تسارعت الأحداث هذه الأيام في رياضة ألعاب القوى على مقربة من تنظيم الجمعيتين العادية والانتخابية للفرع، بعد أن اتضحت مواقف ونوايا الأطراف الراغبة في خوض معركة انتخابات الاتحادية لحساب رئاستها وعضوية مكتبها الفيدرالي وأكثر ما فاجأ أوساط هذه الرياضة هو علمها مؤخرا بوجود نية عند الرئيس المنتهية عهدته عمار بوراس للترشح إلى الجمعية الانتخابية القادمة، وهو الذي فرض على نفسه الصمت المطلق منذ استقالته من اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الجزائرية، حيث رفض الكشف عن الأسباب التي أرغمته على الانسحاب من الهيئة الأولمبية؛ حفاظا على العلاقة الحميمية التي تربطه برئيسها مصطفى بيراف الذي لازال يُعد من بين المؤيدين لترشح بوراس للاستحقاقات الرياضية القادمة في ألعاب القوى، إلا أن حظوظ عمار بوراس في اعتلاء رئاسة الاتحادية من جديد، تبدو صعبة لعدة اعتبارات، منها أن العهدة السابقة التي سيّرها تركت عدة نقاط ظل، لا سيما في مجال المشاركة الدولية للنخبة الوطنية للفرع، التي اعتبرها الجميع ضعيفة عكستها خيبة النتائج المسجلة في الدورة الأولمبية لريو دي جانيرو، فضلا عن أن عمار بوراس سيكون في تنافس مع مترشحين أصبحوا يحظون بتأييد كبير من أوساط الفرع، في مقدمتهم البطل السابق في رمي القرص والجلة ياسين لوعيل، الذي كان الأول من أعلن عن ترشحه للجمعية الانتخابية القادمة، ولا يريد هذه المرة ارتكاب الأخطاء التي تسببت في خسارته في الجمعية الانتخابية للعهدة الفارطة، التي انتصر فيها بوراس عليه بفارق صوت واحد في مجموع الأصوات. وصرح ياسين مؤخرا بأنه سيحاول هذه المرة أخذ العبرة من تلك الخسارة، حيث انطلق في حملة مبكرة للحصول على أكبر عدد من المؤيدين لترشحه للجمعية الانتخابية القادمة. ويحاول ياسين لوعيل استغلال منافسات ألعاب القوى التي تجري هذه الأيام، حيث كان حاضرا يوم الجمعة الفارط في سباق أحمد كلوش بالشلف، التقى فيه بعدة وجوه رياضية للفرع. واستغل المناسبة لتقديم شروحات عن البرنامج الذي سيطمح لتطبيقه في حال انتزاعه رئاسة الاتحادية؛ شأن ما فعله المرشح الثالث للجمعية الانتخابية محمد بن سعد، البطل السابق في سباق العشاري، والذي يحظى هو الآخر بسمعة طيبة في الوسط الرياضي لألعاب القوى، إذ يبدي رغبة كبيرة في وضع خبرته الطويلة في مصلحة ألعاب القوى الجزائرية كعدّاء دولي سابق وكمدرب في عدة بلدان عربية، حيث كان يعمل مؤخرا في الإمارات العربية المتحدة وقطر، وقد قرر هذه المرة الاستقرار نهائيا ببلده. كما تتحدث بعض المصادر المطلعة على حيثيات الحملة الانتخابية للفرع، عن اعتزام أطراف أخرى الدخول في معترك الجمعية الانتخابية القادمة للفرع، من بينهم الرئيس السابق للاتحادية كمال بن ميسي، الذي يملك أيضا خبرة طويلة في مجال تطوير الفرع. ولا شك أن الأمور ستتضح أكثر عند عقد الجمعية العامة العادية، التي سيتم فيها تقديم الحصيلتين الأدبية والمالية للعهدة السابقة التي ترأّسها عمار بوراس، المتهم من طرف معارضيه بتبديد الأموال وبفشله في سياسة تطوير الفرع، حيث سيتعين على عمار بوراس تفنيد كل الأقوال التي انتقدت مرحلة تسييره للاتحادية.