لازالت معاناة سكان قرية بن يعقوب ببلدية بن باديس بقسنطينة، مستمرة رغم تعاقب العديد من المجالس المنتخبة عليها، والتي كانت تعدهم برفع الغبن عنهم في كل عهدة، غير أن وعود المسؤولين بالبلدية لم تجسَّد على أرض الواقع إلى حد الساعة، حيث ينتظر أزيد من 4 آلاف نسمة عدة مشاريع تنموية، من شأنها أن ترقى بهم إلى حياة أفضل، خاصة أن المنطقة تفتقد لأدنى ضروريات الحياة الكريمة التي زادت من عزلة سكانها وترييفها. سكان قرية بن يعقوب أكدوا أن حرمانهم من شبكات التوصيل بالغاز والكهرباء وحتى المياه الصالحة للشرب بعد استفادة البعض من حصة في السكن الريفي، زاد من عزلتهم وأزمتهم اليومية في ظل غياب أدنى الخدمات، التي زادت وطفت على السطح بعد التساقط الثلجي الأخير الذي تسبب في عزل القرية عن البلدية الأم، ما أجبر السكان على رفع انشغالاتهم، ومناشدة المسؤول الأول عن الولاية، التدخل العاجل ووضع حد لمعاناتهم، باعتبار أن القرية تعاني من جملة نقائص مسجلة منذ سنوات، ظلت، حسبهم، غير مجسدة في تعاقب المجالس المنتخبة. وأثار السكان المشتكون مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب، إذ أكدوا أنهم يعتمدون على منابع المنطقة لملء القارورات بالمياه؛ قصد استغلالها في مختلف الحاجيات؛ سواء في الشرب أو الطبخ أو حتى الاستحمام... كما أضاف العديد من سكان هذه القرية الريفية، أنهم يعانون أزمة عطش منذ 54 سنة، مشيرين في ذات السياق، إلى الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل أكواخ مصنوعة من الطوب أو في سكنات تطورية غير مكتملة، بفعل الفقر الذي تعرفه أغلب العائلات، يقابله انعدام رؤية لإدماج شباب المنطقة في وظائف معيّنة. أما بخصوص عن العزلة التي يعيشها سكان المنطقة، فأكد قاطنوها أن اهتراء الطرقات بسبب التساقط الثلجي الأخير على الولاية، تسبب في عزلتهم، خاصة أن عملية تهيئة الطريق الرئيسة لمدخل هذه القرية والتي دامت سنة كاملة أمام انعدام الشبكات والطرقات الفرعية بالمنطقة، أرجعت الطريق إلى سابق عهدها وصعّبت عملية التنقل. وأثاروا مشكل قلة وسائل النقل والمركبات التي تقلهم من البلدية الأم إلى غاية قريتهم، خاصة في الحالات المرضية والمستعجلة كالحوامل، مما يستلزم أمام عجز الوحدة الصحية التي تتواجد في منطقتهم، نقلهم بأثمان باهظة إلى مستشفى الخروب، الذي يبعد عنهم بمسافة طويلة، وهو ما يعانيه تلاميذ الثانويات والإكماليات الذين ينتقلون إلى خارج قريتهم للحصول على التعليم. كما تحدّث سكان قرية بن يعقوب عن استفادتهم من حصة من السكن الريفي من طرف البلدية، تم هجرها من قبل المتحصلين عليها، بسبب الغياب الكلي لشبكات التوصيل من ماء وغاز وكهرباء، مع حرمان عدد كبير من السكان من الغاز الطبيعي بفعل عشوائية الشبكات، خاصة منها قنوات الصرف الصحي، ليبقى سكان المنطقة الريفية والتي تعرف كثافة سكانية معتبرة، ينتظرون تدخّل الوالي ووضع حد لمعاناتهم التي زادت وتسببت في عزلهم نهائيا بسبب غياب أدنى ظروف الحياة الكريمة.