أوضح عدد من الفلاحين ل «المساء» أنهم سجلوا خسائر كبيرة في حقولهم على مستوى المحيطات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة الجنوبية لولاية خنشلة؛ بسبب فئران الحقول التي ظهرت في المساحات المزروعة المخصصة للمحاصيل الكبرى من القمح والشعير. وقد لجأ فلاحو المنطقة كإجراء استعجالي، لاستعمال الوسائل التقليدية للقضاء على الفئران التي هي نوع من القوارض الثدييات التي تعيش في بيئة زراعية وتُعتبر أخطر آفة زراعية ظهرت أواخر شهر ديسمبر، بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تلحقها بالمحاصيل؛ باعتبارها تتغذى من النباتات والبذور والأوراق على مدار الساعة، وتتكاثر سبع مرات في السنة. ومن جهتها المصالح الفلاحية لولاية خنشلة أعلنت عن حالة من الاستنفار وتسخير كل الإمكانات المادية والبشرية للقضاء على فأر الحقول وحماية المستثمرات الفلاحية، حيث أكدت أنها شرعت منذ تلقّيها نداءات الفلاحين، في حملة واسعة لمحاربة القوارض عن طريق وسائل بيولوجية وكيميائية مع توفير 7 قناطير من المبيدات، مبرزة أهمية استعمال وسائل مكافحة بديلة وناجعة، من شأنها استئصال هذه القوارض بشكل نهائي. وتنصح مفتشية البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية التي تنقلت إلى مواقع انتشار فئران الحقول، بعدم استعمال الأطعمة السامة بالنظر إلى ما تطرحه هذه الطريقة من أخطار على المحيط البيئي، حيث قام عدد كبير من الفلاحين بوضع أفخاخ على مستوى المحيطات التي اجتاحتها هذه القوارض؛ بغرض القضاء عليها والتقليص من الخسائر في محاصيل القمح والشعير وزراعة الخضروات بالمنطقة الجنوبية. وكانت تخوفات الفلاحين كبيرة بسبب انتشار هذه القوارض بعدد من المستثمرات الفلاحية وعلى امتداد مساحات شاسعة في المنطقة الجنوبية، التي تتميز بمناخ شبه جاف، شجع القوارض على التكاثر في غياب إجراءات وقائية مسبقة، خاصة أن هذه الظاهرة تتجدد مع كل بداية حملة الحرث والبذر واخضرار حقول القمح والشعير. وحسب مصادرنا من مديرية المصالح الفلاحية لولاية خنشلة، فإن مفتشية حماية النباتات وبالتنسيق مع المديرية الجهوية بباتنة، شرعت في تنفيذ حملة لمكافحة فأر الحقول بعد الخرجات الميدانية وعملية المسح لأهم المحيطات والحقول المتضررة، التي أظهرت تضرر ما يقارب 500 هكتار من الأراضي الفلاحية؛ مما يستوجب القضاء على هذه القوارض التي تؤثرا سلبا على المزارع وتتسبب في تخريب المحاصيل وانخفاض نسبة الإنتاج، وعليه فإن شعبة الحبوب ومختلف المنتوجات الفلاحية لهذا الموسم بالمنطقة الجنوبية، تبقى مرهونة بمدى نجاعة تدخل المصالح الفلاحية لمحاربة قوارض الحقول وتزويد الفلاحين بمختلف المبيدات الضرورية؛ من أجل حماية المستثمرات الفلاحية بولاية خنشلة.