لا شك في أن الوصول إلى المستوى العالي والظفر بالألقاب وتحقيق النتائج يتم بتوفر عدة عوامل، ولعل أهمها هو وضع منهجية عمل وبناء مجموعة قوية من اللاعبين، إضافة إلى تواجد مدرب كبير قادر على تأطيرهم وفرض الصرامة والانضباط داخل الفريق. المنتخب الوطني الذي دخل «كان 2017» في ثوب المرشح الأبرز للظفر باللقب القاري، سرعان ما فاجأ المتتبعين بالمردود الهزيل للاعبيه وافتقاره لإستراتيجية اللعب الجماعي، بالرغم من الإمكانيات الفردية الكبيرة التي يتوفر عليها، وهو ما جعله يظهر بمستوى أقل ما يقال عنه أنه بعيد عن وجهه الحقيقي، بعدما فشل ضد منتخب زمبابوي، قبل أن ينهزم أمام منتخب تونس، ثم يتعادل مع منتخب السنغال، ليبقى السؤال المطروح حول العمل الذي كان يقوم به «الخضر» في تربصاتهم بالمركز التقي بسيدي موسى، والذي لم تظهر نتائجه على ارض الواقع في نهاية المطاف. عدم استغلال تواريخ «الفيفا» جيدا والاكتفاء بوديتي موريتانيا النقطة الأخرى تتعلق بالمواجهات الودية، حيث فوت الاتحاد الجزائري لكرة القدم بعض تواريخ»الفيفا» المهمة من أجل برمجة لقاءات ودية ضد منتخبات أخرى، تحضيرا لخوض غمار «كان 2017» بالغابون، ففي وقت استغلت المنتخبات الإفريقية كل مواعيد الاتحاد الدولي لكرة القدم في برمجة مباريات ودية مثل تاريخ «الفيفا» الذي كان خلال الفترة الممتدة من 07 إلى15 نوفمبر، اكتفى رفقاء الحارس مبولحي حينها بخوض مباراة واحدة رسمية أمام منتخب نيجيريا في تصفيات كأس العالم 2018، في حين أنه كان من المفروض برمجة ولو مواجهة ودية أخرى تساعد اللاعبين على تعزيز الانسجام والتناسق بينهم فوق الميدان من جهة، وتسمح للطاقم الفني للمنتخب الوطني بمعالجة النقائص الموجودة، وخاصة على مستوى الجدار الخلفي الذي يعد حلقة الضعف في تشكيلة «الخضر»، بعد الهفوات الكثيرة التي ارتكبها سواء في التصفيات الخاصة بمونديال روسيا، أو خلال المشاركة الأخيرة للمنتخب الوطني وكأس أمم إفريقيا، أين ارتكب أشبال المدرب ليكانس أخطاء دفاعية بدائية وساذجة ساهمت في الإقصاء المر للخضر من العرس الإفريقي. كما أن المواجهتين الوديتين أمام منتخب موريتانيا قبل كأس إفريقيا الحالية لم تكونا مفيدتين فعليا، كون أن «الخضر» كانوا بحاجة إلى خوض اختبار آخر ضد أحد المنتخبات القوية، من أجل اكتشاف مدى استعداده من كل الجوانب، عوض لعب مواجهتين متتاليتين ضد منتخب واحد. ليكانس لم يسيطر على المجموعة والفريق يفتقد لقائد وعانى المنتخب الوطني من غياب بعض الصرامة والانضباط داخل التشكيلة، وإلا كيف نفسر تصرفات بعض اللاعبين «المحترفين» سواء في الحصص التدريبية، مثل ما حدث بين المهاجم إسلام سليماني وزميله المدافع ياسين كادامورو قبيل موعد لقاء تونس، حيث تشابكا خلال حصة تحضيرية، إضافة إلى حادثة اللاعب ياسين براهيمي الذي خرج غاضبا في لقاء تونس وقام بلقطة غير رياضية، وهي التصرفات