يُجري الفريق الوطني لكرة القدم تربصه التحضيري بسيدي موسى منذ الإثنين الماضي، بوجه مغاير عن المعتاد بولوج لاعبين جدد ومغادرة عناصر أخرى، سيما كل من فيغولي ومجاني كوادر المنتخب، اللذين يصنعان الحدث في المركز التقني بسيدي موسى. وقبل أيام عن أول مباراة للخضر في كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون ضد منتخب زيمبابوي، يجد المدرب جورج ليكنس نفسه في مشاريع في تربص الخضر بسيدي موسى، أهمها تكوين المجموعة من جديد في وقت ضيق جدا، ووضع دفاع صلب وقوي باختيار العناصر التي يمكنها الدفاع عن المنطقة بدون ارتكاب أخطاء الماضي. مدرب الفريق الوطني قام بثورة في تشكيلة 23 لاعبا التي اختارها لكأس إفريقيا القادمة، فقد أُبعد فيغولي ومجاني رغم التجربة التي يملكانها، واعتمد على لاعبين لم يسبق لهم أن لعبوا مع الفريق الوطني ولو مباراة واحدة، وسيكتشفون أجواء المنتخب والمنافسة لأول مرة، على غرار كل من الحارس رحماني، وبلخيثر، بن يحيى، ين سبعيني وبونجاح. وقد حمل تصريح المدافع الأيسر العائد إلى الخضر جمال مصباح للتلفزيون الجزائري، الكثير من الأشياء حين قال: «سنحاول أن نكون مجموعة»، فاللاعب الذي عاش العديد من المناسبات مع الفريق الوطني، يؤكد تصريحه أن الأمور ليست كما كانت عليه من قبل، وأنه من الصعب في هذه الفترة تكوين المجموعة الصلبة، خصوصا أن كل اللاعبين المتواجدين في سيدي موسى، لم يفهموا كيف تم التنازل عن مجاني وفيغولي بتلك السهولة، وهم يرون أن دورهم سيأتي يوما ما، فبالنسبة للبعض فإن الفريق جديد، وإن كانت هذه هي قناعة اللاعبين فإن الأمور لن تكون سهلة بالنسبة لليكنس الذي لا يملك وقتا كبيرا، حتى يتمكن من تكوين هذه المجموعة القوية التي يعتمد عليها لمواجهة زيمبابوي، تونس والسنغال في الدور الأول، الذي يريد المدرب البلجيكي عبوره مهما كان الأمر. المشروع الثاني الذي ينتظر ليكنس خلال هذه الأيام القلائل التي تسبق المنافسة القارية، هو وضع محور الدفاع القوي الذي لا يرتكب الأخطاء التي كانت سببا في هزيمة الفريق في مباراة نيجيريا بثلاثة أهداف، فالمدرب استدعى في هذا المنصب خمسة لاعبين، وهم كل من بلخيثر، بلقروي، كادامورو، بن يحيى وبن سبعيني. وسيقوم خلال المبارتين الوديتين ضد منتخب موريتانيا، بتجريب الثنائي الذي بإمكانه أن يلعب جنبا إلى جنب في كأس أمم إفريقيا، غير أنه في غياب مجاني صاحب التجربة الكبيرة وبتواجد كادامورو وبلقروي من المجموعة السابقة، فإن كلا من بلخيثر، بن يحيى وبن سبعيني ورغم أنهم يملكون إمكانيات كبيرة، إلا أنها ستكون الأولى بالنسبة لهم في الفريق الوطني وفي منافسة قارية كبيرة، وسيحتاجون إلى وقت للانسجام والتنسيق فيما بينهم وبين من يمكن أن يختار في محور الدفاع إن وضع المدرب الوطني الثقة فيهم، ولهذا قرر ليكنس برمجة المباراة الودية الثانية في مركز سيدي موسى، بعد أن يقف على إمكانيات هؤلاء اللاعبين في المباراة الأولى في ملعب تشاكر. والأكيد أن المهمة ليست بالسهلة للبلجيكي، الذي عليه أن ينجح في وضع الثنائي الكفء في محور الدفاع، وإلا فإن الأمور ستقلب على رأسه بالسلب، خاصة بعدما أكد أنه هو من قرر عدم استدعاء مجاني.