تجري التحضيرات هذه الأيام على قدم وساق في ولاية وهران، استعدادا لاحتضان الطبعة التاسعة لمهرجان المسرح العربي الذي ستنطلق فعالياته تحت شعار «العبور إلى المستقبل بين الريادة والقطيعة المعرفية» في العاشر من شهر يناير المقبل. تخضع حاليا العديد من الهياكل الثقافية للتهيئة حتى تكون جاهزة في الموعد المحدّد، بعد معاينتها قبل شهرين من قبل لجنة ضمت ممثلين عن الديوان الوطني للثقافة والإعلام والهيئة العربية للمسرح، ويتعلّق الأمر بالمسرح الجهوي «عبد القادر علولة» الذي أغلق في شهر سبتمبر الفارط، بسبب انهيار جزء من شرفة قاعة العرض، ليقرر الوالي السيد عبد الغني زعلان إعادة تهيئة كامل أجزائه الداخلية والواجهة الخارجية بتمويل من ميزانية الولاية، إلى جانب قاعتي السينما «السعادة» و«المغرب» وكذا مكتبة البلدية «الكاتدرائية» التي ستحتضن جزءا من برنامج فعاليات هذه التظاهرة المسرحية العربية. استقبال وهران للسنة الجديدة 2017 باحتضانها لهذا المؤتمر المسرحي العربي الضخم، اعتبره العديد من المسرحيين، ردّ اعتبار لمدينة غابت عنها مثل هذه المواعيد المسرحية لسنوات طويلة، فيما يرى الكاتب المسرحي مراد سنوسي أنّ هذه التظاهرة المسرحية ستسوّق أجمل صورة للجزائر ووهران التي ستتحوّل خلال هذه الفترة إلى واجهة إعلامية بامتياز، فيما وجد في فكرة انتقال المهرجان سنويا من بلد عربي إلى بلد عربي آخر، تنوّعا في التجربة المسرحية العربية وتجربة تحقّق اللقاء وتبادل الخبرات بين المسرحيين العرب، ينقل التجربة العربية المسرحية في كلّ سنة لجمهور جديد. الطبعة التي ستحتضنها ولاية وهران هذه السنة يوم العاشر من يناير المقبل، ستشرف على تنظيمها الهيئة العربية للمسرح ومقرها الإمارات العربية المتحدة، بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، سترفع لأوّل مرة لشخصيتين مسرحيتين حاضرتين بأعمالهما، رغم أن الموت غيبهما، وهما المرحومان عز الدين مجوبي وعبد القادر علولة. تعرف مشاركة نحو 400 مسرحي من الدول العربية، و120 ناقدا مسرحيا وباحثا في المجال، حسبما كشفت عنه مصادر من المسرح الجهوي بوهران. كما سيدخل المنافسة على جائزة أحسن عرض مسرحي؛ 16 عملا مسرحيا تم انتقاؤها من قبل لجنة مختصة من بين 500 عرض مسرحي، استقبلته الهيئة العربية للمسرح، سيتخلّل هذا الحدث الثقافي العربي الذي سيتواصل إلى غاية 19 من شهر جانفي المقبل، ندوات فكرية وورشات عمل متنوّعة في الأداء المسرحي، ستحتضنها وهران وولايات مجاورة، إضافة للعاصمة، وإصدار خمسة كتب جديدة عن المسيرة المسرحية لمسرحيين جزائريين، وعدد خاص من مجلة الهيئة ستكون محتوياتها مرتبطة بهذه المناسبة، إضافة إلى معرض توثيقي للمسيرة العربية المسرحية. كما ستنتقل العروض المسرحية العربية خارج نطاق المسابقة، إلى عدد من الولايات المجاورة، منها عروض متميّزة تتكئ على نصوص أجنبية عرفت نجاحا باهرا داخل وطنها وعربيا.