تواصل أمس ولليوم الثاني إضراب عمال ترامواي العاصمة، الذين قرروا مواصلة الاحتجاج والتمسك بكل المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة، وعدم التراجع عنها إلى غاية الاستجابة لها، حيث لم تصل المفاوضات التي جرت بين الإدارة وممثلي العمال طيلة نهار أول أمس إلى حل يرضي الطرفين. قرر عمال ترامواي العاصمة، من سائقين وقابضين ومراقبين، مواصلة الإضراب المفاجئ الذي شنوه ابتداء من الثلاثاء الماضي، للمطالبة بتحسين ظروف العمل، من خلال الاستجابة لجميع النقاط التي رفعت للوصاية، أهمها إعادة إدماج العمال الذين تم توقيفهم بطريقة تعسفية بدون الرجوع إلى المجلس التأديبي والتوقيع على الاتفاقية الجماعية، شبكة الأجور وتوفير الأمن وغيرها من المطالب. وفي هذا الصدد، ذكر أحد ممثلي العمال في اتصال ب«المساء" أمس، أن العمال في مختلف المصالح، قرروا الاستمرار في الإضراب المفتوح، وعدم التراجع عن مطالبهم، خاصة ما تعلق بالتوقيف التعسفي لبعضهم، مشيرا إلى أن المفاوضات التي جرت في اليوم الأول بينهم وبين مسؤولي مؤسسة "سيترام" لم تفض إلى نتيجة، خاصة أن الأخيرة رفضت إعادة إدماج أحد العمال، المفصول مؤخرا دون وجه حق. وحسب المتحدث، فإن الإدارة، رفضت في اللقاء الذي جمعها أول أمس تجسيد وعودها، بينما يتمسك العمال بمطالبهم، ويؤكدون على التفاوض مع الرئيس المدير العام المتواجد في مهمة بالخارج، عوضا عن مدير الوحدة الذي لم يتوج اللقاء الذي جمعهم به بأي نتيجة. من جهة أخرى، ذكر بعض ممثلي العمال ل«المساء"، أن إدارة مؤسسة "سيترام"، قررت جلب سائقي ترامواي من قسنطينة ووهران لتعويض زملائهم بالعاصمة لإفشال الإضراب وإرغام العاملين بالعاصمة على استئناف العمل في أقرب الوقت، معتبرين أن هذا الإجراء غير قانوني، كون سائقي الترامواي الذين سيتم جلبهم يعتبرون من الإطارات، وليس من اختصاصهم قيادة هذه الوسيلة بولاية أخرى، حيث يتطلب ذلك تكوينا وقيادة تحت المراقبة لمدة 40 ساعة. بدورها، استنجدت مؤسسة "سيترام" أمس ولليوم الثاني، بحافلات مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري للجزائر "إيتوزا"، التي كانت تتوقف في مختلف محطات ترامواي من المعدومين إلى درقانة ببرج الكيفان، غير أن الأخيرة كانت خالية من المسافرين بسبب الإضراب. وتزامن نهار أمس مع عطلة بمناسبة عاشوراء، في حين باشرت إدارة (سيترام) صباح أمس اجتماعا مغلقا مع ممثلي العمال، من أجل وضع حد للإضراب الذي أحدث اضطرابا كبيرا في حركة السير وتحول إلى هاجس بالنسبة للمواطنين، خاصة العمال والطلبة الذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى مقرات عملهم ودراستهم. وأكد المكلف بالمناوبة بشركة النقل الحضري عيساوي عبد الرحمن، أن "إيتوزا" خصصت 20 حافلة تتسع ل 100 شخص تضمن ساعات النقل من درقانة إلى المعدومين، بنفس الريتم الذي يسير عليه الترامواي، موضحا أن تسخير عشرين حافلة، إضافة إلى حافلات نقل الطلبة سيتواصل إلى أن يتم الإعلان عن تعليق الإضراب وعودة عمال "سيترام"، وأن الحافلات المسخرة لن تضر بخدمة "إيتوزا" عبر خطوطها الاعتيادية.