ينتظر أن يحظى الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية الشهر القادم باستقبال رسمي من طرف الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في زيارة اعتبرتها حكومة الاحتلال على أنها تزكية مباشرة من الإدارة الأمريكية الجديدة لسياسة الاحتلال الإسرائيلية. ووقع الاتفاق على إتمام هذه الزيارة خلال مكالمة هاتفية تمت أول أمس، بين الرجلين يومين بعد استلام الرئيس ترامب مهامه الرئاسية مما جعل الدعوة تحمل في طياتها الكثير من الدلالات السياسية وأكدت انحياز الإدارة الأمريكية الجديدة لمواقف اليمين الإسرائيلي من عملية سلام تنتظر فقط إعلان موتها الرسمي. وهي حقيقة قائمة إذا علمنا أن دعوة ترامب لنتانياهو لزيارة الولاياتالمتحدة، جاء ساعات فقط بعد قراره القاضي بإقامة 566 وحدة استيطانية في القدس الشرقية من أصل 11 ألف وحدة مبرمج إقامتها في المدينة المقدسة ومع قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدسالمحتلة، وهي كلها نقاط صبت في سياق تأكيد التشاؤم الذي ما انفكت السلطة الفلسطينية تبديه بخصوص مستقبل عملية السلام واستحالة تجسيد مبدأ «حل الدولتين». والحقيقة أنه من حق الفلسطينيين أن يبدو مثل هذا التشاؤم خاصة وأن ترامب ونتانياهو أكدا في أول اتصال رسمي بينهما أن السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن يتم سوى عن طريق المفاوضات المباشرة بينهما. ويكون الرئيس الأمريكي بهذا الموقف قد تبنى عن قناعة نفس المقاربة التي ما انفكت الحكومات الإسرائيلية تصر عليها ضمن خطة للانفراد بالفلسطينيين والتفاوض معهم من موقع قوة وبالتالي قبر مسار السلام بالصيغة متعددة الأطراف التي عرفها إلى حد الآن وإبعاد الأممالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي من هذه العملية. ويؤكد مثل هذا الموقف أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية مرشحة لأن تعرف أزهى أيامها على نقيض الفتور الذي أصابها خلال عهدة الرئيس الأمريكي المغادر باراك أوباما الذي عملت إدارته ولو باحتشام من أجل إعادة بعث مسار السلام وفق مبدأ «حل الدولتين» الذي عارضته إسرائيل بسبب رفضها فكرة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانبها. وهو التحول الذي لخصه نائب رئيس بلدية القدسالمحتلة، مائير ترجمان بالقول أمس إن قواعد اللعبة تغيرت بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأن أيدينا لم تعد مقيدة كما كانت عليه مع الرئيس أوباما». وأدرك الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطورة مثل هذا التحول ولكنه لم يجد أكثر من إصدار بيان تنديد بالقرار الاستيطاني الذي اتخذته سلطات الاحتلال، داعيا الأممالمتحدة إلى التحرك لمنع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة من تدمير ما أسماه ب»كل إمكانية للتوصل إلى حل الدولتين». وتأكد من خلال هذا التقارب أن الانحياز الأمريكي إلى جانب إسرائيل سيكون أيضا حول القضايا الإقليمية التي تهم إسرائيل وتسعى إلى استغلالها من أجل فرض منطقها على دول المنطقة التي تفكك بعضها بسبب الحروب الأهلية التي تعصف بها. وأكدت مصادر البيت الأبيض أن ترامب ونتانياهو اتفقا خلال المكالمة التي تمت بينهما على مواصلة تبادل وجهات نظرهما حول عديد القضايا الإقليمية وخاصة التهديدات التي تشكلها إيران على الأمن الإسرائيلي، وهو تعبير يعكس الرفض الذي أبداه الرئيس ترامب للاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية وأكد خلال حملته الانتخابية أنه يعارضه وسيعمل على إلغاء العمل به.