قال وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل إن الجزائر ستحتضن من 27 إلى 30 نوفمبر القادم، ورشة مخصصة للمخططات الوطنية لبلدان الساحل في مجال مكافحة التطرف العنيف في إطار الإستراتيجية الجديدة للأمم المتحدة حول مكافحة هذه الآفة التي تمت المصادقة عليها في جوان الفارط، مشيرا إلى أن تنظيم هذين اللقائين يأتي بمبادرة من الجزائروكندا بصفتهما رئيستي مجموعة العمل حول تعزيز الطاقات في منطقة الساحل، "مجددا في هذا السياق ارتياح الجزائر للعمل مع كندا حول هذا الملف". أمام الدورة الوزارية السابعة للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب المنعقدة يوم الأربعاء الماضي بنيويورك، أكد السيد مساهل أن التهديد الإرهابي لم يضعف، بل امتد مع الأسف إلى عدد متزايد من الدول، الأمر الذي يبرر جدوى الجهود المبذولة فرديا وجماعيا من طرف "بلداننا لمواجهته بشكل فعلي"، مبرزا في هذا السياق أن دول الساحل تواجه صعوبات واحتياجات في إطار مكافحتها للإرهاب، لاسيما في مجال التكوين والمساعدة التقنية. كما اغتنم المناسبة للتأكيد على أن المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب أثبت وجوده من خلال النتائج المسجلة من حيث "وضع معايير وممارسات جيدة وتدعيم الطاقات وتسهيل التعاون بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء وكذا على الصعيد الثنائي والجماعي كفضاء للتفاعل والوعي بمقتضيات المكافحة المشتركة للإرهاب". تحسبا لدراسة توزيع المهام ضمن مختلف مجموعات العمل خلال الربيع المقبل، أعلن السيد مساهل عن اهتمام واستعداد الجزائر لمواصلة الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الخاصة بتدعيم الطاقات في منطقة الساحل ومن ثم تقديم مساهمتها في مكافحة بلدان هذه المنطقة للإرهاب، مذكرا بأن الجزائر نظمت منذ الجلسة العلنية الأخيرة، سلسلة من الاجتماعات الدولية بهدف المساهمة حسب إمكانياتها في التصدي المشترك للتطرف العنيف والإرهاب". وأشار إلى أن أولى تلك الاجتماعات كان ورشة خبراء حول دور العدالة الجنائية في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل خلال شهر مارس 2016، موضحا أن هذا الاجتماع الرفيع المستوى نظمته الجزائر بالاشتراك مع كندا بصفتهما رئيسي مجموعة العمل حول الساحل. الوزير ذكّر في هذا الصدد بانعقاد ورشة دولية بالجزائر في أفريل 2016 حول دور شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت في التصدي للتطرف العنيف والإرهاب، وهي الورشة التي شاركت فيها حوالي خمسين دولة ومنظمة جهوية ودولية، مشيرا إلى أن "النتائج الثرية والسديدة لتلك الورشة وضعت تحت تصرف الدول الأعضاء للمنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب ومنظمة الأممالمتحدة". النشاط الثالث - يضيف مساهل - تمثل في تنظيم الجزائر يومي 7 و8 من شهر سبتمبر الجاري لورشة دولية حول دور الديمقراطية في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب بهدف التأكيد بأن الديمقراطية هي أفضل مقاومة لإيديولوجيات ومنطق التهميش والإقصاء وهما تربة خصبة للتطرف العنيف والإرهاب، مستندا في هذا الصدد إلى التجربة الجزائرية. الوزير عرض استنادا إلى الأشغال الثرية والمثمرة التي توجت الورشتين المنظمتين من قبل الجزائر حول دور الإنترنت والديمقراطية في مكافحة التطرف العنيف والإرهاب على الجمعية، اقتراحين وكله أمل في أن يلقى هذين الأخيرين اهتمام الجمعية العامة الأممية". الاقتراح الأول يخص "تأطير الأممالمتحدة لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب عبر الإنترنت والشبكات الإجتماعية في شكل ميثاق يجمع المبادئ التوافقية الرامية إلى الاستعمال البنّاء لهذا الابتكار المذهل خدمة للإنسانية وجعلها في منأى عن استخدام الجماعات الإرهابية". الاقتراح الثاني يتعلق "بتعزيز دور الديمقراطية في مكافحة آفتي التطرف العنيف والإرهاب وإنشاء أرضية أممية لتقاسم الخبرات الوطنية في هذا المجال". وصرح قائلا في هذا الصدد "أريد أن أشير إلى أنه على غرار ما تم السنة الماضية فيما يخص تقاسم التجربة في مجال مكافحة التطرف والاهتمام الكبير الذي لقيته لدى العديد من الدول، تقوم الجزائر حاليا بإعداد وثيقة مماثلة حول تجربتها الديمقراطية في مكافحة الإرهاب والتي سيتم نشرها قريبا". للإشارة، وافق الوزراء خلال هذا اللقاء "على وثائق معيارية غير مقيدة جديدة أعدتها مجموعات العمل وتتعلق أساسا بوضع أداة لصالح الدولة المهتمة متعددة الأبعاد لمكافحة التطرف العنيف وتأمين الحدود ودور البرلمانات في مجال مكافحة الإرهاب". كما شارك وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية بنيويورك في اجتماع وزراء الخارجية العرب. وتناول الاجتماع القضايا المسجلة في جدول أعمال الدورة ال71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بالأخص التطورات الأخيرة الحاصلة في الشرق الأوسط والأزمات التي تخص كل من ليبيا سوريا واليمن. مساهل يتحادث مع منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية أعرب السيد جوستين سيبرال منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية عن تقييم الولاياتالمتحدةالأمريكية الايجابي للنتائج التي حققتها الجزائر في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، منوها بالورشة التي نظمتها الجزائر في 8 سبتمبر الأخير حول موضوع "دور الديمقراطية في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف". كما أعرب المسؤول الأمريكي خلال محادثاته مع السيد مساهل عن اهتمام بلده بتنظيم بالجزائر العاصمة خلال الربيع المقبل لورشة دولية حول "المصالحة الوطنية كوسيلة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف"، انطلاقا من التجربة الجزائرية.