قال وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي إن انخراط 70 ألف شخص في 634 مكتبة عمومية ببلد قارب عدد سكانه الأربعين مليونا، غير مقبول بتاتا، ليطالب مديري المكتبات سواء الرئيسة أو الملحقات، بتفعيل هذه الفضاءات والانفتاح على العالم الخارجي خاصة التربوي منه. بالمقابل، طالب مديري المسارح بتقديم نصوص جزائرية والابتعاد عن المسرحيات المكلّفة، ليعلن في السياق ذاته عن تحويل كل النصوص الأدبية الفائزة بجوائز، إلى مسرحيات. نظم وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، أمس بقصر الثقافة، لقاء مع مدير المكتبات العمومية ومع مديري المسارح، قدم فيها عدة توصيات للمعنيين، كما أعلن عن قرار انتقاء مستغانم عاصمة للفن الرابع في السنة المقبلة، حيث ستحتضن عروض جميع المسرحيات التي تقدم في مختلف مسارح الوطن، كما ستعرف تنظيم ندوات وورشات تكوينية. البداية كانت مع أرقام قدمها مدير دائرة الكتاب والمطالعة العمومية حسان مرموري حول واقع المكتبات العمومية في الجزائر، فقال إن الجزائر تضم 634 مكتبة عمومية ما بين رئيسة وملحقة، مضيفا أنها تعاني من نقائص عديدة من بينها: عدم تخصص المشرفين عليها مع قلة عددهم، ضعف الاتصال والتواصل مع الفضاء الخارجي، تنظيم فعاليات ثقافية إما غير مجدية أو لا تستقطب الجمهور بالرغم من مواضيعها المهمة. وأضاف المتحدث أن هذه المكتبات تضم ما يقارب مليوني نسخة لأكثر من 40 ألف كتاب. كما تتطلب ميزانية تجهيزها في كل سنة من 4 إلى 6 ملايين دينار، في حين تتراوح ميزانية تنظيمها لفعاليات ثقافية من 3.5 إلى 10 ملايين دينار، ليطالب بضرورة جذب القراء والمنخرطين من خلال تطوير استعمال تكنولوجيات الرقمنة وتحيين الرصيد وتنظيم ملتقيات جهوية حول الكتاب. من جهته، تحدّث المسؤول عن مديرية الآداب وترقية الفنون وتطويرها السيد حكيم ميلود، عن الوثيقة التي انبثقت من اجتماعات المديرية بمديري المسارح سنتي 2008 و2014، والتي حملت تفاصيل مشروع خاص بتسيير المسارح والخروج بقواعد محددة تسيَّر بها جميع هذه الفضاءات، مضيفا أن ما جاءت به من تعليمات لم تطبَّق في الميدان، وأنه حان الأوان لتغيير الوضع مثل سن نظام داخلي موحد، تحديد شبكة الأجور، ترميم وإعادة هيكلة المسارح القديمة، ترشيد النفقات، الاهتمام بالتكوين وغيرها. من جهته، قال وزير الثقافة معقبا على ما جاء به كل من مرموري وميلود، إن مليوني عنوان موجودان في المكتبات العمومية ولكن نصيب المواطن منها لا يتجاوز نسبة 0.05 بالمائة، وهو ما لم يستسغه، مشيرا إلى أن المكتبة لم تعد ذلك الفضاء الذي يستعير منه المنخرط فيه الكتاب، بل أصبح لها دور تربوي وتكويني وتثقيفي مهم. وطالب الوزير مديري المكتبات العمومية، الرئيسة منها والملحقة، بضرورة الانفتاح على الفضاء التربوي، والعمل بجد على جذب القراء خاصة الأطفال منهم، ليقدم اقتراحا حول منح بطاقات مجانية للأطفال، علاوة على تنظيم ندوات ومحاضرات ثقافية والتنافس مع دور الثقافة في هذا الشأن. كما دعا إلى أن يستنجد مديرو المكتبات بالأفكار الجديدة لتفعيل هذه الفضاءات وكذا التمتع بالثقافة وحب الكتاب، وهو ما سيفيد القارئ أيضا. وانتقل الوزير إلى عالم الفن الرابع، حيث طالب مديري المسرح بضرورة التكيّف مع الوضع الاقتصادي الحالي، من حيث انتقاء الأعمال غير المكلفة وكذا النصوص الجزائرية، لتحقيق بعدها العالمي، إضافة إلى الخضوع لسلّم أجور موحد والاهتمام بالتكوين. وتساءل الوزير عن سبب تعمير مسرحيات علولة ومجوبي، في حين أن أغلب المسرحيات الراهنة لا تحفظ في الذاكرة، ليطالب بضرورة تحقيق أهداف ثقافية وعدم الاقتصار على الغايات المادية، ليدعو أيضا إلى أهمية التخصص في الفن الرابع والابتعاد عن اللوبيات وسياسة "السوسيال". كما أعلن الوزير أيضا عن تحويل النصوص الأدبية الفائزة بجوائز إلى مسرحيات. أما عن اختيار مستغانم عاصمة للمسرح السنة المقبلة، فطالب مديري المسارح بضبط برنامج خاص بهذه التظاهرة.