يشارك أكثر من 20 مصدرا جزائريا لمنتجات الصناعات الغذائية حاليا في الطبعة 25 لمعرض الصناعات الغذائية بموسكو، الذي نظم ابتداء من أمس الأول. وعرف الجناح الجزائري مشاركة حسنة في هذا المعرض، لاسيما إذا ما قارناها بالمشاركة في المعرض السابق الذي نظم بين 08 و12 فيفري الماضي، والذي لم يعرف سوى مشاركة عارض جزائري واحد. ويعد ذلك ثمرة اتصالات سابقة حثيثة بين الطرفين، تجلت في تنظيم أول منتدى لرجال أعمال البلدين في فيفري، ثم زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال لموسكو وتنظيم منتدى اقتصادي في أفريل الماضي. يعد معرض الصناعات الغذائية بموسكو حدثا اقتصاديا عالميا هاما، يجمع مؤسسات من أكثر من 60 بلدا في كافة الفروع ذات العلاقة بهذا المجال الصناعي الذي يعرف تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة. تولي روسيا أهمية كبيرة لمجال الصناعات الغذائية والمنتجات الزراعية باعتبارها من البلدان المستوردة بكثرة لهذه المواد، لاسيما في فصل الشتاء. لهذا فإن فرص العمل بها واعدة، وهو ما اكتشفه رجال أعمال جزائريون يعملون في هذا القطاع خلال زيارات سابقة للعاصمة موسكو وضواحيها. استقطب الجناح الجزائري الذي يتربع على مساحة 300 متر مربع منذ اليوم الأول العديد من الزوار الذين جاؤوا لاكتشاف وتذوق المنتجات الجزائرية المشهورة، مثل التمور وزيت الزيتون والتين المجفف وغيرها. ويمثل المعرض "فرصة ممتازة للترويج للمنتجات الجزائرية في السوق الروسية التي تعتبر سوقا واعدة"، حسب المشاركين الجزائريين الذين التقوا مع مستوردين روس، بالمناسبة، لدراسة فرص الأعمال. كان متعاملون اقتصاديون قد أكدوا سابقا على أهمية السوق الروسية ووجود فرص شراكة حقيقية في مجال الفلاحة والمنتجات الغذائية، مشيرين إلى عوامل عديدة تسهل تصدير المواد الجزائرية إلى هذا البلد، أهمها وجود اهتمام بالإنتاج الجزائري وكذا الأسعار المغرية المطبقة هناك، وسهولة الإجراءات الخاصة بالاستيراد. يبقى نجاح مثل هذا الموعد مرهونا بقدرة المتعاملين على فرض أنفسهم واحتلال جزء ولو صغير من السوق الروسية كمرحلة أولى، لاسيما أن المنتجات الزراعية الجزائرية، ومنها البطاطا والبطيخ الأحمر، عرفت خلال السنة الجارية طريقها إلى عدد من البلدان في تجربة اعتبرت ناجحة رغم أنها في خطواتها الأولى.