وجهت المدرسة العليا للفندقة والإطعام، الواقعة بعين البنيان بالجزائر العاصمة، دعوة لكل مسيري الفنادق والمنتجعات السياحة للتعاقد معها قصد الاستفادة من خبرات الطلبة المكونين وفق برنامج بيداغوجي عالمي، خاصة أنها مؤسسة عمومية مسيرة من طرف خبراء سويسريين تابعين لمدرسة الفندقة بلوزان. وقد شرع منذ بداية السنة الجارية في تنظيم لقاءات مع الطلبة لانتقاء كفاءات تطمح إلى التدرج في مهن التسيير الفندقي لنيل شهادة ليسانس في التسيير خلال السنة الثالثة من التكوين وشهادة دولية في التسيير الفندقي في نهاية المسار الدراسي المحدد بأربع سنوات، مع العلم أن طلبة الدفعة الأولى تحصلوا على تعهدات للتوظيف في أكبر الفنادق العالمية، بعد إتمام مرحلة التربص التطبيقي في سنتهم الثانية. لجأت وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية إلى التعاقد مع مدرسة الفندقة بلوزان لعصرنة أنظمة التكوين السياحي والفندقي، ليتم سنة 2015 إنشاء المدرسة العليا للفندقة والإطعام في الجزائر، بالتنسيق مع مؤسسة تسيير إقامة الدولة الصنوبر البحري، وهي تقوم حاليا بتكون 50 طالبا ضمن الدفعة الأولى، أنهوا كل مراحل التكوين المقترحة للسنة الثانية وانتقلوا بنجاح إلى السنة الثالثة، في حين أنهى 150 طالبا السنة الأولى وهم حاليا في مرحلة التحضير للانتقال إلى السنة الثانية. وحسب الشروحات المقدمة من طرف الآنسة بوكلة شهرزاد المكلفة بتطوير البرامج الأكاديمية بالمدرسة، فقد سجل خبراء من مدرسة لوزان نجاح التجربة الجزائرية، بالنظر إلى كفاءات الطلبة الذين أظهروا قدرات عالية خلال فترات التربص خارج الوطن، بشهادة المؤسسات الفندقية التي استضافتهم خلال ستة أشهر بهدف تطبيق دروسهم النظرية، لتبدي نيتها في قبول توظيف الطلبة الجزائريين فور انتهاء تكوينهم المتوقع سنة 2018. بخصوص تحضيرات استقبال الدفعة الثالثة بالمدرسة، أشارت محدثتنا إلى توقع قبول تسجيل 150 طالبا جديدا، وهو نفس عدد الطلبة الذي يتم قبوله في كل دفعة، وقد تم فتح باب التسجيلات في شهر جانفي الفارط، من خلال تخصيص أيام لاستقبال الناجحين في شهادة البكالوريا للموسم الدراسي 2015 /2016 والراغبين في التكون بإحدى مهن الخدمات الفندقية المقترحة من طرف المدرسة. كما تم تنظيم زيارات موجهة للطلبة وأوليائهم لكل أقسام ومرافق المدرسة التي تتماشي في مواصفاتها بما هو معمول به في أكبر المدارس، في حين سيتم فتح باب التسجيلات مع مطلع شهر سبتمبر المقبل لكل حاملي شهادة البكالوريا من أجل اجتياز اختبارات كتابية وشفوية لتحديد المستوى وانتقاء الطلبة الذين لديهم كفاءات تسمح لهم بولوج عالم الفندقة والخدمات السياحية. سنة أولى داخلي لكل الطلبة بهدف تحضيرهم نفسيا للعمل في الفنادق لضمان تماشي البرامج التكوينية مع ما هو مطبق بمدرسة الفندقة في لوزان، تقول بوكلة؛ تم استقدام 90 بالمائة من المؤطرين من سويسرا تنفيذا لدفتر الشروط الموقع مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية، في حين تم توظيف 10 بالمائة من الإطارات الجزائرية لتقديم دروس في المقاولاتية وتسيير المؤسسات الصغيرة، وهو ما يسمح للمتخرجين من المدرسة بتسيير مشاريعهم الخاصة مستقبلا، مع شرح آليات الاستفادة من مختلف آليات الدعم المقترحة من طرف السلطات المحلية، على غرار الدعم المالي المقترح من طرف وكالة دعم تشغيل الشباب "أنساج" و«القرض المصغر"، من منطلق أن الهدف من التكوين هو توفير يد عاملة مؤهلة لتسيير مشاريع سياحية. أما عن نظام التكوين المقترح للطلبة المطالبين بدفع 1,5 مليون دج سنويا نظير تقديم خدمات الإيواء والتكوين، فأشارت شهرزاد إلى أنه خلال السنة الأولى يتلقى الطالب دروسا نظرية في عدة تخصصات، على غرار تسيير المطبخ، الخدمات الفندقية، تنظيم التظاهرات الفنية، تنظيف الغرف وتسيير جناح غسل الملابس، بالإضافة إلى تلقى دروس في اللغة الفرنسية والإنجليزية والمشاركة في عدة ورشات لتنفيذ الدروس النظرية في عمل تطبيقي داخل المدرسة، ومباشرة بعد انتهاء السداسي الثاني، يدخل الطالب في تربص تطبيقي بأحد الفنادق أو المنتجعات السياحية التي يختارها هو، سواء داخل أو خارج الوطن. وفي حالة تعذر على الطالب الحصول على موافقة من عند أحد الفنادق