شهدت الطبعة التاسعة من المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح إقبالا واسعا من الجمهور الوافد إلى مختلف الأجنحة لاكتشاف جديد هذا الفن في الجزائر وفي العالم، وكان السواد الأعظم من الشباب الذي حقق الكثير من المشاريع التي راجت في الداخل وحتى في التظاهرات الدولية. قامت «المساء» بجولة في مختلف الأجنحة وقابلت العديد من الفنانين بمن فيهم الأجانب الذين شهدوا باحترافية المهرجان وبالطاقات الجزائرية الخلاّقة . اختيرت إيطاليا لتكون ضيف شرف الدورة ويعرف الشريط المرسوم بإيطاليا ب«فوميتو»، بحيث ظهر سنة 1932، وتأثر بالشريط المرسوم الأمريكي، وعرف سريعا شهرة كبيرة لدى الشباب القارئ علما أنه تعرض لمضايقات في فترات من مسيرته منها فترة الفاشية. عرف المهرجان الذي اختتم، أول أمس، تنظيم معرض للشريط المرسوم وعقد ندوات منها ندوة نظمها معهد سيرفانتاس عن الشريط المرسوم بإسبانيا وكذا عرض أفلام وثائقية حول الشريط المرسوم، بالإضافة إلى البيع بالإهداء لرسامين وفنانين جزائريين وأجانب كلهم مولعون بفن الشريط المرسوم. ومن بين أشهر القصص المصورة عبر العالم التي تحضر المهرجان نجد «المانغا» اليابانية وهي الأكثر حضورا وتأثيرا في الجزائر وأيضا القصص الفرنسية والأمريكية على غرار «كومكس»، أيضا الرجل العنكبوت وسوبرمان والرجل الوطواط وميكي ماوس وتان تان، وهي الأشهر في تاريخ القصص المصورة. عند مدخل المعرض نصب جناح للفنان «الأندلسي» من جريدة الوطن سمي ب«الجانب الأزرق» وهذا الرسام نشط عدة صفحات على جريدة الوطن الأسبوعية ويعطي انطباعا بالحيوية والمرح، وهو مرتبط باللون الأزرق ذي الأصول المتعددة ابتداء من الجن الأزرق الذي هو علاء الدين فلقد أثر في الرسام منذ أن كان طفلا، ثم إن الزرقة عند «الأندلسي» تعني واجهة الجزائر العاصمة البحرية،إضافة إلى كونه رمزا للارتخاء والراحة وبالتالي جاءت هذه المكانة المميزة للفنان. ضم الجناح نماذج من الأعمال المنشورة منها الباعوضة الجزائرية، والبكالوريا التي تؤدي للبطالة وحياة الشباب الموزعة بين الروك والعنف والمخدرات، هناك أيضا العنف ضد المرأة وكذا الزلزال الذي أثر على الذهنيات فانقلبت الناس رأسا على عقب، أعمال أخرى عن «كاسكوسي» أي التساؤل عن ما يجري من تناقضات كما هو الحال في مجلة «بندير» ذات المرأة الفظيعة التي تغني وترقص رغم وجهها القبيح، وهناك أيضا حسناوات يظهرن كبضاعة في الصالونات الإقتصادية بما في ذلك صالون «المواشي»، وكذا الوقوف عند حملات التشويه التي تواجهها الجزائر على المواقع الالكترونية كونها بلاد الإرهاب والزلازل والأمراض. بالمقابل، هناك صور (أو الفضاء القاتم وهو عكس الفضاء الأزرق) بالأبيض والأسود أغلبها بورتريهات لشخصيات ولعوالم خارقة منها عالم الجن وأخرى لصور قاسية عن حرب التحرير وما فعلته فرنسا والربط في ذلك بممارسات هتلر والنازية التي خلفت ملايين الجماجم، وكذا ملامح من العشرية السوداء تم عرض كل ذلك بتقنيات راقية منها تقنية ثلاثية الأبعاد. بالمناسبة، التقت «المساء»، بالآنسة لادادة لينا عضو بلجنة التنظيم، حيث أشارت إلى أنها تعمل مع زملائها كمتطوعين، مقترحة جناح المكسيك التي تشارك لأول مرة وفيه العديد من الأعمال الجميلة أغلبها للأطفال وممن شاركوا نجد دورا براندا التي درست فن الاتصال المرئي والفنون التشكيلية بمكسيكو وقدمت تجربتها كمعلمة ترجمت خرافات قديمة للأطفال، أما أنا لويزا فبرعت في الفنون المطبعية وقدمت رسومات للأطفال بالألوان الحية وكذلك جاكلين فيلزكار التي تشتغل على رسم كتب للأطفال