دعا سكان العمارات الواقعة بقلب الجزائر الوسطى، السلطات المحلية وعلى رأسها مصالح البلدية، إلى التدخل العاجل لاستكمال كافة الأشغال المتعلقة بإعادة تجديد الشبكات الكهربائية الخاصة بالمصاعد المتوقفة منذ أسابيع، متسائلين عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، مع العلم أن هذه الأشغال تندرج في إطار مشروع تحسين وترميم البنايات القديمة بالعاصمة المسطر من قبل الولاية وتأهيل الأجزاء المشتركة بالعمارات، ومنها تجديد المصاعد. وعبّر بعض السكان الذين التقيناهم بالعمارات التي مستها أشغال تجديد الشبكة الكهربائية خاصة تلك الواقعة بشارع العربي بن مهيدي، عن انتقادهم لتوقف هذه الأشغال دون سابق إنذار، مما انعكس سلبا على الوجه الجمالي لمداخل هذه البنايات بسبب الأسلاك الكهربائية الخارجة عن مكانها والشقوق المنتشرة بجدرانها الداخلية التي لم تغط، مطالبين بوجوب تدخل الجهات المعنية لتدارك هذا الوضع واستكمال الروتوشات الأخيرة لهذه الأشغال، كما أنها تبقى عرضة لأيدي التخريب في أي لحظة، ما دامت الخيوط الكهربائية بارزة ومتدلية. وتساءل بعض قاطني عماراتي 51 و53 بشارع العربي بن مهيدي عن سر توقف هذا الأعمال الخاصة بهذا المشروع الذي انطلق منذ ثلاثة أشهر، منتقدين الوضعية غير المريحة التي شوّهت مداخل عماراتهم وأثرت سلبا على شكلها المعماري الذي يعود للعهد الاستعماري، داعين القائمين على هذه الأشغال لاستئناف عملهم وإعادة هذه المباني إلى الوضعية المعهودة التي كانت عليها. وانتقد أحد أصحاب المحلات التجارية هذه الوضعية التي آلت إليها مداخل العمارات وسلالمها التي شوّهت مظهرها وساهمت في تدهورها، بسبب تركها دون صيانة، ما أصبح يشكل خطرا حقيقيا على السكان والأطفال على وجه التحديد، مشيرا إلى أن هذا الوضع أثر سلبا على محله التجاري وبعض المحلات الأخرى المحاذية له، جراء الخلط بين الأسلاك الكهربائية التي تداخلت بين الشبكة الخاصة بها وتلك التابعة لمداخل العمارات، وهو ما ألحق أعطابا بواجهات هذه المحلات التي أصبحت تتوقف عن العمل في كثير من الأحيان. وقد وقفنا على أوضاع بعض هذه المباني بوسط شارع العربي بن مهيدي بقلب العاصمة، حيث لا يكاد يخلو مدخل عمارة والجدران الداخلية كالسلالم من آثار الحفر التي شوهت المكان، بالإضافة إلى مشاهد الأسلاك العارية والخارجة من علب توصيلاتها والتي لم يوصل الكثير منها بالشبكات الكهربائية الرئيسية بداخل العمارات... ويظهر هذا المشهد بوضوح أكثر على مستوى مدخل عمارة 51 الذي شهد أشغال تجديد الشبكة الكهربائية الخاصة بالمصعد الكهربائي منذ 3 أشهر مضت وإزالة هذا الأخير بغرض تجديده، فضلا عن أشغال أخرى تتعلق بإقامة هواتف داخلية على مستوى المدخل الخارجي للعمارة، إلا أن كل ذلك توقف فجأة ودون سابق إنذار. من جهتها، أكدت بلدية الجزائر الوسطى أن المشكل يمكن في المقاولين المكلفين بهذا المشروع الذين لم يحترموا المدة المتفق عليها في دفتر الشروط، ما أجبر البلدية على فسخ العقد المبرم معهم، وهو ما أدى إلى توقف هذه الإشغال في انتظار إعادة منح المشروع لمقاولين آخرين سيتكفلون باستكمال كافة الرتوشات النهائية للأسلاك الكهربائية وربطها بشبكاتها الخاصة. وأوضح نائب رئيس المجلس الشعبي لبلدية الجزائر الوسطى، المكلف بالمحيط والنظافة دحمان صايفي ل"المساء"، أن المشروع سيوكل لمقاولين آخرين أكثر خبرة ومهنية لتسريع وتيرة الأشغال واستكمالها في الوقت المحدد، بعد تماطل العمال السابقين وتوقف الكثير منهم عن العمل بسبب خلافات مع المقاول الذي يشغلهم، الأمر الذي يستلزم وقتا للبحث عن مؤسسات أخرى تشرف على العملية، خاصة وأن مصالح الولاية رصدت مبالغ مالية ضخمة لتجسيد ذلك. كما أضاف أن التأخر في وضع مصاعد كهربائية جديدة، تعويضا لتلك القديمة المتوقفة عن الخدمة، عقّد استكمال هذا المشروع، حيث يتوجب الأمر وضع هذه المصاعد أولا لمباشرة ربطها بالشبكات الكهربائية بمداخل العمارات، متعهدا في الأخير بتدارك هذه الانشغالات التي حيّرت السكان وتسببت في إزعاجهم، وذلك في أقرب الآجال الممكنة. للإشارة، فقد انطلقت أشغال ترميم الشبكات الكهربائية الخاصة بمصاعد عمارات العاصمة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، في إطار برنامج تجديد هذه المصاعد واستبدالها بأخرى عصرية، وهذا بالتنسيق مع دواوين الترقية والتسيير العقاري وبإشراك لجان وجمعيات الأحياء، كما أشرنا إليه في أعداد سابقة، وهي خطوة استحسنها السكان خاصة أنها ترمي إلى عصرنة النسيج العمراني وترقيته وجعله يتماشى وخصوصيات منطقة العاصمة.