شرعت محافظة الغابات لولاية تيزي وزو منذ الفاتح من الشهر الجاري، في تجسيد مخطط التدخل لمكافحة حرائق الغابات، باتخاذ إجراءات ميدانية عبر كل المقاطعات الموزعة بإقليم الولاية، سخرت لها كل الإمكانيات والمعدات المتوفرة، غير أنها تبقى تقليدية وغير كافية مقارنة بشساعة المساحة الغابية التي تغطيها المحافظة المقدرة ب112180 هكتارا. أكد رئيس مصلحة الحرائق بمحافظة الغابات لتيزي وزو بونداوي محمد ل«المساء»، أن الولاية تتربع على مساحة غابية هامة، منها غابة بني غبري التي تحوز على مساحة 5721 هكتارا، مقابل 4628 هكتارا تتواجد بغابة أكفادو غرب، وغابة ميزارنة التي تضم مساحة 2233 هكتارا وغابة تامقوت التي تتربع على مساحة 3698 هكتارا... وغيرها من الغابات التي تحرص المحافظة على مراقبتها منذ بداية موسم الحرارة، من أجل معرفة وتحديد مواقع نشوب الحرائق والتدخل في الوقت المناسب لإخمادها وتفادي تسجيل خسائر في الأحراش والأدغال والمساحات الغابية. ذكر المتحدث أن الهيئة المذكورة سطرت برنامج عمل يضمن التدخل العاجل في حال تسجيل نشوب أي حريق في إقليم الاختصاص، حيث جندت كل إمكانياتها موزعة على كل إقليم الولاية، تحسبا لأي طارئ، لاسيما في ظل التزايد المستمر لدرجة الحرارة، حيث وزعت المحافظة 9 شاحنات مدعمة بصهاريج تقدر طاقة كل صهريج ب600 لتر. وجندت المحافظة فريقا من الأعوان يتكون من 60 فردا لمواجهة الحرائق، إلى جانب إشراف فريق من محافظة الغابات على متابعة دائمة ومستمرة للمساحات الغابية عبر 7 مراكز مراقبة ترصد يوميا تقارير حول الأوضاع والأخطار وكيفية التدخل والوقاية، إلى جانب 13 فرقة مراقبة موزعة بدوائر الولاية، تضم كل فرقة 3 فرق تعمل بالتناوب كل 24 ساعة، كما تستعين المحافظة في حال نشوب الحرائق ب45 نقطة مياه أو وحدة للماء، إلى جانب 4 ورشات تضم في مجملها 22 عونا، كما أنجزت جدارا ناريا في مساحة قدرت ب 748 هكتارا لحماية المساحات الغابية، إضافة إلى تعبيد شبكة الطرق التي تمتد على مسافة 818 كلم. واعتبر المتحدث أنه رغم كل هذه الإجراءات المتخذة، إلا أن الإمكانيات التي تعمل بها محافظة الغابات قديمة ولا تستجيب للطلب المسجل في إطار التدخل، بالنظر للمساحة الغابية الكبيرة والشاسعة التي تتوفر عليها الولاية، وهو ما يجعل تدخلها في غاية الصعوبة، حيث يتم التدخل الأولي عند تسجيل حرائق بسيطة وصغيرة للسيطرة عليها بشكل كامل، لكن الأمر يستدعي تدخل أعوان الحماية المدنية في حال نشوب حرائق كبيرة تصعب السيطرة عليها، باعتبار أن محافظة الغابات بتيزي وزو لا تمكنها معداتها ووسائل تدخلها من السيطرة على مثل هذه الحرائق. وهو ما يؤكد الحاجة لتجديد العتاد المستخدم وتعزيزه أكثر لتمكين أعوان المحافظة من القيام بمهامهم على أكمل وجه. اندلاع 4 حرائق منذ الفاتح جوان أتفلت 15 هكتارا سجلت محافظة الغابات لولاية تيزي وزو منذ الفاتح جوان الجاري، نشوب 4 حرائق بتراب الولاية، خلفت خسائر معتبرة، منها أهم حريق اندلع بمنطقة اعزازقة والذي أتى على مساحة قدرها 15 هكتارا، ويعد هذا الحريق الذي شب بتاريخ 13 جوان الجاري أول حريق غابي تسجله محافظة الغابات للولاية خلال السنة الجارية 2017، حيث أن الحرائق اندلعت في وقت مبكر هذه السنة مقارنة بالعام الماضي. وأوضح بونداوي أن سبب اندلاع الحريق يعود للأعشاب اليابسة والضارة التي تنمو بالحقول والمزارع، حيث يعمد أصحابها إلى التخلص منها بحرقها، مما يؤدي إلى انتشار ألسنة النيران بسرعة وخروجها عن السيطرة مخلفة خسائر جد معتبرة، في حين أن بقية الحرائق