فازت الباحثة الجزائرية فريدة الحاج مقدود بمنحة لأفضل أطروحة متقدمة للحصول على شهادة الدكتوراه في مجال العلوم الاجتماعية، والتي دأبت منظمة المرأة العربية على تقديمها منذ 2006، لتشجيع الباحثين على اقتحام مجال الدراسات ذات العلاقة بالمرأة. وتم أمس بمناسبة افتتاح المؤتمر السادس للمنظمة، تقديم المنحة للباحثة، التي التقتها «المساء» وحاورتها حول أهمية هذه المنحة، وطبيعة الأطروحة التي ستقدمها لنيل الدكتوراه على مستوى جامعة أبو القاسم سعد الله، الجزائر 2. تحصلت على منحة حول أطروحتك لنيل الدكتوراه، كيف استقبلت هذا التتويج؟ ❊❊ بداية، أود أن أشكر منظمة المرأة العربية وكذا اللجنة العلمية على منحي هذه المنحة التشجيعية، التي ستساعدني وتعطيني الدعم أكثر لاستكمال مشروع بحثي المعنون «عمل المرأة في المؤسسات الأمنية الجزائرية: الواقع والصعوبات، المرأة الشرطية نموذجا»، والذي أتمنى أن يكون متميزا ويخلص بنتائج قيّمة تساهم في الرفع من قدرات المرأة العربية والجزائرية خاصة لأن موضوع بحثي، مجاله الميداني سيكون بمراكز الشرطة. من خلال الفوز، عرفت أن مواضيع المرأة مهمة وتحتاج للدراسة لاسيما موضوع بحثي مهم وخصب للدراسة. لماذا اخترت موضوع عمل المرأة في المؤسسات الأمنية؟ ❊❊موضوعي هو استكمال لدراساتي الأكاديمية السابقة، لاسيما أطروحة الماجستير التي اخترت لها موضوع «أثر عمل المرأة الشرطية على علاقاتها الأسرية»، هذه الدراسة العلمية تم نشرها من طرف جامعة نايف السعودية للعلوم الأمنية عام 2015 بإصدار كتاب لي، وهو مادفعني إلى تسجيل الدكتوراه بموضوع مشابه، لأستمر في البحث بنفس المجال، إضافة إلى اهتمامي الكبير بقضايا العمل وقضايا المرأة، دون إغفال فضولي العلمي للتطرق إلى هذه المواضيع التي تحتاج حسب رأيي إلى تحليل سوسيولوجي لأنه لم يتم التطرق إليها من قبل، فهي من الظواهر الحديثة نسبيا وناتجة عن التغير في المجتمع الجزائري. فاليوم أصبح لدينا 20 ألف امرأة شرطية حسب التصريح الأخير للمدير العام للأمن الوطني، وأغلبهن يتولين مناصب قيادية وبرتب مختلفة. ما هي أهم الملاحظات التي خرجت بها من خلال بحثك حتى وإن لم يستكمل بعد في جانبه التطبيقي؟ ❊❊ما يمكنني قوله هو أن عمل المرأة في الشرطة صعب ولديه مميزات خاصة مقارنة بالمجالات الأخرى، فهي مطالبة أكثر من غيرها بتوخي الدقة والصرامة واحترام الوقت، في نفس الوقت وفي حالات كثيرة هي زوجة وأم، تجد نفسها أمام جملة من الضغوطات تجعلها تعاني من صراع الأدوار، وهو ما يحتاج للدراسة. مع ذلك، فإنه يمكنني القول أن تغيرات هامة حصلت في السنوات الأخيرة، وغيّرت من النظرة القديمة للمرأة العاملة في المجال الأمني، فمن خلال أطروحة الماجستير التي ذكرتها سابقا، اكتشفت أنه عكس الاعتقاد السائد، فإن أغلب العاملات في الشرطة متزوجات، كما أن أكثرهن متزوجات من رجال شرطة. وهؤلاء يساعدون زوجاتهم في الأعمال المنزلية. أرى أن المجتمع تقبل المرأة الشرطية وأصبحت رؤيتها في الشارع أو في مراكز الشرطة أمرا عاديا، حتى أن نسبة كبيرة من الفتيات المتخرجات من الجامعة أصبحت تستهويهن هذه المهنة ويذهبن مباشرة بعد التخرج للتوظيف في هذه الهيئة النظامية.