بلغت أسعار علف الماشية بأقاليم ولاية تيارت، في الأونة الأخيرة، أسعارا خيالية تجاوزت 45 ألف للقنطار للشعير وأكثر من ثلاثة ألاف للنخالة، وقد أرجع مربو الماشية ومسؤولي قطاع الفلاحة بتيارت، الأسباب إلى شح السماء وغياب الأمطار منذ عدة شهور، ناهيك عن السماسرة الذين وجدوا ضالتهم في رفع أسعار علف الماشية بعدما وجدوا من يساعدهم في ذلك مما جعل موالي الولاية خاصة المناطق الشمالية، يعانون مشاكل كبيرة للحصول على كميات من العلف لتغذية ماشيتهم التي تأثرت كثيرا بفعل موجة الجفاف الكبير ونقص المساحات المخصصة للرعي في أعلب المناطق. هذا الواقع الذي فرضه السماسرة والمضاربون جعل الموالين وأصحاب المواشي يناشدون تدخل مختلف المصالح التي لها صلة بقطاع تربية الماشية لوضع حد للمضاربة بأسعار العلف، وفتح تحقيق معمق حول الجهات التي تساعد على استفحال الظاهرة، واتخاذ الإجراءات الضرورية في حقهم، خاصة وأن مجموعة كبيرة من مربي الماشية الذين تحدثنا إلى في الأمر، أجمعوا على تواطؤ جهات في استفحال ظاهرة ارتفاع أسعار العلف. وفي سياق ذي صلة، فإن غياب الأمطار منذ شهور أثر بشكل مباشر على منسوب المياه السطحية والجوفية بالولاية، حيث أن سد بن خدة الممون الرئيسي لأغلبية مناطق الولاية بالمياه الشروب تراجع إلى نحو 23 مليون متر مكعب، في حين أن سد الدحموني المتخصص في سقي الأراضي الفلاحية تراجع منسوبه كثيرا، ليصل إلى أقل من مليونين بفعل الكميات الكبيرة التي تضخ لسقي مساحات البطاطا. كما أن المياه الجوفية هي الأخرى تأثرت كثيرا بفعل غياب الأمطار خاصة وأن المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية للولاية تتزود بمياه الشرب من الآبار العميقة، كما أن حملة الحرث والبذر التي انتهت الأسبوع الماضي بتيارت والتي شملت 350 ألف هكتار من الحبوب بكل أنواعها، بزيادة 50 ألف هكتار مقارنة مع السنة الماضية. فإنها تأثرت كثيرا حسب الفلاحين الذين تحدثنا إليهم بفعل غياب الأمطار مما أبدى مخاوف كبيرة في موسم فلاحي أبيض إذا توصل عدم تساقط الأمطار في الأيام القليلة المقبلة.