تحتضن ولاية وهران بداية من اليوم السبت، وعلى مدى ثلاثة أيام بفندق الميريديان، فعاليات المنتدى الدولي حول الأمن والسلم بالقارة الإفريقية، لمناقشة عدد من المسائل والقضايا الهامة لاسيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب، إلى جانب السعي إلى تعزيز التعاون في هذا المجال الذي يعيق الحركة التنمية بالقارة الإفريقية. وموازاة مع هذا، يسعى المجتمعون من مختلف الدول الإفريقية إلى معالجة قضية أخرى لا تقل أهمية عن الإرهاب وتتعلق بالمتاجرة بالبشر، إلى جانب ظاهرة الهجرة السرية، حيث يعمد المتدخلون في مختلف الجلسات لاسيما المغلقة منها إلى العمل على توفير الظروف المواتية لمعالجة قضية التهريب التي تنخر اقتصاديات العديد من الدول منها الجزائر التي تعرف حدودها الشرقية والغربية على حد سواء انتشارا كبيرا لهذه الطاهرة التي تؤثر سلبا على التنمية المحلية وتطور الاقتصاد الوطني. وفي هذا الإطار، سبق للدبلوماسي الجزائري، محافظ مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي السيد إسماعيل شرقي أن حذر من تداعيات حالة الفوضى في ليبيا واليمن ودول الشرق الأوسط خاصة من خلال تأكيده من أن فلول ما يسمى ب «الجهاديين» بدأت تتهافت على القارة الإفريقية تباعا، الأمر الذي جعله يقول ب «أنه نقل خلال زياراته الأخيرة إلى إيران وروسيا انشغال الاتحاد الإفريقي إزاء هذا الخطر الداهم وما يمثله الفرار الجماعي للإرهابيين نحو إفريقيا». وفي هذا السياق، عبّر محافظ مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي السيد إسماعيل شرقي عن قلقه الشديد من شبكات الاقتصاد الإجرامي المشكل من عصابات المخدرات والسلاح والإرهابيين، مؤكدا أن الإستراتيجية الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب ترتكز أساسا على وجوب، بل ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة السلبية والخطيرة. وذلك من خلال إعطاء منطقة الساحل الأهمية الكبرى والأولوية القصوى لتجاوز هذه الآفة الخطيرة والهدّامة، بالإضافة إلى بحيرة التشاد ومنطقة القرن الإفريقي باعتبارها البؤر الأساسية التي يتعمد الإرهابيين على استغلالها في نشر أفكاره الهدامة، وبناء على هذا، فإن تدخل الجزائر في هذا المنتدى العالمي يكون من أجل مكافحة المتاجرة بالمخدرات ومنع تام لدفع الفدية والعمل على تعميمها على مستوى مختلف دول الاتحاد الإفريقي مثلما سبق أن فعلت في العديد من المحافل الدولية خاصة أن الموارد المالية المتأتية من دفع الفدية والمتاجرة بالمخدرات تعطي الفرصة الكبيرة للإرهابيين من أجل تعزيز قدراتهم القتالية وتوسيع دائرة نشاطهم.