دعا وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، أمس، من ولاية باتنة، خلال إشرافه على احياء مئوية ميلاد البطل الرمز مصطفى بن بولعيد، لصون الذاكرة التاريخية والحفاظ عليها وتثمين التراث التاريخي المرتبط بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة نوفمبر الخالدة في كتابة التاريخ الذي يتطلب حسبه تضحيات جسام والتمسك بالمبادئ وغرس الروح الوطنية في أوساط الجيل الجديد، وصون آمانة الشهيد والعمل على إحياء الأحداث الوطنية والتاريخية التي تبقى راسخة لدى الشعب الجزائري. وحرص الوزير أن تكون مثل هذه المناسبات في حجم وعظمة الثورة التحريرية المباركة تثمينا لما قدمه شهداء الوطن لتحيا الجزائر حرّة مستقلة، مضيفا أن هذه المحطات التارخية تستوقفنا لقراءة تاريخ الجزائر وماضيها ومستقبلها. واستطرد يقول إن الجزائر في حاجة ماسة إلى أبنائها لتكوين جبهة موحدة في هذا الظرف الذي تمر به البلاد، وحذّر في السياق من مغبّة الإنسياق وراء الحملات المغرضة والتشبث بوحدة واستقرار الوطن. مخاطبا الشباب «إن مهمتكم الحفاظ على الجزائر» بعدما أثنى على جهود قوى الأمن والجيش الوطني الشعبي في الدفاع عن الوطن، مضيفا أن الجزائر رغم الظرف العسير ستبقى ورشة رغم نقص الموارد وطمأن بالمقابل أن قانون المالية لسنة 2017 الذي تضمن زيادات طفيفة، مضيفا أن تطبيقاته لن تكون لها تأثيرات على القدرة الشرائية للمواطنين، مشيرا إلى أن التركيز هذ المرة سيكون على الجانب الاستثماري للنهوض بالاقتصاد الوطني. وأضاف يقول إن الجزائر أصبحت ورشة مفتوحة رغم نقص الموارد. وتناول زيتوني، بإسهاب أهمية المتاحف الجزائرية، مشددا أنها ستستغل على أكمل وجه للإسهام في كتابة التاريخ الذي اعتبره عمادا لبناء الجزائر والتعريف بتاريخ الثورة المباركة بالقدر والعناية التي أولاها الدستور الجديد الذي أعطى أهمية كبيرة لكتابة التاريخ. وكان وزير المجاهدين قد أشرف على الإحتفالات المخلّدة لمئوية ميلاد الشهيد مصطفى بن بولعيد، وتوجه إلى مقبرة الشهداء بنارة الواقعة ببلدية منعة رفقة السلطات المحلية يتقدمهم والي الولاية، إضافة إلى عدد من الوجوه التاريخية ووزراء وتم الإستماع إلى النشيد الوطني وتمت قراءة فاتحة الكتاب على روح الشهيد إلى جانب ذلك أشرف على تدشين طريق بمنطقة بريض ببلدية منعة، ووضع حيز الخدمة للشطر المقدر ب12 كلم للطريق الوطني رقم 87 بثنية العابد. إضافة للطريق الولائي رقم 54 بآريس. وتتواصل اليوم (الأحد) الإحتفالات بتدشين جدارية فنية بساحة الحرية تحاكي الذكرى العظيمة تزامنا مع الإعلان الرسمي للصالون الوطني للذاكرة التاريخية بقاعة المعارض أسحار بوسط المدينة. كما سينظم بالمناسبة التي ستعرف حضورا مكثفا للأسرة الثورية وبعض الوزراء ملتقى دوليا يومي 5 و6 فبراير 2017 بجامعة باتنة 1 حول شخصية الشهيد وصالونا وطنيا للذاكرة بقاعة المعارض أسحار بوسط المدينة، إلى جانب تدشين جدارية خاصة بمئوية ميلاد البطل مصطفى بن بولعيد والإشراف على تسمية جامعة باتنة 2 باسم الشهيد مصطفى بن بولعيد. وبخصوص النشاط الثقافي ستعرض بمسرح باتنة الجهوي ملحمة تاريخية تتخللها وصلات شعرية وفنية.