شرع، منذ نهاية موسم الاصطياف الماضي، في عملية إعادة تجديد وصيانة عدة مؤسسات ومرافق فندقية وسياحية بما فيها المنابع الحموية بتعداد إجمالي يفوق 40 مرفقا، وهذا تماشيا مع المخطّط المفرج عنه من قبل الوصاية الرامي إلى تحسين خدماتها اتجاه السياح والباحثين عن الراحة والاستجمام لاسيما خلال العطل الصيفية وأيام الراحة، حيث خصّص لهذه العملية غلاف مالي معتبر قدّر ب50 مليار دينار. علم من الفدرالية الوطنية لمستخدمي عمال التجارة والسياحة بمؤسسة (مجمع) التسيير السياحي للوسط، أنّ البدء في إعادة عصرنة هذه الهياكل السياحية والفندقية التابعة للمجمع، يندرج ضمن الأهداف الكبرى التي تريد من ورائها الحكومة إعادة بعث قطاع السياحة والخدمات الفندقية ومراجعة وضعية مختلف هذه المرافق التي تدهورت حالتها كثيرا ولم يعد بمقدورها تقديم خدمات في المستوى وتلبية انشغالات السياح والزبائن بالشكل المطلوب، باعتبارها قادرة على إحداث القيمة المضافة وتعزيز الاقتصاد الوطني، كرافد هام بديل عن مداخيل المحروقات خاصة في ظل الأزمة المالية والاقتصادية الحالية. وأكّد السيد عزيرة محمد، أمين وطني مكلّف بالتنظيم على مستوى الفدرالية، أنّ عملية إعادة تجديد وصيانة المؤسّسات السياحية التابعة للمجمع التي أغلقت أبواب العديد منها، تطبيقا لقرار الحكومة المتّخذ في هذا الإطار، ستشمل تجديد كامل العتاد المستخدم والضروري بما فيه التأثيث وكلّ اللواحق الأخرى التي لا تقلّ أهمية كحظائر السيارات والمساحات والفضاءات الخارجية، في وقت يعاني فيه أكبر عدد من هذه المؤسّسات هشاشة وتدهورا في هياكلها وبنيتها بشكل عام ما جعلها لا تتحكّم جيدا في خدماتها بالشكل المنتظر. ويتواجد من بين المؤسّسات المنضوية تحت لواء مجمع التسيير السياحي للوسط المعنية بإعادة التجديد والعصرنة، 06 مؤسّسات سياحية وفندقية بالوسط و06 أخرى بولاية تلمسان لوحدها و05 مرافق بمنطقة الشرق و04 بعنابة واثنتان (02) بمنطقة الغرب، إلى جانب 04 مرافق سياحية بمنطقة الصحراء (بسكرة).. كما استفادت عدة فنادق معروفة –حسب المتحدث- من التجديد وإعادة الاعتبار، على غرار فندق "ألبير الأوّل" بالجزائر الوسطى و«لالة خديجة" و«عمراوة" بتيزي وزو و«تامغوت" باعكوران وفندق "الأرز" بتالا قيلف و«توات" بأدرار.. وهذا بعد استكمال كافة الإجراءات المتعلّقة بالدراسات التقنية الخاصة بالصفقات ودفاتر الشروط المتعاقد على إثرها مع مؤسّسات الانجاز المعنية. ويجري حاليا في هذا السياق، تماشيا مع المخطّط الوطني لإعادة تصنيف وترتيب المؤسّسات الفندقية وعصرنتها وتجديدها، تحويل بعض الفنادق والمنتجعات لمجمع التسيير السياحي للوسط منها منتجعا "زرالدة" و«المنار"، حيث يعوّل على هذين المرفقين كثيرا خاصة وأنهما يشهدان توافدا كبيرا للسياح والعائلات والمصطافين طيلة فترة الصيف وعطل نهاية الأسبوع. وأوضح القيادي النقابي بالفدرالية، أنّ فنادق ومنتجعات سياحية بتيزي وزو استفادت من مبالغ مالية لتجديدها، قدّرت ب2.5 مليار دينار لفندق تالة قيلاف و02 مليار دينار لنزل عمراوة و800 مليون دينار لتامغوت و315 مليون دينار لفندق لالة خديجة و195 مليون دينار لنزل "السوار الفضي" وأخيرا 410 مليون دينار لفندق "بلوة"، وسبق هذه الخطوة، الإعلان عن إنشاء 05 مؤسّسات لتسيير المركبات والمنتجعات السياحية العمومية، يكون لها عدّة فروع عبر الولايات توكل لها مهمة التسيير والإشراف على الهياكل السياحية التابع لها. ومن جهة أخرى، نفى المتحدث أن يكون هناك أيّ انعكاس سلبي على عمال وموظّفي الهياكل السياحية والفندقية، إثر مباشرة عملية التجديد والصيانة التي تقتضي غلقها أمام الزبائن، مذكّرا أنّ كلّ الحقوق الاجتماعية والمهنية للعمال محفوظة ولن يتم التنازل عنها باعتبارها حقوقا مكتسبة، وبالتالي لابدّ من مراعاة مصلحة هذه المؤسسات من جانب آخر-كما قال-. وأوضح أنّه تمّ إعداد اتّفاق جماعي بين الفدرالية الوطنية لعمال التجارة والسياحة من جهة، ومجمع الفندقة والسياحة والحمامات المعدنية، يهدف لحفظ حقوق الموظّفين والعمال المستخدمين لدى المؤسّسات المعنية التابعة لقطاع السياحة، مذكرا بأنه تمّ تخصيص بطاقة رغبات للعمال تضم 03 اقتراحات لتحديد مصيرهم المهني، تخصّ الذهاب الإرادي أو الطوعي، والإحالة على التقاعد المسبق، وأخيرا الإبقاء على بعض الموظفين المتمتعين بشروط ومؤهلات معينة. وسيتم بموجب ذلك، بالنسبة للراغبين في الذهاب الطوعي احتساب شهرين كلّ سنة عمل إلى جانب الاتفاق على رفع 04 درجات في التصنيف للراغبين في الإحالة على التقاعد المسبق، مع إعطائهم منحة مالية معتبرة، كما يحتفظ بالموظفين الحائزين على مؤهلات وإعادة تكوينهم ضمن برنامج ثري مسطر من قبل مجمّع الفندقة لمواكبة كافة مستجدات القطاع.