الأخرى صغيرة يتم التحكم فيها في ظرف قياسي، مشيرا إلى أن الحرائق التي اندلعت إلى حد الآن وقعت بأملاك الخواص ولم يسجل أي حريق بالأراضي أو الأملاك التابعة للدولة. ذكر المتحدث في سياق متصل، أن عملية تنظيف الحقول هي السبب الرئيسي لنشوب الحرائق لإقدام المواطنين على التنظيف في وقت غير مناسب، حيث أن الأرض يابسة والجو حار، كذلك بالنسبة لمربي النحل الذين يستعملون وسائل تساهم في نشوب الحرائق، لاسيما بالنسبة لمن لا يملك خبرة في التعامل مع هذه الأجهزة. قال المتحدث بأن المحافظة تعمل وفقا لجهاز الاتصال الذي يرصد انطلاقا من «محطة ردايو» يتواجد مقرها بمدينة تيزي وزو، حيث تراقب المحافظة تراب الولاية بفضل هذا الجهاز الذي يحدث حلقة اتصال تمر عبر كل من محطات ذراع الميزان وتيقزيرت وأزفون، والأربعاء ناث إيراثن وأعزازقة، على أن يقوم المشرفون على كل محطة بإعداد تقرير حول الأوضاع بالمنطقة وما جاورها. تحسيس مستمر وبطاقة الحساسية لتحديد المناطق المهددة ذكر رئيس مصلحة الحرائق أن محافظة الغابات تطلب كل سنة من البلديات تقديم مخطط الوقاية والتحسيس ومحاربة الحرائق، لكن هناك من البلديات من تتماطل وأخرى لا تعطي أي مخطط نشاط حول كيفية مواجهة الحرائق، مما يؤدي إلى عدم جاهزية المخطط شهر جانفي وتأجيله إلى مارس أو أفريل أحيانا، موضحا أنه عندما يكون المخطط النهائي جاهزا وبعد الموافقة عليه من قبل المديرية العامة للغابات ومصالح الولاية، يدخل حيز التطبيق انطلاقا من الفاتح جوان، على أن يتواصل إلى غاية 30 من نفس الشهر، مشيرا إلى أن كل الإجراءات والتدابير المتخذة مسجلة قيد العمل. تطرق المتحدث إلى حصيلة الحرائق للعام الماضي، حيث سجلت المحافظة خلال تدخلاتها نشوب 290 حريقا أتلف مساحة قدرها 2786 هكتارا، كما فقدت الولاية مساحة قدرها 1600 هكتارا في ظرف 24 ساعة، كما سجلت وفاة لمواطن حرقا بقرية حداد ببلدية إفليسن، كان يقوم بعملية تنظيف حقله لتشب النيران بثيابه، مما أدى إلى وفاته. وأكد أن «التحسيس» يعد نقطة إستراتيجية لمحاربة الحرائق، داعيا المواطنين إلى التعاون مع مصالح الغابات من أجل تفاديها، والأخطار التي تهدد الغابات مع حلول موسم الصيف، مشيرا إلى أن المحافظة تقوم كل سنة بحملات تحسيسية في كل مناسبة تشارك فيها أو تنظمها. نظمت المحافظة في هذا الشأن قوافل تحسيسية، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية التي جابت دوائر الولاية، حيث تم خلالها شرح أخطار الحرائق وكيف يمكن السيطرة عليها وتفادي أضرارها، إضافة إلى دعوة كل من الفلاحين ومربي النحل والمواطنين لتفادي إتلاف مئات الهكتارات، بسبب قيامهم بأشغال التنظيف لحقولهم ومزارعهم. تعد محافظة الغابات لتيزي وزو كل سنة «بطاقة الحساسية لأخطار الحرائق»، بناء على الحصيلة المسجلة خلال السنة المنصرمة، ويتم تحريرها وفقا للنتائج المسجلة والمواقع التي استهدفتها ألسنة النيران التي بلغت 20 بلدية مهددة بالحرائق، منها زكري وأزفون وتيقزيرت وإيجر... وغيرها، والتي ستكون ضمن المناطق الحساسة التي تركز عليها محافظة الغابات في مخطط المراقبة، لكن دون إهمال المناطق الأخرى. ووفقا لهذه البطاقة، تتصدر دائرة أزفون المناطق الأكثر تضررا من الحرائق والأكثر حساسية لاحتوائها على غابات كثيفة، علما أنها فقدت في السنة الماضية مساحة قدرها 869 هكتارا، تليها دائرة أعزازقة التي فقدت 669 هكتارا، وتأتي في المرتبة الثالثة دائرة تيقزيرت التي فقدت 509 هكتارات ودائرة بوزقان التي تسببت الحرائق في إتلاف 188 هكتارا من مساحتها الغابية.