التي اختارها، تتدخل إدارة المدرسة بالتنسيق مع مؤسسة تسيير إقامة الدولة لإيجاد مكان يتربص فيه الطالب لفترة محددة ب 6 أشهر، وبعد انتهاء التربص يقدم الطالب تقريرا مفصلا لأستاذه المكلف بمرافقته طوال فترة التربص عن بعد، ليخرج الطلبة في عطلة قصيرة قبل العودة من أجل إتمام دراساتهم في السنة الثانية. قصد دمج الطالب في عالم المهنة التي اختارها، يطلب المؤطرون منه تنفيذ تربصات تطبيقية مع نهاية كل سنة تكوينية، وهو ما يسمح له بالاحتكاك المباشر مع العمل اليومي داخل فندق أو منتجع سياحي، مع صقل مواهبه. رجال الأعمال مدعوون لرعاية الطلبة المكونين بالمدرسة وعن المؤسسات الفندقية الجزائرية المتعاقدة مع المدرسة قصد توظيف الطلبة المكونين بها، أشارت شهرزاد إلى سلسلة كل من شيراطون، رونيسانس تلمسان، ماريوت والأوراسي الذين لا يتوانون في قبول تربصات الطلبة مع إشراكهم في مختلف التظاهرات المنظمة على مستواها، بما يسمح للطالب بتطبيق مهاراته والتعرف عن قرب على طريقة التنظيم واستقبال وتوزيع المدعوين. وردا على سؤال ل«المساء" بخصوص ارتفاع تكاليف التكوين، مما يجعل المدرسة توفر خدماتها لفئة معينة من المجتمع، أكدت المكلفة بتطوير البرامج الأكاديمية أن الادارة أخذت في الحسبان هذا الجانب، لذلك تقرر التعاقد مع رجال أعمال ومسيري الفنادق ذات أربع نجوم، لرعاية عدد من الطلبة الذين لا يمكنهم توفير تكاليف التكوين المقدرة ب6 ملايين دج بغرض تغطية تكاليف التكوين لأربع سنوات. وقد سجل قبول عدد من الفنادق رعاية الطلبة طوال فترة تكوينهم، على أن يتم توظيفهم مباشرة بعد حصولهم على شهادات التخرج بموجب عقد يبرم بين الطرفين، لضمان استفادة الفندق من خدمات الطالب لفترة زمنية محددة، وهو ما يسمح للمؤسسة الفندقية باستعادة أموالها في شكل خدمات. من جهة أخرى، سجل خلال السنة الدراسية الفارطة قبول رجل أعمال، ينشط في المجال الصناعي، رعاية أحد الطلبة بالرغم من أنه لن يستفيد من خدماته مستقبلا، إلا أن مرافقة الطالب طوال مشواره الدراسي سيسمح له بالتدرج في التخصص المختار والاستفادة من منصب عمل قار بأكبر المنتجعات السياحية، سواء داخل أو خارج الوطن. وردا على سؤال آخر بخصوص إمكانية انتزاع المنتجعات السياحية الأجنبية للمهارات الجزائرية في سبيل العمل خارج الوطن، أكدت المتحدثة أن الهدف من إنشاء المؤسسة هو الرفع من قدرات التكوين في المجال السياحي. وقد قامت مدرسة لوزان بإعداد دراسة حول مجال التكوين ورفعت العديد من التحفظات والنقائص المسجلة سواء بالمدارس التابعة للقطاع العام أو تلك التابعة للقطاع الخاص، لذلك تقرر استثمار أكثر من 13,3 مليار دج لإنشاء المدرسة التي تتربع على مساحة تزيد عن 78 ألف متر مربع عند مخرج بلدية عين البنيان، تبلغ طاقة استقبالها 800 طالب وتتوفر على 400 سرير للطلبة و20 سريرا للزوار و27 شقة خاصة بالأساتذة، بالإضافة إلى 7 شقق فاخرة تستغل كأقسام لتدريب الطلبة. المدرسة لم تجد طباخا جزائريا لتدريب الطلبة على فنون الطبخ المحلية على صعيد آخر، استفسرت "المساء" عن سبب التركيز على فنون الطبخ الإيطالي والفرنسي وإغفال التكوين في فنون الطبخ الجزائري، لترد ممثلة المدرسة بأن الإدارة لم تتمكن من توظيف طباخ جزائري تتوفر فيه كفاءات وشهادات تسمح له بتكوين الطلبة، لذلك تم فتح مجال التدريب على فنون الطبخ المحلية للطلبة أنفسهم، ففي كل مرة يتم فتح ورشة للتكوين في تنظيم التظاهرات يسمح للطلبة بدخول المطبخ وتحضير أحد الأطباق التقليدية المختلفة، على غرار الكسكسي والشخشوخة، حسب عادات كل منطقة، وبما أن المدرسة متخصصة في تكوين مسيرين في الفندقة وخدمات الإطعام، فلم يتم التركيز على هذا الجانب. أما فيما يخص ظروف إيواء الطلبة والخدمات المقترحة من طرف إدارة المدرسة، أشارت محدثتنا إلى السهر على ضمان أمن وسلامة كل طاقم المدرسة، مع توفير حظيرة كبيرة للسيارات، مساحات للعب والترفيه، قاعة للياقة البدنية ومسبح شبه أولمبي. كما تم فتح فضاء يسيره الطلبة أنفسهم في مجال تسويق مختلف أنواع المشروبات المعدة من طرف الطلبة أنفسهم، مع فتح مطعم لزوار المدرسة يقترح خدماته ثلاثة أيام في الأسبوع، وهو ما يسمح للأساتذة بتقييم أداء الطالبة على أرض الميدان.