التي كانت لن تحدث لو نجح الناخب الوطني في فرض الانضباط والتحكم جيدا في المجموعة. زد على ذلك أن المنتخب الوطني دخل منافسة كاس إفريقيا للأمم دون وجود قائد حقيقي وفعلي، خاصة بعد الاستغناء عن المدافع كارل مجاني، الذي كان الخضر بحاجة ماسة للاعب مثله وقائد في هذه الدورة، حيث أن اللاعب ماندي الذي اختاره ليكانس لحمل شارة القيادة لم يكن في الموعد، وبالأخص من ناحية الأداء فوق الميدان. حسب بيان الفاف .... مهمة بوقرة كانت محدودة زمنيا انتهت مهمة القائد السابق للمنتخب الوطني، مجيد بوقرة، في صفوف الطاقم الفني ل«الخضر» والذي انضم إليه قبيل كأس إفريقيا للأمم2017، بعد الإقصاء من الدور الأول أول أمس (الإثنين)، حسبما علم من الاتحادية الوطنية لكرة القدم (الفاف). وأوضح المصدر، أن مهمة بوقرة كانت محدودة زمنيا.. وتم الاستعانة بخدماته ليكون همزة وصل بين اللاعبين والمدرب الوطني خلال «الكان». بوقرة (33 سنة) الذي وضع مؤخرا حدا لمشواره الكروي، كان قد صرح قبل الانتقال إلى الغابون، أنه من المبكر الانطلاق في التدريب لاسيما وأنه بدأ لتوه تلقي تكوينا في المجال. وأنهى المنتخب الوطني منافسات كأس إفريقيا في المركز الثالث للمجموعة الثانية بنقطتين، بعدما سجل تعادلين أمام زيمبابوي والسنيغال وهزيمة على يد المنتخب التونسي. ودفع هذا الإخفاق الناخب الوطني، جورج ليكانس، وبقية أعضاء طاقمه الفني إلى رمي المنشفة أمس (الثلاثاء). ياسين براهيمي: أشعر بخيبة أمل الجزائريين ولكننا سنسعدهم في تصفيات المونديال أبرز ياسين إبراهيمي، في تصريحات أعقبت لقاء السنيغال، بأن نقص التركيز كان سببا في تعادل الخضر ضد «أسود التيرانغا»، مشيرا في ذات الصدد إلى أن الجميع كان عازما على تحقيق انتصار يجعل على الأقل الإقصاء أقل مرارة مّما هو عليه الآن.وأعرب قائلا: «نشعر بمرارة الإقصاء.. التأهل لم يكن بين أيدينا وكنا بحاجة إلى خدمة من زيمبابوي، الآن الأمور حُسمت ويجب علينا طي صفحة «الكان» والتفكير في المستقبل والعمل على تحقيق الأفضل، الإقصاء من الدور الأول قاسي جدا وآمل أن نستطيع رفع رؤوسنا وأن نتفادى حدوث هذا مستقبلا».إبراهيمي وبنبرة حزينة، أكد بأنه لا توجد أي أعذار لدى اللاعبين حول الإقصاء الحالي خصوصا أنه كان من الضروري على الأقل تسجيل فوز وحيد وقال: «لا نملك أي شيء نستطيع أن نفسر به ما حدث، كان يتوجب علينا على الأقل أن نفوز بهذه المباراة ولو أنني واع بأن الشعب الجزائري كان ينتظر منا ما هو أكثر من ذلك.. لقد أردنا أن نحقق لهم رغبتهم الأمر صعب ولا أجد الكلمات المناسبة للتعبير، يجب أن نحس بآلامهم وأن نقدر ما هم فيه الآن، تركيزنا سيتوجه صوب تصفيات مونديال روسيا وسندافع عن حظوظنا بكل قوة ما دام أن ذلك متاح». بن سبعيني صمام أمان دفاع «الخضر» المنتظر أظهر رامي بن سبعيني، مردودا ممتازا في أول مشاركة له في نهائيات كأس