خرجت الموسيقى النحاسية من الحيز الضيق الذي انحصرت فيه لعدة سنوات إلى أفق أوسع، في الوقت الراهن حسب ما أعرب عنه أول أمس، بالمسيلة، السيد تقي الدين يحيى، رئيس جمعية الفرقة التشريفية المحلية «الهلال». وأوضح المسؤول بمناسبة احتضان عاصمة الحضنة للتظاهرة الوطنية الكبرى حول الموسيقى النحاسية منذ يوم الأحد المنصرم، بالتنسيق مع الفيدرالية الوطنية للفرق النحاسية بأنه لطالما اكتفت الفرق المتخصصة في أداء الموسيقى النحاسية و التي يرتدي أعضاؤها لباسا خاصا بهم ويعزفون على آلات «الساكسوفون» والبوق و»التينور» و»الساكسوفون التو» والطبل و»الباريتو» والطبل الكبير خلال السنوات الماضية، بأداء النشيد الوطني في مختلف المناسبات وبعض الأناشيد الوطنية. وأردف ذات المتحدث بأن الموسيقى النحاسية غزت خلال السنوات الأخيرة الملاعب وأضحت الفرق المؤدية لهذا الطابع الموسيقي تطرب الأسماع بأغان رياضية وحماسية تلهب مدرجات الملاعب. وأكد السيد يحيى، بأن موسيقى الفرق النحاسية أصبحت أيضا مطلوبة في المناسبات الخاصة والأعراس، بل وأضحت تشكل منافسا شرسا للفرق الموسيقية التي تستعمل آلات موسيقية إضافية على تلك التي تستعملها الفرق النحاسية. وفسر المتحدث أسباب ارتفاع الطلب على الفرق النحاسية في الأعراس لسهولة مشاركة أعضائها في تنشيط موكب العرس بالنظر لنوع الآلات الموسيقية المستخدمة علاوة على إنهائهم لمهمتهم بأداء عروض فلكلورية تأخذ كل الطبوع التي تميز مختلف مناطق الوطن بعين الاعتبار. وأضاف بأن 15 فرقة تنحدر من ولايات المسيلة وتندوف والجزائر العاصمة وسطيف وتمنراست والجلفة والأغواط على وجه الخصوص، تشارك في هذه التظاهرة التي ستستمر إلى غاية 29 مارس الجاري. وجرى تقسيم هذه التظاهرة إلى شقين يتعلق الأول بقيام هذه الفرق بعروض موسيقية عبر بلديات الولاية فيما خصص الجزء الثاني لتنظيم ورشات تكوينية لفائدة الشغوفين بالموسيقى النحاسية وممارسيها يشرف على تأطيرها ضباط متقاعدون من الحرس الجمهوري وأساتذة من المعهد العالي للموسيقى. وتسعى جمعية الهلال حسب رئيسها إلى توسيع دائرة استعمال الموسيقى النحاسية في الأعراس والمناسبات الدينية والوطنية، كما تعمل على ترقية هذا الطابع الموسيقي لتكون له مكانة هامة على المستويين المحلي والوطني. وتهدف هذه التظاهرة حسب المتحدث إلى تعريف الجمهور الواسع بهذا الطابع الموسيقي وترقيته ليصبح مشابها لذلك الذي يميز بعض الدول العربية على غرار مصر وتونس، فضلا عن التكوين في هذا النوع من الموسيقى. كما يصبو المشاركون بالمناسبة إلى التعريف بالموسيقى النحاسية ودورها في ترقية الأناشيد الوطنية عموما والثورية خصوصا من خلال أداء وصلات فنية في ذات الإطار، علاوة على استقطاب الشباب لممارسة هذا النوع من الموسيقى وإخراجهم من دائرة الارتباط بالتنظيمات الشبانية على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية. للإشارة فإن جمعية الفرقة التشريفية المحلية «الهلال» التي بادرت إلى تنظيم هذه التظاهرة معروفة على الصعيد الوطني من خلال مشاركتها في عديد التظاهرات.