يصبو الفنان التشكيلي مراد عبد اللاوي إلى تنظيم تظاهرة دولية، نظرا لنسيج العلاقات الفنية التي ربطها مع فنانين تشكيليين عالميين، وكذا رغبتهم في زيارة الجزائر والاهتمام بالفن التشكيلي الجزائري. وكشف ل«المساء» عن أنّه سيسلّم ملف هذا الموعد لوزارة الثقافة، فضلا عن تحضيره لمعرض بقصر الثقافة «مفدي زكريا». بعد أن تأسّف عن غياب الإعلام عن آخر معرض نظّمه بمسقط رأسه أم البواقي، حيث قدّم أكثر من مائة عمل حديث، عاد الفنان إلى تظاهرة السمبوزيوم التي احتضنها منطقة شيليا في شهر أوت الفارط، والمعلوم أنّ «السمبوزيوم» تظاهرة دولية يتمّ فيها تنظيم ورشات، ومنه عرض الأعمال المنجزة في معرض، وفي هذا يقول بأنّ فكرة تنظيم هذه التظاهرة في خنشلة، فكرة جميلة، وبالضبط في شيليا نظرا لروعة مناظرها الطبيعية. وكان قد اقترح هذه الفكرة على رئيس جمعية «لمسات للفنون التشكيلية» فؤاد بلاع، الذي كان «على قدّ المسؤولية»، مضيفا أنهم كانوا عازمين على إنجاح هذا الحدث الأوّل من نوعه في الجزائر. وأضاف المتحدّث ذو السمعة الدولية، أنّه اتّصل رفقة المنظمين، بأسماء معروفة على الساحة الفنية العالمية واشتغلوا قرابة ثلاثة أشهر، ولم يتلقوا أيّة مساعدة من المسؤولين، ونظموا هذا النشاط وحقّقوا نجاحا باعتبار أنّ كلّ الفنانين الأجانب الذين شاركوا في هذه التظاهرة، أفصحوا عن أملهم في زيارة الجزائر مرة أخرى. واسترسل المتحدث أنّ هذه الفعاليات التي نظمت تحت شعار «الفن غذاء الروح»، عرفت مشاركة فنانين من 16 بلدا، بالإضافة إلى الجزائر، ودامت ثلاثة أيام، ونتج عنها مجموعة من اللوحات. في المقابل اعتبر الفنان أنّ قرار الوزير بإنشاء سوق للفن التشكيلي مهم جدا، ليتساءل «كم عدد القرارات القيّمة التي لم تر النور أبدا؟»، ويضيف «من يطبّق القرار؟، وهل يبقى حبيس السلطة المركزية؟، وهل سيكون بين أيدي «اللوبي» الذي يسيّر أمور الفن في الجزائر؟، ويطالب في السياق نفسه بدراسة معمّقة لهذا الموضوع. أما عن واقع الفن التشكيلي في الجزائر، فقال عبد اللاوي بأنّ الفنان الجزائري مسكين ليس فقط من ناحية الواقع المعيشي، فحسب، ولكن أيضا بسبب افتقاد معظم الفنانين ثقافة الفن بفعل سوء التسيير السائد في المؤسّسات الفنية والتعليمية، ليقدّم مثالا حول اللامبالاة بمادة الفنون التشكيلية في المدارس، لا من ناحية تدريسها ولا حتى من جانب الامتحان فيها وتقديم الشهادات، حتى أنّ معظم الدروس المتعلقة بها تقدّم بطريقة ارتجالية. وأشار الفنان إلى عدم الاهتمام بالشكل الكاف بتكوين الفنانين التشكيليين الشباب، مضيفا أنّه زار معاهد الفنون الجميلة في الخارج، وتأسّف عن الفرق الشاسع بين الاهتمام بالفن الجميل في دول الغرب والجزائر. كما أكّد أنّه ابن مدرسة الفنون التشكيلة وأكثر ما تعلّمه كان خارجها. كما تحدّث مراد عبد اللاوي عن النشاط الفني الذي أحياه بالغردقة في مصر، حيث نظّم رفقة فنانين آخرين عدّة ورشات، وتلقى تكريما بهذه المناسبة من طرف لواء البحر الأحمر، ليعود ويتحدّث عن مشاريعه التي تضمّ معرضا بقصر الثقافة وآخر بباريس في مارس المقبل، وكذا عدة معارض في بعض المدن الجزائرية.