أعرب عبد الرحمان عرعار، رئيس شبكة «ندى» للدفاع عن حقوق الأطفال، عن تفاؤله بالنتائج الإيجابية التي حققها الرقم الأخضر الذي بادرت المديرية العامة للأمن الوطني إلى إطلاقه مؤخرا تحت شعار «اتصلوا نحن في الخدمة». وقال في حديث خاص ل«المساء»، أنه تم ابتداء من تاريخ إطلاقه الموافق ل20 نوفمبر المتزامن مع اليوم العالمي للطفل، إلى غاية بداية شهر ديسمبر، تسجيل 5 آلاف مكالمة هاتفية؛ 80 بالمائة منها كانت بدافع الفضول للتعرف على الرقم و20 بالمائة خاصة ببعض حالات الاختطاف الممثلة في الهروب من المسكن العائلي. التجاوب الكبير مع الخط الأخضر يعكس مدى الوعي بأهمية التبليغ عندما يتعلق الأمر بحالات اختطاف الأطفال التي شغلت الرأي العام في الآونة الأخيرة، يقول عرعار، ويضيف «من أجل هذا نعتقد كفاعلين في حقل الطفولة أن التوجه نحو التخصص فيما يتعلق بالتبليغ عن مختلف حالات الاختطاف والاختفاء التي تمس الأطفال يعكس مدى العناية الكبيرة التي توليها مصالح الأمن الجزائرية في مجال التكفل بحماية هذه الشريحة البريئة، التي أصبحت أيادي الإجرام تستهدفها في الآونة الأخيرة. مشيرا إلى «أن الحالات التي تستقبلها شبكة ‘ندى' عن طريق رقمها الأخضر «3033»، والتي تتعلق باختطاف الأطفال، يجري أيضا تحويلها مباشرة إلى هذا الرقم، ليجري التكفل بها على مستوى الخلايا ومكاتب مصالح الأمن التي تسمح بالتفعيل السريع لمخطط الإنذار». الخط الأخضر «104» كشف لنا يقول محدثنا بحكم تواصلنا الدائم مع مصالح الأمن الوطني، عن وجود استعداد مجتمعي كبير للتعاون من خلال التبليغ عن أية حالة من حالات الاختطاف التي قد تحدث، وهذا ما تشير إليه نسبة 80 بالمائة من المكالمات الهاتفية للاستفسار عن كيفية عمل الخط وعلى المكلفين باستقبال المكالمات والاطلاع على الطريقة الصحيحة لتقديم العون والسبل الأكثر نجاعة لإيصال الأخبار حول محاولات الاختطاف، كلها تساهم في الرفع من درجة الوعي، مشيرا إلى «أن من بين الحالات التي عكست التفاعل المجتمعي مع الخط، حالة الاختفاء الأخيرة لفتاة من ولاية سكيكدة، تم العثور عليها في وهران، بالتالي يمكن القول بأن هذا الخط أصبح بمثابة القاعدة الأساسية في مخطط الإنذار والتبليغ فيما يتعلق باختطاف الأطفال. وردا عن سؤالنا حول ما إذا كان الخط الأخضر يحتاج إلى التعريف به أكثر، أفاد محدثنا بأن إطلاق الخط المتخصص غير كاف وإنما ينبغي العمل كمرحلة أولى على إشهاره من خلال الإشراف على عمليات تحسيسية وإعلامية دائمة حول الخط وكيفية التعامل معه، وعدم الاكتفاء بالومضات الإشهارية فقط على مستوى بعض وسائل الإعلام، بل ينبغي إدخاله إلى كل المرافق التي تشمل أطفالا، على غرار المنازل وتحديدا في المناطق الريفية أو المعزولة والمؤسسات التعليمية بجميع أطوارها، ليتحول هذا الرقم إلى جزء من حياة أطفالنا، فمثلما يتعلم الحروف الأبجدية يتعلم الرقم 104 الذي يحميه من الخطر الذي يتعرض له في حال الاختطاف، مشيرا إلى أن للجمعيات الفاعلة في مجال حماية الطفولة دور مهم وبارز.