وأعمالها في متحف الأطفال العالمي بالمكسيك وتحصلت على عديد الجوائز الدولية. دخلت «المساء» إلى مكتبة المعرض التي احتوت على مئات العناوين لكتب الشريط المرسوم أغلبها أجنبية ولفئات عمرية مختلفة وبكل اللغات، وثمن رياض مختاري من المكتبة المبادرة، وقال إنها تستهوي جمهورا غفيرا يبحث عن الجديد والنوعي، علما أن الفن الإفريقي هو الآخر موجود وله تجربته الرائدة وأغلب تلك الكتب منها الخاصة بالأطفال أو روايات لكتاب عالميين أو جزائريين من ذلك نصوص قصصية لمحمد ديب بالفرنسية والعربية لا توجد في المكتبات أو في السوق لذلك تلقى الإقبال والمكتبة ستستمر في العرض برياض الفتح طيلة السنة كل مساء ثلاثاء. مواهب شابة حقّقت التميّز دار النشر «زاد – لينك» امتلأت بالجمهور الشاب، وهي التي شجعت المواهب على النشر والظهور بالداخل وبأوروبا، وفيها التقت «المساء» بالمبدع محمد بوجلة من وهران الذي قدم جديده لهذه الطبعة وهو كتاب «قارب الأمل» يحكيفيه مأساة الهجرة التي يحلم بها الشباب، وكيف حملهم القارب إلى مدى مجهول اكتشفوا أنه ليس أرض الأحلام، فندموا على ذلك خاصة عندا سمعوا تجارب الآخرين ممن سبقوهم كل بقصته. الشاب بوجلة صاحب ليسانس في الشريعة ويمارس هواية الرسم منذ الصغر وكغيره فتن بالرسم الياباني فقلده، وعبّر بالمناسبة عن امتنانه لدار النشر «زاد –لينك» التي فتحت له الأبواب فكتب بالفصحى وفضلها على الدارجة، كي يفهمها الجميع ومن خلالها أيضا ترسخ رسائل هادفة، علما أنه أصدر مع نفس الدار «الواثق» التي هي درس في العزيمة، لأنه يروي قصة يتيم حقق المعجزات وأصبح بفضل الله ومعلمته من كبار المسؤولين بمدينة وهران، كما رأى هذا الشاب أن هذا الفن في تطور مستمر ببلادنا ويملك طاقات متفجرة يشهد لها في المعارض الدولية وأصبحت له شخصياته المستقلة منها مثلا قدور ولونجة ونهلة التوارق وغيرها. حضر المهرجان الكثير من المنتجين الخواص الذين يطلبون الدعم لتحقيق الكثير من المشاريع خاصة في الأفلام الكرتونية وكذا المختصون في ألعاب الفيديو وفي «أوتاك» وفي الألبسة والأشغال اليدوية وكذا في العروض الحية التي جلبت الأطفال . فنّان شريط مرسوم ليبي يفوز بالجائزة الأولى فاز فنّان الشريط المرسوم الليبي مدغيس أفولاي، يوم الجمعة، بجائزة «أحسن ألبوم في اللغة الوطنية» ضمن المسابقة الدولية لمهرجان الجزائر الدولي التاسع للشريط المرسوم. وحاز الفنان الليبي على الجائزة الأولى للمهرجان عن عمله «أمزروي نغ» (تاريخنا) والذي أنجزه في جزأين وباللغتين الأمازيغية والعربية. وتوّجت الفرنسية كارول مورال، بجائزة «أحسن ألبوم باللغة الفرنسية» (الجائزة الثانية للمسابقة) عن ألبومها «Louisa ici et la» (لويزة هنا وهنا)، في حين تحصلت الجزائرية بشرى مختاري، على جائزة «أحسن ألبوم للشباب» (الجائزة الثالثة) عن ألبومها «Zozo la bourrique» (زوزو الحمارة). وفاز الجزائريان فاتح غيلالي وسيد علي أوجيان بجائزتي «أحسن مشروع» (الجائزة الرابعة) عن عملهما «think» (فكر)، في حين توّجت مواطنتهما فلّة مطوغي التي سبق تكريمها في افتتاح المهرجان وهي أصغر فنانة مشاركة بجائزة «أحسن ألبوم مانغا» عن عملها «Ghost II» (غوست II). وكانت لجنة تحكيم المسابقة الدولية قد ضمّت الجزائرية فاطمة تاماتو، كرئيسة في حين ضمت كأعضاء كل من رسام الشريط المرسوم الجزائري «جيبس» والفرنسيين فيليب بروكار ورولان تيسي. وسيتم مساء غد السبت، الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة الوطنية للمهرجان بالإضافة لأسماء الفائزين بمسابقة «كوسبلاي».