توعد سكان مدينة الحسيمة السلطات المركزية في الرباط باستئناف المظاهرات الاحتجاجية التي اندلعت مباشرة بعد مقتل صياد السمك، محسن فكري الذي لقبوه ب«شهيد لقمة العيش». وتخشى السلطات المغربية انتقال عدوى هذه المظاهرات إلى مدينة مراكش التي ينتظر أن تحتضن بداية من بعد غد الاثنين أشغال ندوة «كوب 21» الدولية لحماية البيئة، وتدوم إلى غاية 18 من الشهر الجاري. ومازالت تداعيات هذه القضية تلقي بظلالها على المشهد المغربي العام في انتظار نتائج التحقيق الجنائي الذي أمر الملك محمد السادس بفتحه لتحديد المسؤوليات ومحاكمة كل من له صلة بالواقعة. وإذا كانت السلطات المغربية عمدت إلى تخفيض أسعار سمك السردين إلى أدنى مستوياتها من أربعين درهما إلى سبعة دراهم فقط للكلغ الواحد ضمن خطة مخزنية لصرف أنظار سكان الحسيمة، إلا أن هؤلاء مازالوا يصرون على تنظيم مسيرات احتجاجية في المدينة وفي مناطق أخرى من البلاد للضغط على السلطات الرسمية لكشف كل الحقيقة حول ملابسات مقتل الصياد المغربي الذي أصبح يعرف ب«شهيد لقمة العيش». وكادت تصريحات نائب في البرلمان المغربي فاطمة الزياني بوصف سكان الريف ب«الأوباش» أن تلهب هذه المنطقة من جديد بعد هدوء حذر عرفته مدينة الحسيمة خلال اليومين الماضيين حيث عمدت إلى إعادة نفس الوصف الذي أطلقه الملك المغربي الراحل الحسن الثاني ضدهم قبل قمعه لأعنف مظاهرات ضد المخزن سنة 1958. ورفع متظاهرون ردا على تصريحات النائب أن «الريافة ليسوا عبيدا» و«لن نركع»، مما أرغمها على الاعتذار على ما صدر منها من تصريحات مشينة ضد سكان منطقة ثورية سواء في وجه الاحتلال الفرنسي أو تسلُط السلطات المركزية في الرباط.