اعتبر رئيس مجلس عمادة الأطباء الجزائريين، الأستاذ بقاط بركاني، ما يحدث اليوم من تداعيات لمنتوج المدعو زعيبط «المكمل الغذائي» بالخطير والغريب في نفس الوقت. متسائلا عن سر الحملة الترويجية التي حظي بها هذا المنتوج الذي قيل في مرحلة أولى إنه دواء معجزة للمصابين بالسكري قبل وبعد تسويقه على مستوى الصيدليات. وأكد بركاني ل«المساء» أن المصاب بالسكري مطالب باحترام علاجه إما عن طريق الأنسولين أو الأقراص وهو ليس في حاجة إلى مكمل غذائي وإنما يجب أن يتبع حمية أو نمطا غذائيا يضبط بالاستشارة مع طبيبه الخاص. وذكر بقاط بركاني بأن حكاية هذا المنتوج بدأت بالدعاية بأنه دواء جديد يعالج مرضى السكري وروج له على أعلى مستوى إلا أنه تحول إلى مكمل غذائي بعد أن تعالت أصوات من الأسرة الصحية والعلمية التي رفضت هذا المنتج وتساءلت عن مدى جدواه وما هي مكوناته، مستغربين تسويقه رغم عدم خضوعه لمختلف المراحل التي يخضع لها أي دواء قبل وصوله للمريض وفقا للمعايير المعمول بها في كل دول العالم. والمعروف، يضيف بركاني، أن المكمل الغذائي لا مكان له بين الترسانة العلاجية لمرضى السكري كون أن هؤلاء في حاجة إلى علاجهم وإلى حمية غذائية أو نمط غذائي معين وليس إلى مكمل غذائي لأن هذا الأخير موجه للأشخاص الذين هم في حاجة إلى فيتامينات وغيرها. واستغرب محدثنا حتى الشكل الذي نزل به هذا المنتوج إلى السوق، حيث تشبه علبته تماما علب الدواء كما أنه جاء على شكل أقراص بينما قيل في الوهلة الأولى إنه منتوج سائل. ضف إلى ذلك غياب المعلومة على العلبة حيث لا يمكن التعرف على مكوناته كما هو معمول به بالنسبة للأدوية وحتى بالنسبة للمكملات الغذائية بالإضافة إلى أنه سوق مباشرة للصيدليات وبشكل حصري وفي الوقت نفسه نجد وكما هو معلوم أن المكملات الغذائية تكون متوفرة في المحلات وبمختلف الفضاءات التجارية. وما زاد في تضليل المرضى حسب محدثنا هي التسمية التي اختيرت لهذا المنتج «رحمة ربي». ولم يفهم بركاني، من جهة أخرى، صمت وزارة الصحة الذي حملها مسؤولية إدارية رغم القلق والضجيج الذي تسبب فيه هذا المنتوج في أوساط المجتمع لا سيما مرضى السكري الذين يقدر عددهم في الجزائر بقرابة 04 ملايين مصاب والذين رأوا في هذا المنتوج الدواء الحلم. لقد وقعت حملة إعلامية كبيرة وظهر دواء معجزة مما أدى إلى ظهور ثغرة إدارية وليس فراغا قانونيا كما يظنه البعض، يضيف بقاط بركاني، الذي أكد أن القوانين السارية واضحة كل الوضوح. مؤكدا أن الحقيقة هو كونه منتوج «رحمة ربي» لم يراقب ولم يخضع لأية تحاليل كما هو مفروض أن يكون. وروج له على أنه دواء يشفي من مرض السكري وأن أشخاصا جربوه وأعطى نتيجة مذهلة فكانت النتيجة أن كثر على الطلب قبل أن يكون متوفرا ليصبح اليوم يباع في السوق السوداء ب100 ألف دينار للعلبة. بركاني الذي أكد تسجيل 09 حالات 02 بقسنطينة 07 بوهران لمرضى سكري توقفوا عن العلاج المعتاد فدخلوا في حالة ارتفاع في الدم من بينهم من دخل في غيبوبة، ذكر أن تعليمات صارمة وجهت للأطباء لإقناع مرضا هم بعدم توقيف العلاج أي الأنسولين مع تجنب تناول أي مكمل غذائي لأن مرضهم مزمن يتطلب احترام العلاج المطلوب بصفة صارمة.