أعلن الفنان الجزائري إيدير عن صدور ألبومه الجديد خلال شهر جانفي 2017، الذي يتضمن 12 أغنية، منها رائعة "لابوام"، التي يغنيها بالأمازيغية مع "شارل أزنافور". وتعتبر أغنية "لابوام" إحدى أشهر نجاحات المغني الفرنسي "أزنافور"، الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاديه ال93. ويحمل الألبوم الجديد لإيدير أغاني أخرى جماعية مع فنانين فرنسيين مشهورين، من بينهم "فرنسيس كابريل"، "هنري سالفادور"،"باتريك بروييل" والمغني "ماكسيم فوريستي". وأوضح إيدير في لقائه مع منشط قناة "بربر تيفي"، الصحافي كمال ترويحث، أن المغني الفرنسي "شارل أزنافور" هو الذي طلب منه أداء أغنية معه، بعد أن أخبره بإعجابه الكبير بأغنيته "رسالة إلى ابنتي"، مضيفا أنه رحب بطلب "أزنافور" واختار أداء أغنية "لابوام" بالأمازيغية. ومن جهة أخرى، يؤدي المغني والمؤلف والملحن الشهير "فرانسيس كابريل" أغنية ثنائية بالقبائلية مع الفنان إيدير في الألبوم الجديد لم يكشف بعد عن عنوانها. للتذكير، فإنه سبق للفنان إيدير أن قام خلال سنة 1999 بجمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين أمثال الفرنسي "ماني شاو" و"ماكسيم فورستي" والإيرلندي "كارن ماتيسون" وقناوي diffusion وفرقة زيدة، والإنجليزيين "جيل سيرفات" و"دان أرمبراز" والأوغندي "جيوفري أوريما" وفرقة (onb) وهذا لتسجيل أغنية "آفافا إنوفا". ويعتبر "إيدير" أشهر الموسيقيين العالمين الذين أنجبتهم منطقة القبائل، وهو سفير الأغنية الأمازيغية في العالم، حيث تمكن من المزج بين إيقاعات محلية وغربية، وألف وغنى قطعا مطبوعة بحس إنساني عميق ما فتح له آفاق العالمية. ولد إيدير، (واسمه الحقيقي حميد شريت)، سنة 1949 بقرية آث لحسن بأعالي جبال جرجرة، ونشأ في كنف أسرة مطبوعة بالثقافة الأمازيغية. اكتشفت مواهبه الموسيقية في المدرسة الابتدائية، حيث وجهه أستاذ العلوم الطبيعية إلى تعلم عزف الغيتار، ومع ذلك ظل إيدير مركزا على دراسته التي واصلها متخصصا في شعبة الجيولوجيا، حيث كان يفترض أن يخوض حياته المهنية في قطاع البترول، لكنه استسلم في النهاية لشغف الفن والحاجة إلى التعبير عن ذاته عن طريق الغناء والموسيقى. فمنذ طفولته، كان مشدودا إلى فن الكلمة بعمقها الشعبي التراثي، إيقاعا وشعرا، لكن البداية الممهدة للاحتراف كانت عن طريق الصدفة ابتداء من عام 1973، حينما عوض فنانا مريضا في أداء أغنية للأطفال على أثير الإذاعة، ما أثار الانتباه إلى حسن صوته، الذي استمعت إليه والدته دون أن تعرف أنه صوت ابنها. مضى في ذات السنة لأداء الخدمة العسكرية، وبعد عودته سجل أغنية "آفافا إينوفا"، وذلك في أستوديو القناة الأمازيغية التي ترجمت إلى 15 لغة. وفي سنة 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته مجموعة من الأغاني، تضمنها ألبومه الثاني الذي حمل عنوان "أياراش إناغ". في سنة 1991 عاد إيدير إلى الأستوديوهات، حيث أعاد تسجيل 17 أغنية من الألبومين الأولين، وأحيى حفلا ناجحا بباريس. وفي سنة 1993 أطل بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة "بلو سيلفيري"، من خلال توظيف إيقاعات موسيقية تتضمن الغيتار والناي والأورغ، إضافة إلى الدربوكة، وصعد إيدير منصة قاعة الأوليمبيا الشهيرة لمدة ثلاثة أيام على التوالي. يتميز إيدير في اختياراته الفنية بروح الالتزام والحس الإنساني والتشبث بالهوية والأرض والذاكرة، ولعل عناوين أغانيه وألبوماته تعكس هذه الروح على غرار "القرية الصغيرة" و"الجزائر في قلبي" و"هويات: ضفتان وحلم واحد".