أمم إفريقيا بالغابون، حيث كان أحسن لاعب من جانب المنتخب الوطني الذي لم يقدم الشيء الكبير وخرج خالي الوفاض مرة أخرى، ليستبشر مشجعو «الخضر» بالأداء الذي ظهر به اللاعب، مؤكدين أنه سيكون مستقبل الدفاع في المنتخب الوطني، وهو الذي لم يبد أي نقص من جهته وكان رجلا بقلب أسد في لقاءات أدغال إفريقيا. أثر غياب رامي عن مباراة السينغال التي جرت أول أمس (الاثنين)، سلبا على الخط الخلفي للفريق، حيث ظهر مهتزا بالرغم من قلة الهجمات السنغالية، ولم يقو الثنائي كادامورو وماندي على إيقاف موسى سو وزملائه الذين نجحوا في هزّ شباك الحارس عسلة مرتين، مما يفسر الخلل الواضح الذي تعاني منه الخطوط الخلفية للمنتخب الذي صار لا يصمد أمام مهاجمين ينشطون في البطولات المحلية لبلدانهم. ويمتلك اللاعب الشاب «كاريزما» عالية وروح قيادية جعلته يتألق بشكل ممتاز مع «الخضر»، حيث أن روحه القيادية جعلته واحدا من أبرز اللاعبين، بل أحسنهم في هذه الدورة، كما أكده زميله عيسى ماندي في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة موريتانيا الودية بملعب تشاكر، عندما أكد أن طريقة لعبه تفوق سنه (21 عاما)، وكأنه لاعب صاحب خبرة كبيرة. ويبقى تضييع بن سبعيني وعدم استغلال قدراته العالية في المبارتين الأوليتين من تصفيات كأس العالم ضد الكاميرونونيجيريا خسارة كبيرة للمنتخب الوطني، حيث كان قادرا على تقديم الإضافة اللازمة على الخط الخلفي الذي عانى أخطاء كبيرة جدا كلّفتنا تضييع ورقة التأهل. رشيد بوعراطة: «مشاركتنا المخيبة لا تعني ذبح المنتخب» «كما يعلم الجميع، لم نقدم كأس إفريقيا في المستوى أو على الأقل فيما كنا ننتظره من المنتخب الوطني الذي تطور كثيرا في السنوات الأخيرة، فلم نشاهد تلك المجموعة القوية التي تقدم في مستويات رائعة مع نواديها وحتى في المنتخب قبل سنتين من الآن، فقد كنا بعيدين كل البعد في اللقاءات التي لعبناها والتي لم نظهر فيها قوتنا أو المؤشرات التي توحي بأن هذا المنتخب سيذهب بعيدا ومرشح للتتويج حسب توقعات الكثير من التقنيين والمتتبعين، على كل، يجب أخذ العبرة من هذه المشاركة ولا يجب «ذبح» المنتخب كما يقال لأنه لا تزال هناك تصفيات كأس العالم والتي يجب أن نحافظ فيها على تركيزنا، مع تصحيح الأخطاء والنقائص الموجودة بطبيعة الحال. من جهتي، أرى أنه يجب أن يكون هناك تقييم شامل لما قدمناه ومحاولة البحث عن الحلول اللازمة التي تجعلنا نستعيد توازننا، خاصة وأننا ربحنا لاعبين خلال هذه المشاركة والذين يجب الاستفادة منهم لأطول مدة ممكنة». علي مشيش: «يجب إعادة النظر في الكثير من الأمور» لم يتقبل مدرب شباب باتنة الدكتور علي مشيش ما قدمه المنتخب الوطني في كل المواجهات التي لعبها في مجموعته في كأس إفريقيا التي غادرها بصفة رسمية أول أمس، حيث أكد أن المنتخب الجزائري فقد هويته في هذه الدورة من حيث طريقة اللعب