هددت مؤسسة إصلاح المصاعد الكهربائية بتفكيك هذه التجهيزات الموجودة بعمارات شارع العربي بن مهيدي؛ لكونها قامت بإصلاحها وإعادة تشغيلها بعد أن كانت متوقفة عدة عقود. وحسب السكان ومسؤولي العمارات 8 التي مستها عملية التهيئة في إطار مشروع تزيين العاصمة، لم يستفد منها شاغلو العمارة إلى حد الآن منذ عدة أشهر من إعادة إصلاحها، داعين مصالح الولاية إلى التحقيق في الأمر وحل المشكل نهائيا. لم تكتمل فرحة سكان العمارات الواقعة بشارع العربي بن مهيدي التابع لبلدية الجزائر الوسطى، بمشروع التهيئة الذي مس الواجهات والأسطح والأقبية وسلالم العمارات ومصاعدها، والذي أنفقت عليه ولاية الجزائر أموالا طائلة، وذلك لكون إصلاح مصاعد العمارات لم ير النور إلى حد الآن، ولايزال سكان الطوابق العليا يواجهون مشاقّ في الوصول إلى شققهم وإيصال أغراضهم. السكان الذين التقتهم "المساء" في مختلف العمارات، أكدوا لنا أن المقاولين ضربوا عرض الحائط تعليمات والي العاصمة عبد القادر زوخ، الذي أوصى باستكمال الأشغال، وجعلِ هذه المصاعد في متناول السكان. ولم يفهم السكان سبب عدم تشغيل المصاعد الثمانية التي تكفّل صندوق الولاية بصيانتها وبقيت هياكل بلا روح، فضلا عن تهديدات شركة الصيانة، التي أبلغت سكان العمارات الثمانية أنها ستعطل تشغيل المصاعد إلى حين تحصيل أموالها. بعض مسيّري العمارات بشارع العربي بن مهيدي الذين تم تنصيبهم، أكدوا لنا أنهم اشتكوا لمصالح بلدية الجزائر الوسطى وكذا مديرية التهيئة وإعادة هيكلة الأحياء لولاية الجزائر، لكن الأمور لم تتغير. رئيس بلدية الجزائر الوسطى عبد الحكيم بطاش، أوضح لنا أنه على دراية بهذا المشكل، وأنه تلقّى عدة شكاوى من طرف مسيري العمارات الثمانية المعنية بالمصاعد المعطلة، مؤكدا لنا أن المشكل يكمن في كون المقاول المكلف بترميم العمارات، استعان في صيانة المصاعد بشركة مختصة، لكنه لم يدفع لها مستحقاتها بعد انتهاء المشروع رغم أن المقاول قبض أمواله كاملة من طرف صندوق تأهيل البنايات القديمة الذي تسيّره مديرية التهيئة وإعادة هيكلة الأحياء لولاية الجزائر. وتعهّد محدثنا بعقد لقاء يجمع مصالح بلديته بالمقاول المكلف بترميم العمارات لإيجاد حل للمشكل، وأن شركة صيانة المصاعد ليس لها مشكل مع ولاية الجزائر، لأنها تعاقدت مع المقاول وهو الذي تقع عليه المسؤولية. كما أثنى رئيس البلدية على مسيّري العمارات الذين يدافعون عن مصالح السكان وينبهون عن مختلف المشاكل ويرفعون انشغالاتهم إلى المصالح المعنية. وقال إن البلدية ترافق مسيّري العمارات في نشاطهم. للإشارة، فإن عمليات إصلاح مصاعد عمارات الجزائر الوسطى هي من بين مجموع 788 مصعدا مبرمجة في مرحلة أولى، حسبما ذكرت مصالح ولاية الجزائر سابقا، وخصصت لها كميزانية أولى قدرها 100 مليار سنتيم. واستبشرت العائلات العاصمية حينها خيرا برؤية مصاعد عماراتها تعود إلى الحياة بعد سنوات من العطب، لكن ذلك لم يتحقق.