حثت الجزائر بلاهاي الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمانة التقنية على التجند أكثر من أجل تطبيق البرنامج الخاص بإفريقيا في اقرب الآجال. وصرح الممثل الدائم للجزائر لدى المنظمة السيد داني بن شاعة أن "الجزائر تحث هذه الدول والأمانة التقنية على التجند أكثر من أجل تطبيق البرنامج الخاص بإفريقيا في أقرب الآجال" مشيرا إلى أن "القارة الإفريقية تحتاج إلى دعم كبير من طرف المجتمع الدولي لانضمام دولها إلى مسار نزع الأسلحة الكيماوية". وفي معرض مداخلته خلال الدورة ال 54 للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية يوم الثلاثاء، أكد السيد بن شاعة الذي يشغل كذلك منصبي نائب رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وسفير الجزائر بهولندا أن الجزائر "تنوه بهذا الالتزام وتشجع المنظمة على مساعدة إفريقيا في تحقيق متطلباتها من حيث الأمن والحماية". وقال الدبلوماسي الجزائري أن التعاون مع المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب سيكون واحدا من أهم التطبيقات بالنظر إلى خصوصية وتميز هذه المؤسسة ودورها في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب. ومن جهة أخرى أشاد السيد بن شاعة بالعمل "المتميز" الذي قام به عدد من المسهلين الذين قامت المنظمة بتجديد تركيبتهم والذين "يبذلون مجهودات جبارة من أجل إيجاد حل لعدد من المسائل ذات الأولوية وللإشكاليات الراهنة". وأكد سفير الجزائر بلاهاي على "جدارة إفريقيا التي قررت رغم قلة مواردها التفرغ لموضوعين يحظيان بأولوية قصوى وهما: مخطط العمل حول المادة 7 والمنهجية المتعلقة بإعلان المواقع التي ينبغي تفتيشها". وأضاف السيد بن شاعة أن الجزائر تشيد كذلك بجهود الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تتخلص يوميا من جميع أنواع أسلحة الدمار الشامل عبر أجهزة مذهلة للتدمير والتحويل. وأردف السيد بن شاعة أن "عمل المنظمة يرمي إلى تشجيع الدول الأعضاء وعلى مرافقتهم في إقدامهم وإيمانهم بالسلام والأمن الدوليين". واستطرد قائلا أن الجزائر "وإن شجعتها النتائج المحققة لعلى يقين بضرورة احترام آجال التدمير" مشددا على أن "الإنسانية لن يهدأ لها بال حتى تتجسد الاتفاقية وتكتمل وحتى تقوم كافة دول الكوكب بالانضمام إلى منظمتنا". واعتبر أنه من أجل ذلك فإن الزيارات التي قام بها وفد من المنظمة بقيادة رئيس مجلسها التنفيذي إلى كل من أنيستون (في أكتوبر 2007) بالولايات المتحدة وإلى شوشيي بفدرالية روسيا (في سبتمبر 2007) والذي كانت الجزائر ممثلة فيه باسم إفريقيا كانت بمثابة "مرحلة مهمة في جهد نزع الأسلحة الكيماوية مثلما سمحت بتعزيز آلية ناجعة للتقييم يجب إيلائها كل الدعم والاهتمام من قبل هذه الجمعية". وأوضح السيد بن شاعة أن عزم الدول التي تملك مخزونا بكميات قليلة في مجهود التدمير يستحق أيضا التنويه كأحد أكبر انتصارات الإنسانية. ويرى السيد بن شاعة أن اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية ترمي إلى الوقاية من أي تهديد أواستعمال للأسلحة الكيماوية من طرف الدول الأطراف مضيفا انه من الجلي أن تهديد الإرهاب الكيماوي من طرف قوى غير حكومية يبقى محتملا". لذلك - كما قال- ستعمل الجزائر دوما على الإقناع باتخاذ الإجراءات والوسائل الضرورية لتجنب وتدارك احتمال وقوع كارثة كيماوية". "الالتزامات التي اتخذت خلال ندوة الدراسة الثانية حتى وإن كانت غير كافية إلا أنها تستلزم تطبيقا ملائما وعاجلا" يضيف الديبلوماسي الجزائري الذي دعا الدول الأطراف الأكثر ترددا إلى التحلي بروح الواجب والمسؤولية". كما دعا السيد بن شاعة الذي تأسف لعدم إدراج قضية الإرهاب في جدول أعمال هذه الدورة إلى اتخاذ "إجراءات ملموسة وفعالة" مضيفا أن الجزائر التي تحيي الجهود المبذولة من أجل تطبيق المادة 11 حول التعاون الدولي تحث الدول الأعضاء على مواصلة مشاوراتها بهذا الشأن وتدعم كل المبادرات الرامية إلى تنظيم ورشة تخصص لقضية بمثل هذه الأهمية نظرا لانعكاساتها الايجابية بالنسبة للأمن الدولي. كما أكد أن الجزائر على قناعة بضرورة بلورة مخطط عمل لحل هذه المسألة مضيفا أنها "تنوه بتقرير النشاطات السنوي لمخطط العمل الخاص بالمادة 7 مع الإشادة بالتقدم الذي أحرزته الدول الأطراف". وأشار إلى أن "هذا التقدم تم تحقيقه بفضل الحوار والتعاون اللذان ما فتئت الجزائر تدعو إليهما". وأضاف بهذا الصدد "نبقى واثقين أن نتائج التعاون بين الأمانة التقنية والدول الأطراف تشجع أكثر على المواصلة في هذا النهج، فإن الجزائر كما قال السيد بن شاعة تلتزم بتقديم مساهمتها سواء في ترقية مخطط العمل حول المادة 7 أوفي إطار المادة 10 قصد تحقيق هذه الأهداف". (واج)