طالب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أمس التنظيمات الطلابية الوطنية بإعادة النظر في مهامها وعدم حصرها في النشاط الطلابي المرتبط بالإطعام والإيواء، مؤكدا بأنه «ليس عيبا أن تتسيس الجامعة بل العيب أن تتحزب من خلال انتماء رئيسها إلى تشكيلة سياسية معينة»، كما نفى الوزير دعوته إلى خوصصة الخدمات الجامعية، موضحا بأنه أعلن فقط عن بداية التفكير في تحسين مستوى هذه الخدمات وتطويرها. عرض حجار في مداخلة له في افتتاح الندوة الوطنية للطلبة والكفاءات الجامعية التي ينظمها جزب جبهة التحرير الوطني من 10 إلى 12 أكتوبر الجاري بتعاضدية عمال البناء بزرالدة، المحاور الإصلاحية الكبرى التي يخوضها قطاعه، مبرزا ثبات الدولة الجزائرية منذ مرحلة الثورة التحريرية على مبادئها المرتبطة بترقية التعليم والتكوين. ودعا بالمناسبة التنظيمات الطلابية إلى الاهتمام أكثر بالسياسة، من أجل جعل الجامعة مدرسة لتكوين إطارات المستقبل، قائلا في هذا الصدد «ليس عيبا أن تتسيس الجامعة بل العيب أن تبقى بعيدة عن السياسة»، ولفت إلى الفرق الشاسع بين تسييس الجامعة وتحزيبها، فما هو غير مقبول حسب السيد حجار هو «أن يكون رئيس الجامعة متحزبا».في سياق متصل، نفى وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن يكون قد دعا إلى أي خوصصة في الخدمات الجامعية، موضحا بأن ما تعتزم وزارته القيام به من خلال تنظيم ندوة وطنية يشارك فيها كل ممثلي الأسرة الجامعية، هو بعث تفكير جاد من أجل تحسين وتطوير مستوى هذه الخدمات بالشكل الذي يرضي الطالب وترضاه الوزارة، «لاسيما وأن الأموال موجودة وما ينقص هو إيجاد الطريقة المثلى لتسيير الخدمات المقدمة للطالب».وعاد السيد حجار في مداخلته أمام الطلبة المنتمين لحزب جبهة التحرير الوطني، إلى المبادئ التي بنت عليها الدولة الجزائرية قطاعات التربية والتعليم والتكوين، مؤكدا بأن جبهة التحرير الوطني التي عبرت عن تشبثها بهذه المجالات منذ ثورة التحرير المظفرة، حيث أرسلت عددا من الشباب في سنة 1958 لتلقي تعليم وتكوين بالخارج لتحضيرهم لمرحلة بناء الدولة المستقلة، لازالت متمسكة اليوم كحزب سياسي فاعل في تسيير شؤون البلاد، بهذه المبادئ، ولاسيما منها تكريس مبدأي إلزامية التعليم ومجانيته. كما أشار العضو القيادي في الأفلان إلى العناية الخاصة التي أولتها الدولة لتطوير قطاع التعليم وجزأرته، والتي خاضت في إطارها إصلاحات شاملة، مست المنظومة التربوية والتعليمية والتكوينية في عمومها، تواصلت بإقرار إصلاحات في قطاع التعليم العالي سنة 2004، حيث تم بموجبها استحدث نظام «أل أم دي» (ليسانس، ماستر، دكتوراه) والذي أعطى حسبه نتائج متباينة، «نجحنا في بعض منها ولم ننجح في البعض الآخر»، مشيرا إلى أن القطاع يعمل حاليا على تدارك النقائص التي ترتبت عن هذا المسعى ومنها تخفيض التخصصات من 6000 تخصص في الليسانس و4000 تخصص في الماستر إلى 200 تخصص في الليسانس و200 تخصص في الماستر. وذكر الوزير بالندوة الوطنية التي نظمها قطاعه في جانفي الماضي، والتي تمخضت عنها توصيات منها ما تم الشروع في تجسيده من خلال بعض القرارات، وأخرى تحتاج إلى نصوص تشريعية جديدة لتأطيرها. وأبرز بالمناسبة نجاح الدولة في تحقيق رهان الهياكل والموارد المادية والبشرية، مشيرا إلى أن الجزائر تفتخر اليوم بتوفرها على هياكل قادرة على استقطاب مليوني طالب في وقت يصل فيه عدد الطلبة حاليا إلى 1,623 مليون طالب، يؤطرهم 6000 أستاذ، لافتا في نفس السياق إلى أن وزارة التعليم والبحث العلمي شرعت هذا العام في منح الأساتذة الجامعيين تكوينا مهنيا لتأهيلهم وترقية مستواهم، وذلك بالموازاة مع مسعى تحيين وتطوير البرامج التعليمية واستحداث برامج جديدة.وإذ كشف عن استكمال القطاع قبل يومين لمشروع إصدار المرجعية الوطنية للجودة، بعد 5 سنوات من الدراسة والبحث الذي انصب حول ضبط مقاييس التقييم، والتي ستعمل حسبه على تحسين مستوى الجامعة الجزائرية ضمن التصنيف العالمي، لفت الوزير إلى أن القطاع يعمل أيضا على إعادة النظر في الخارطة الجامعية، حسب التخصصات المهنية الموجودة في كل منطقة من مناطق الوطن، مشددا في هذا الصدد على أنه لا توجد أي جامعة محلية، بل هي جامعات وطنية تستقبل الطلبة من مختلف جهات الوطن. من جهته، أشار عبد اللطيف بوضياف الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين وعضو المكتب السياسي في حزب جبهة التحرير الوطني، إلى أن الندوة الوطنية للطلبة والكفاءات الجامعية، تهدف إلى خلق احتكاك بين طلبة الحزب وقيادييه، وتمكين الجامعيين من المساهمة في العمل التحضيري للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة خلال العام المقبل، لافتا إلى أن الندوة ستعرف تنظيم ورشات عمل وإلقاء محاضرات وفتح نقاش موسع لتثمين قدرات الحزب، فضلا عن ضبط البرنامج التحسيسي الذي سيخوضه جامعيو الحزب على مستوى القواعد النضالية ومن خلال اللجان المحلية التي ستنصب على مستوى محافظات الأفلان قبل الخامس نوفمبر المقبل، تنفيذا لاستراتيجية الحزب في التوسع.