ينظم المتحف العمومي الإخوة الشهداء بولعزيز، الملتقى الوطني الخامس "الأوراس عبر التاريخ"، تحت شعار "الأوراس ومرحلة الاندماج الأول من خلال الفتوحات الإسلامية (27ه /647 م -92 ه/711 م)"، يومي 12 و13أفريل الجاري. جاء في ديباجة الملتقى أنه "كان لحسان ابن النعمان الفضل في تحقيق فتح إفريقيا وإرساء قواعدها الإدارية والاقتصادية وبعث الطمأنينة بين السكان. وقد اقتنع الأهالي من مختلف الفئات الاجتماعية بضرورة احترام النظام الجديد، لما تعهد به من حماية أهل الذمة وضمان كرامة الإنسان، وإقامة العدل وإقرار المساواة في الحقوق والواجبات بين المسلمين من مختلف الأجناس. كما سوى حسان ابن النعمان بين العرب والبربر في الجند وأسند بعض المناصب السامية للبربر، وضم إلى الجند عددا كبيرا منهم، فأصبحوا يساهمون أيضا في فتح المغرب". وجاء في الديباجة أيضا أنه "لعله من أهم وأخطر المراحل الحاسمة التي مرت بها بلاد المغرب عموما، والأوراس على وجه التحديد، مرحلة الفتوحات الإسلامية التي مرت بثماني مراحل، وامتدت على مدار أكثر من ستين سنة (27 ه/ 647 م) إلى ( 92 ه /711 م) نظرا لما طرحته وتطرحه من إشكاليات كثيرة خلّفت جدلا واسعا في أوساط الأكاديميين الباحثين والناشطين السياسيين وغيرهم. لذلك لزم الأمر تخصيص حيز لهذه الفترة ضمن ملتقيات أصبحت تقليدا حميدا كرّسها المتحف العمومي الوطني الإخوة بولعزيز بخنشلة كل سنة، للبحث في إحدى مراحل تاريخ الأوراس القديم، ليستقر في هذه الطبعة الخامسة عند مرحلة الفتوحات الإسلامية وأثرها في الأوراس". في المقابل، ستتناول إشكالية هذا الملتقى "حالة زمانية ومكانية حاسمة من بلاد المغرب عموما والأوراس خصوصا، ارتبطت بعمليات الفتح الإسلامي، خاصة أننا لا نكاد أن نعرف عن وقائع هذا الفتح إلا من خلال طروحات مختلفة عربية وغربية، جاءت الأولى متأخرة وأحيانا متضاربة، وتفننت الثانية في طرح إشكالات مصطنعة وملغمة لم تتجل مظاهرها إلا تأسفها على إخفاق روما ونجاح مشروع هؤلاء العرب". أما عن الإشكاليات الفرعية للملتقى فهي: طبيعة الأوراس قبل الفتح الإسلامي: النسيج البشري في ظل الاحتلال البيزنطي. سياسة البيزنطيين مع السكان المحليين بعد مجيء العرب الفاتحين وبداية المواجهات مع البيزنطيين. دور البيزنطيين في إذكاء الحرب بين المسلمين والسكان المحليين. الجغرافية التاريخية والبعد المكاني وأثره في التصدي لجيوش الفتح. وتغييب الكتابات الغربية بالخصوص للعنصر الثالث المتمثل في البيزنطيين أثناء مراحل الفتوحات الإسلامية وحصر الصراع بين المسلمين والبربر. من جهة أخرى، سطرّ منظمو الملتقى ثلاثة أهداف وهي: محاولة إظهار معالم هذه المرحلة الهامة من تاريخ المغرب القديم عموما، والأوراس على وجه الحصر. إثراء المكتبة التاريخية الوطنية بالأبحاث المتعلقة بهذه المرحلة الفاصلة. ولفت انتباه المختصين إلى أهمية هذه المرحلة من التاريخ الوطني ودور الأوراس في صنع أحداثها وتوجيهها. أما عن محاور الملتقى فهي: الأوراس عشية الفتوحات الإسلامية. مراحل الفتوحات الإسلامية في الأوراس. حركات التصدي لحملات الفتح الإسلامي في الأوراس وخلفياتها. وانتشار الإسلام والأوراس وكذا الشواهد الأثرية المتعلقة بالفتوحات الإسلامية.