يستعجل سكان مدينة وهران، وضع مخطط مرور جديد للحد من الاختناق المروري الذي تعرفه المنطقة، لاسيما جراء تدفق آلاف المركبات القادمة من مختلف جهات الولاية بالتزامن والانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف بالولاية. تعرف الطرق والشوارع المؤدية نحو الكورنيش الوهراني، اختناقا مروريا حادا بسبب توافد المصطافين من كل ولايات الوطن، لاسيما بوسط المدينة بالقرب من ميناء وهران الذي يعرف هو الآخر توقف شبه تام لحركة المرور. وتدخلت مصالح الأمن العمومي لكن لم تتمكن من تخفيف الاختناق، خصوصا في الطريق المؤدي إلى منطقة سيد محمد وسيدي الهواري اللذين يعرفان فوضى مرورية كبيرة أدت إلى توقف السيارات وخاصة بعد أن استفاد الحي من مشروع طريق جديد «طريق رأس العين» والذي تحول إلى معبر هام لصالح سكان المناطق الغربية والجنوبية للولاية. وقد أعرب المواطنون عن تخوفهم من زيادة المشكل في الأيام القليلة المقبلة، بعد استقبال الأعداد الكبيرة من المغتربين القادمين من مختلف دول العالم لقضاء الصيف بولاية وهران، حيث يتم يوميا استقبال ما لا يقل عن 1600 شخص و800 مركبة والتي تخرج كلها عبر بوابة واحدة من ميناء وهران والتي تقع مباشرة في الطريق الوحيد المؤدي إلى منطقة الكورنيش الوهراني. وقد دعا متتبعون للملف، لاتخاذ السلطات المحلية تدابير خاصة للوقوف على المشكل من خلال فتح باب إضافي لخروج المركبات القادمة عبر سفن الميناء والتي تعد بالمئات، حيث تشكل سنويا فوضى مرورية بالطريق، علما أن نفس البوابة التي تخرج منها المركبات، تدخلها السيارات المقبل أصحابها على السفر نحو الخارج. ويرى ممثل عن أصحاب سيارات الأجرة، بأن الحل في انهاء أشغال الطريق المحيطي رقم 5 والذي لا تزال أشغاله جارية بالمخرج الشرقي لميناء وهران، وهو المشروع الضخم الذي من شأنه رفع المشاكل عن عدة طرق بالمدينة، وخاصة ما تعلق بشاحنات الوزن الثقيل التي ستمنع من المرور عبر محور دوران حي جمال الدين. وستعبر السيارات عبر الطريق المحيطي رقم 5 وصولا لمدخل الميناء، فيما أعاب ممثل جمعية محلية بحي سيدي الهواري على المسؤولين طريقة التعامل مع ملف الفوضى المرورية بمدينة وهران، حيث أكد بأن الوضع سيزداد تعقيدا من منطلق أن الولاية بصدد فتح خط بحري داخلي من ميناء وهران إلى غاية منطقة الكثبان بعين الترك ما يعني أن الإقبال سيكون كبيرا على هذا الخط البحري. توقف أشغال محول المرسى الكبير بالمقابل، فقد توقفت بمدخل بلدية مرسى الكبير، أشغال المحول الكبير باتجاه بلديتي بوسفر والعنصر واللتان تضمان عدة شواطئ تعد مقصدا للمصطافين، كما تم إنجاز 90 بالمائة من المشروع الذي كان من المنتظر تدشينه شهر سبتمبر الماضي. زارت «المساء» المشروع، الذي قامت المقاولة فيه برفع تجهيزاتها تاركة وراءها المحول على حاله بالرغم من كون المشروع يشرف على الانتهاء، والذي كان يهدف لتحويل السير بالنسبة للمركبات المتجهة نحو شواطئ بوسفر والأندلسيات، عبر المحول باتجاه طريق الكورنيش العلوي الثالث ومنه نحو هذه الشواطئ دون دخول بلدية مرسى الكبير وعين الترك. ويساهم تسليم المشروع، في رفع الضغط والفوضى المرورية بالمنطقة، التي تبقى تساهم في مشاكل ببلدية وهران. وقد علمنا من مصادر موثوقة، بأن توقف أشغال المشروع جاء بسبب توقف أشغال إنجاز طريق الكورنيش العلوي الذي لم تنته به الأشغال، فيما ذكر مصدر آخر، بأن المقاولة تعاني عجزا ماليا بسبب تأخر مستحقاتها المالية، كما تقربت «المساء»، من مصالح مديري الأشغال العمومية ولمرتين