والسيطرة على المنافسين كما عودنا، صحيح أن الأفارقة تطوروا كثيرا حسبه ولم يبقوا بعيدين عن المستوى العالي، لكن ما تم الوقوف عليه في اللقاء الأول والثاني على وجه الخصوص أمام كل من زيمبابويوتونس على التوالي، يؤكد أن المنتخب أصبح غير قادر على احتواء منافسيه وفرض منطقه عليهم كما كان في السنوات الماضية، مضيفا بأنه لا يدخل في الجوانب الإدارية ونوعية المدربين الذين يتم جلبهم، لكنه يتوجب حسبه على الجهات المعنية إعادة النظر في الكثير من الأمور الفنية وطريقة التحضير لمثل هذه الدورات والمنافسات والتي تختلف تماما عن اللقاءات التي نلعبها في التصفيات، نظرا لضيق الوقت بين المقابلة والأخرى، بدليل أن الدورة بأكملها تلعب في ظرف زمني لا تتجاوز مدته الشهر. ماليك زرقان: «لم نقدم أي شيء ويجب قلب الصفحة» قال اللاعب الدولي السابق لوفاق سطيف والمنتخب الجزائري ماليك زرقان، إن المنتخب الوطني لم يقدم أي شيء في اللقاءات التي لعبها في منافسة كأس إفريقيا والتي تجعله يتأهل إلى الدور المقبل على جميع المستويات وليس فيما يتعلق بالضعف الدفاعي والأخطاء التي ارتكبها، فبعد التعثر الذي كان أمام منتخب زيمبابوي، قيل إنه لم ينصفنا نظرا للمستوى الكبير الذي وصلنا إليه إفريقيا في السنوات الأخيرة أو لقاء تونس والذي اعتبرناه «داربي» ولا يمكن القياس عليه، فإن ما قدم في مواجهة السينغال وإشراك مدرب هذا المنتخب للاعبيه الاحتياطيين ولم نتمكن من الفوز بها، يؤكد بأننا لم نقدم أي شيء وأن الأمور التقنية والفنية ليست على ما يرام والتي يتحمل مسؤولياته الجميع من طاقم فني، لاعبين وحتى مسيرين، الشيء الذي يجعلنا مطالبين بقلب الصفحة والتفكير في المستقبل ولقاءات تصفيات كأس العالم التي تنتظرنا نهاية السنة الجارية، أضاف محدثنا قائلا. فريد غازي: «عرفنا مستوانا ويجب مراجعة الحسابات» «أعتقد أن ما قدمناه في كل اللقاءات التي لعبناها أمام منتخبات زيمبابوي، تونس والسينغال تؤكد أننا لم نكن جاهزين بالطريقة اللازمة لهذا الموعد، فقد وقفنا على العديد من النقائص الفنية وليس على مستوى الخط الخلفي كما يعتقد البعض، صحيح أننا نملك لاعبين ممتازين وقادرين على صنع الفارق في أي لحظة، لكننا لم نعرف كيف نستغلهم من أجل فعل ذلك، الكثير منا كان يعوّل على محرز أو براهيمي من أجل إحداث المعجزة في بعض الكرات والمواضع، لكن الحقيقة هو أنه يجب البحث عن منتخب متكامل، بالطريقة التي تسمح له بأن يكون كتلة واحدة فوق أرضية الميدان وبمجموعة قوية وليس بوضع خطة اللعب على لاعب معين.. على كل فقد عرفنا مستوانا الحقيقي قياسا بالمستوى الإفريقي وعلى أساسه يجب مراجعة الحسابات كاملة قبل موعد تصفيات كأس العالم المقبلة والتي سيكون الخطأ فيها بمثابة الإقصاء كذلك من الذهاب إلى روسيا بصفة رسمية، نظرا للتعثر الذي كان لنا أمام الكامرون بالجزائر وخسارتنا بعدها بنيجيريا».