل العاجل من أجل التكفل بالتمدرس الجيد لتلاميذ 8 مؤسسات تربوية وصفها محدثنا ب «غير الصالحة للتدريس» على مستوى مقاطعة شرق العاصمة ويتعلق الأمر بكل من ابتدائيات ومتوسطات وثانويات بكل من براقي، بن طلحة، برج الكيفان، سيدي موسى، باش جراح وبوروبة، هذه المؤسسات فاقدة لأدنى شروط التمدرس فأبوابها ونوافذها مكسورة الزجاج، وأسقفها عرضة لتسرب الأمطار والثلوج ، فضلاً عن فقدانها لأدوات التدفئة والمطاعم المدرسية يقول علي بن زينة. روبورتاج: نسيمة زيداني وتصوير : ياسين /ا