قصد الاستفسار، غير أننا لم نتمكن من الحصول على رد. مقترحات لجنة المرور لم تر النور تطالب الجمعيات بتطبيق مخطط النقل المقترح من طرف اللجنة المختصة، والذي لم ينفذ إلى غاية الوقت الراهن بسبب تحفظات سابقة. وقد كشف مصدر من لجنة المرور بالمجلس الشعبي الولائي، بأن المخطط يمكن أن ينفذ جزء كبير منه والخاص بمنع سير الحافلات كبيرة الحجم داخل النسيج الحضري لوسط المدينة وعدم تركها تمر بواجهة البحر، إلى جانب تعيين مواقع توقف سيارات الأجرة ومنع سير المركبات ببعض الاتجاهات وفتح طرقات مسدودة أخرى. وأكد المتحدث، بأن كل هذه الاقتراحات قد تم تقديمها للوالي وممثل وزير النقل خلال لقاء عقد شهر أفريل المنصرم بمقر الولاية، والذي خصص لدراسة مخطط النقل، غير أنه لم يتم تنفيذ المقترحات. لا موقف ثابت لسيارات الأجرة والحافلات تنعدم بمدينة وهران مواقف لسيارات الأجرة الخاصة بالنقل في اتجاه شواطئ عين الترك، مما تسبب في طوابير وفوضى مرورية، علما أن مديرية النقل كانت قد اقترحت عدة مواقع لتوقف سيارات الأجرة، إلا أن نقابة الناقلين رفضت كل المقترحات. ويعرف خط النقل الخاص بالحافلات، كذلك نفس المشكل حيث لا يوجد إلى اليوم موقف ثابت للحافلات والتي تتوزع بين 3 مواقع مختلفة بمدينة وهران، علما أن الموقف الأول يوجد على بعد أمتار فقط من تواجد سيارات الأجرة وسط الطريق، فيما يوجد الموقف الثاني وهو غير شرعي بمحاذاة عمارات الحياة بقلب حي المدينة الجديدة. أما الموقف الثالث فهو موقف شبه متنقل بين منطقة سيدي الحسني وسيدي الهواري. وقد كشف ممثل عن لجنة النقل والمرور ببلدية وهران، بأن اللجنة كانت قد قررت سنة 2014 وضع موقف خاص بالحافلات على مستوى منطقة سيدي الحسني. وقد وضعت لافتة خاصة، غير أن الناقلين رفضوا القرار الذي ضربوا به عرض الحائط في غياب تام لتدخل السلطات، وهو نفس الأمر بالنسبة لسيارات الأجرة التي لم يتم بعد تحديد موقف نهائي لها. مديرية الأمن ترفع تقارير وتقترح من جهته، أكد رئيس أمن ولاية وهران السيد نواصري صالح، ل"المساء" بأن السلطات المحلية بالولاية أصبحت مدعوة لاتخاذ إجراءات سريعة قصد فك الخناق المروري عن مدينة وهران وذلك أمام الفوضى المرورية والطوابير الكبيرة التي تعيشها مختلف الطرق وخاصة الملتقيات. وقد جاءت تأكيدات رئيس أمن ولاية وهران، على خلفية ما تعيشه المدينة يوميا من ضغط تسبب في عرقلة حركة المرور، مشيرا إلى أنه رغم الجهود اليومية التي تقوم بها مصالح الأمن العمومي في توفير السيولة المرورية، إلا أن المشكل لا يزال عالقا. وقد ذكر رئيس أمن الولاية، بأن مصالح الشرطة قامت برفع تقارير مفصلة حول الوضعية مع تقديم اقتراحات للسلطات الولائية للتدخل وبخاصة في مفترقات الطرق الكبرى التي تعرف مشاكل مرورية. مسار التراموي عقّد الوضع بالمقابل، فقد أدى دخول نشاط سكة التراموي حيز الخدمة منذ سنة 2014 بولاية وهران، إلى تعقيد الوضع بوسط المدينة، حيث كان مخطط النقل المفترض أن ينجز وفق نشاط خط التراموي من خلال استبعاد دخول الحافلات إلى وسط المدينة، منها تلك المتجهة إلى بلدية السانيا وجامعة وهران. ويشكل موقف ساحة النصر، أهم نقطة سوداء بوسط مدينة وهران والتي تتجمع فيها كل الخطوط الحضرية ما يؤدي لشل الطريق بالكامل خاصة خلال موسم الصيف، فيما تبقى مقترحات لجنة المرور باستبعاد توقف الحافلات وفرض نهاية الخطوط الحضرية للحافلات، بجانب ثانوية العقيد لطفي، ما يمنع من دخول الحافلات كبيرة الحجم لوسط المدينة ومنه تخفيف الزحام على شارع العربي بن مهيدي.