"صليحة و ألف تكليحة "... أول مونودرام بالأمازيغية أطلت مساء أول أمس الفنانة الممثلة رحمة قالة بعمل جديد يتمثل في مونولوج يحمل عنوان "صليحة وألف تكليحة" وهو العمل الذي قدمت عرضه الشرفي الأول على خشبة مسرح باتنة الجهوي وقد نال إعجاب الحضور بعد أن جمع عملها بين التراجيديا والكوميديا لقصة فتاة راحت ضحية مجتمع ذكوري يضطهد المرأة وينظر إليها بنظرة تشاؤم قبل أن تقع ضحية أخطاء متكررة، وهو العمل الذي قالت الممثلة بأنه كسر طابو لدى الكثيرين في مجتمعنا وأشارت لإعداده باللهجة العامية والأمازيغية . مونولوج "صليحة وألف تكليحة" من تأليف وتمثيل رحمة قالة وإخراج بخوش توفيق وموسيقى الأستاذ سليم سوهالي وقد أشرفت جمعية الثقافة والعلوم الإنسانية على إنتاجه، وتروي فصوله قصة فتاة راحت ضحية براءتها وكذا ضحية نظرة مجتمع إلى المرأة وتبدأ معاناة صليحة منذ ولادتها بعد أن كانت البنت الأنثى الثامنة لوالدتها هنية وكان أفراد العائلة وحتى سكان القرية ينتظرون أن ترزق هنية بمولود ذكر غير أن ولادتها لأنثى أخرى وهي صليحة كان بمثابة الصدمة ومن هنا تنطلق مصائب صليحة التي لاذنب لها سوى أنها أنثى. صليحة لم تتوقف معاناتها عند عقدة الأنثى وسط عائلتها وسكان قريتها فحسب بل راحت تصطدم في مراحل مختلفة في حياتها بعراقيل وكانت في كل مرة تشتد تلك العراقيل خاصة بعد أن بلغت مرحلة الجامعة عقب نيلها للبكالوريا حيث كان التحاقها بالجامعة لدراسة الحقوق حاجزا آخر في الحياة لكنه كان الأخطر من بين كل المشاكل و"التكليحات" التي كانت تروح ضحيتها وهذا بعد دخولها للانحراف الاجتماعي. صليحة ونتيجة سذاجتها ورغم ما تلقته من صدمات ورغم وصايا والدتها المتوفية إلا أنها تاهت بسبب رفيقات السوء في انحراف اجتماعي خطير لم تجد خلالها من ينصحها فترصدت بها ذئاب بشرية وكانت النتيجة أنها تخلت عن مبادئ تربيتها وهكذا راحت تقع في خطأ إلى آخر أكثر شدة وبلغت خطاياها أن فقدت شرفها إلى مدمنة على المخدرات ثم وقوعها ضحية مساومة فتنازلت عن كليتها وأرغمت بعدها على المشاركة في اختطاف الأطفال وبلوغ ذروة الخطايا بقتل الطفل. وقالت رئيسة جمعية أوراس للثقافة والعلوم الإنسانية التي أشرفت على إنتاج المونولوغ بأن العمل أريد من خلاله عكس الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي ظهرت في مجتمعنا، وأكدت بخصوص النقد الموجه بعدم تعميم النظرة السوداوية على الفتاة الجامعية المقيمة بأن العمل المقدم هو عرض شرفي وسيضاف إليه مقطع آخر يبرز الجانب الإيجابي لطالبات جامعيات وأن حالة صليحة تعد شاذة، وأضافت رئيسة الجمعية نعيمة دلول بأن العمل سيعرض بالأمازيغية مستقبلا وهو بذلك يعد أول عمل مونودرامي يعرض بالأمازيغية.