افتكّ العمل المسرحي "جياع " لجمعية أوراس للثقافة والعلوم الإنسانية لولاية باتنة، جائزة أحسن عرض متكامل تحت اسم "جائزة عز الدين مجوبي الذهبية"، في ختام فعاليات الأيام الوطنية عز الدين مجوبي للمسرح التي نظمتها جمعية الفنانين الأحرار لمسرح عزابة، في الفترة الممتدة من 16 إلى 20 فيفري الجاري. وتم في ختام فعاليات الأيام الوطنية لعز الدين مجوبي للمسرح، تقديم عدة توصيات، من بينها ضرورة إدراج المسرحية الفائزة في طبعات لاحقة وبرمجتها في التظاهرات المنظمة، وتثمين أعمال المسرحيين الشباب، وتكثيف فترات التكوين لمواكبة التطور، إضافة إلى أهمية البحث في كيفيات تطوير أبي الفنون. بالمقابل، يُعد العمل المسرحي الناجح "جياع"، ثمرة جهود أعضاء جمعية أوراس للثقافة والعلوم الإنسانية لولاية باتنة، قام بإخراجه الفنان توفيق بخوش، من تأليف إبراهيم حامد الحارثي، كوريغرافيا عبد الرؤوف لبلالطة ومساعد إخراج عبد الرؤوف دزيري. أما عن الإشراف العام فكان من طرف الإعلامية والفنانة نعيمة دلول. ويروي العمل في قالب تراجيدي كوميدي، مسيرة أناس يمضون نحو حتفهم باسمين، وتهز نبضاتهم أرجاء الأرض. كما يقفون في وجه السجان وهم يحملون أرواحهم في أكفّهم؛ بحثا عن الخلاص وسط متناقضات الحياة. ولقد حاول المخرج الفنان توفيق بخوش النبش في الحلول الممكنة للكشف عن بوادر تحمل في مضامينها آمالا كبيرة، ليقف على أشياء جميلة تبعث التساؤل عن سر الأشياء الجميلة، التي شكلت الحلقة المفقودة في مجتمع يعج بالمتناقضات، ليعود إلى نقطة البداية التي انطلق منها، قبل أن تتكاثر الخلائق بهذا الشكل داخل إطارات المعتقل الذي تفوح منه رائحة الظلم والاستنجاد بالأمل في مواجهة اليأس. وشارك في أداء أدوار العرض ثلة من خيرة الشباب المبدعين الشغوفين بالتمثيل، على غرار دزيري عبد الرؤوف، بورنان أيمن، قادري عمر، عصام سنينة وتولميت سيف الإسلام. كما ذكرت رئيسة الجمعية الإعلامية نعيمة دلول أن الممثلين تقمصوا شخصيات المسرحية بإتقان، مشيرة إلى أن العرض الذي دام 52 دقيقة، سيضع لبنة جديدة لبعث الحركة الثقافية بالولاية، إضافة إلى أنه يُعد العمل الثاني بعد مونودرام "صليحة وألف تكليحة". وحسب المتحدثة فإن الجمعية مقبلة على عمل آخر مع المخرج الشاب توفيق بخوش صاحب العديد من الجوائز، إلى جانب الدكتور إبراهيم الحسيني ناقد وكاتب مسرحي مصري، وسيكون بعنوان " وشم الغياب" ومن تمثيل هبة أوجيت. وقد أجمع المتتبعون على أهمية مثل هذه العروض التي اعتمدت على نظرية "بيتر بروك" وجماليات الخشبة الفارغة، مما أضفى لونا آخر، يعكس روح المبادرة لجرأة المخرج وإبداعاته. كما جاء لدعم الحركة الثقافية ككل، علاوة على إرساء ثقافة تذوق الفن الرابع وتوظيفه لمعالجة الظواهر السلبية. وأكد الحضور بعد نهاية الفرجة أنهم تفاعلوا بشكل غير طبيعي مع المسرحية خاصة أن أبطالها يؤدون أدوارهم وسط المتفرجين من البداية إلى غاية النهاية. يُذكر أن الطبعة التي استمرت مدة خمسة أيام بمشاركة سبع فرق، هي جمعية "البليري" لقسنطينة، جمعية "أنفاق القلوب" من المسيلة، جمعية "الهواء الطلق" من بودواو، الجمعية الثقافية إبداع عين الدفلى، جمعية مسرح الشلف، جمعية السكاملة تيبازة، جاءت تخليدا لروح فقيد المسرح الجزائري عز الدين مجوبي، وقد مكنت من خلق مناخ ثقافي آخر بمشاركة لجنة التحكيم، المتكونة من المخرج المسرحي والممثل عنتر هلال رئيسا، والمخرجة حميدة آيت الحاج والمخرج المسرحي الممثل لطفي بن سبع.