توقع حاج ميلود عبد القادر، مدير المنظومات الإعلامية والإعلام الآلي في وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن يشرع في التطبيق الميداني وبشكل فعّال لرقمنة قطاع الصحة وكل الفاعلين في هذا المجال بحلول منتصف عام 2018. وقال ميلود عبد القادر على هامش ملتقى ورشاتي دولي حول استعمال تكنولوجيات الإعلام في الصحة نظم أمس بفندق السوفيتال أن وزارة الصحة أطلقت مشروع «صحتك» الذي يتضمن إقحام التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال من أجل رقمنة وعصرنه قطاع الصحة باعتبار أن هذه التكنولوجيات تعد بمثابة «محرك وقيمة مضافة» للقطاع خاصة وأن التكفل بالمريض قد يعرف تحسنا مع تقليص الأخطاء الطبية في آن واحد. ويتضمن المشروع وفق نفس المسؤول ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق الأول بتحسين التكفل بالمريض عبر تزويده بملف طبي إلكتروني يكون فيه في منأى عن إحضار كمّ هائل من الأوراق وغيرها. في حين يتعلق المحور الثاني بتوفير إطار مناسب بالنسبة للمتعاملين في الصحة إضافة إلى إعطاء وسيلة مساعدة اتخاذ القرار للمتدخلين في القطاع سواء على المستوى المركزي أوالجهوي. وأوضح المسؤول أن قطاع صحة الذي يعتمد على منظومة في الإعلام الآلي، يسعى إلى مواكبة التكنولوجيات الحديثة من خلال التحول إلى الرقمنة التي أكد على ضرورة إقحامها في إطار الممارسة الطبية عن طريق التكفل بالمريض وبالمتعامل ومركز القرار. ولأنه يتم حاليا إرساء الجذور الأولى لعملية الرقمنة والعصرنة، فقد أكد ميلود عبد القادر أن الرؤية الجديدة التي جاء بها وزير الصحة عبد المالك بوضياف تمت ترجمتها ضمن مشروع «منظومة صحتك». وللمضي قدما في تطبيق المشروع، تم أمس تنظيم ملتقى ورشاتي دولي حول استعمال تكنولوجيا الإعلام في الصحة تحت عنوان «أي نموذج صحي لمستقبل الجزائر»، في إطار تبادل الخبرات والتجارب، حضره خبراء ومختصون دوليون من عدة دول، إضافة إلى المنظمات الدولية المختصة وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، والذين أجمعوا على أن اللجوء إلى تكنولوجيات الإعلام والاتصال من أجل تسيير المنظومة الصحية بالجزائر «مسألة حتمية». وفي هذا السياق، أكد محمد الأمين جاكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في الجزائر أن استعمال هذه الوسائل الجديدة للاتصال «أحدثت ثورة في الخدمات الخاصة بالعلاج وتسيير المنظومة الصحية» عبر العالم، داعيا الجزائر إلى «ضرورة اعتمادها من أجل تطوير القطاع الصحي». وكشف المختص في تكنولوجيات الإعلام والاتصال أن منظمة الصحة العالمية وبالتنسيق مع وزارة الصحة أنجزت تحقيقا عام 2015 حول «الصحة الإلكترونية» في الجزائر بهدف إرساء إستراتيجية وطنية لإدخال النظام المعلوماتي على القطاع ضمن مشروع يوجد حاليا محل تجسيد. كما أشار إلى إنجاز تحقيق آخر حول «عوامل خطر الأمراض غير المتنقلة» من خلال اللجوء إلى الحاسوب المحمول، مشيرا إلى دعم الوكالة الأممية لكلية الطب بالجزائر من أجل إعداد أرضية للتعليم عن بُعد الموجه لمستعملي مشروع «الهاتف المحمول في خدمة صحتك». وأضاف أنه من خلال ترقية الصحة بواسطة استعمال الهاتف المحمول، فإن الأمر يتعلق بمشروع يخص مديرية الوقاية بوزارة الصحة. من جانبه، شرح الخبير التونسي ازهار محجوب ممثل جهاز «حيمس اريما» العالمي الذي مقره بمدينة شيكاغو الأمريكية كيف يمكن للنظامين اللذين يوفرهما الجهاز مساعدة المؤسسات الاستشفائية في الجزائر للتوجه نحو الرقمنة وتزويدها بالأنظمة المعلوماتية اللازمة من أجل تحسين ممارساتها وتقديم أفضل خدمة للمريض. أما الخبير المصري كريم عبد الغني، منسق البرامج بالمكتب الإقليمي العربي للاتحاد الدولي للاتصالات، فقد كشف أن هذا الأخير أطلق مشروعين في إطار مبادرة عالمية لاستخدام الهاتف النقال في محاربة الأمراض غير المعدية، واحد في تونس يخص محاربة التدخين والثاني في مصر لمحاربة داء السكري، ويعمل حاليا على تعميم هذه التجربة على باقي البلدان العربية وخاصة الجزائر.