قال الناقد أحمد بجاوي، إن النقد السينمائي صاحب الأفلام الجادة منذ عقود من الزمن، كما شهد تطور التيارات الفنية في المشهد السينمائي العالمي، مضيفا أن رقمنة الأفلام حاليا مُهمة للحفاظ على الأرشيف السينمائي في أكثر من بلد. وأضاف بجاوي خلال المداخلة التي نشطتها أمس، في إطار الندوة المنظمة بمهرجان الفيلم العربي تحت عنوان «رقمنة الأفلام، ذاكرة الأفلام الجزائرية في الخزانة الألمانية»، أن عملية أرشيف الأفلام الجزائرية لاسيما الثورية منها المتواجدة في الأرشيف السينمائي الألماني، ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على الموروث السينمائي الجزائري لفائدة الطلبة خاصة بعد رقمنتها. من جهتها أكدت مديرة مساعدة معهد الفيلم والفيديو الفني بمدينة برلين الألمانية وعضو لجنة الاختيار بمهرجان برلين السينمائي الدولي السيدة برجيت كوهلار، مساهمة السينما منذ نشأتها في تسجيل أهم المحطات واللحظات التي عرفتها الإنسانية، كما أنها تحولت بمرور السنين إلى مادة أساسية لكتابة التاريخ القديم والمعاصر من خلال صناعة أفلام تسجيلية وأخرى روائية. كما أشارت إلى أن السينما تحولت حاليا لمصدر حقيقي في كتابة التاريخ وتوثيق الذاكرة الجماعية للمجتمعات وحفظها وكذا إعادة قراءتها، علاوة على أن الأرشيف السينمائي الألماني يحتفظ بتراث هام لكلاسيكيات السينما العالمية، حيث يعمل فريق من الخبراء بمعهد الفيلم والفيديو الفني «أرسونال» ببرلين منذ سنوات على إحياء أكثر من 6 آلاف عنوان من جديد عبر التقنيات الرقمية الحديثة، من بينها 16 فيلما جزائريا موجودا بالأرشيف السينمائي الألماني. بينما سلطت الأستاذة ألاء يونس، الضوء على تجربة أبحاثها حول الأفلام الجزائرية الموجودة بالأرشيف السينمائي الألماني انطلاقا من سنوات الستينيات إلى غاية الثمانينيات، والتي قالت إن أغلبها تناول النضال الثوري والحراك السياسي للشعب الجزائري، وتتضمن نصوصا مكتوبة كملخصات أفلام، أما ماركيوس روف، مسؤول البرمجة في «أرسونال» فتحدث عن نقص تمويل مشاريع رقمنة الأفلام الأصلية التي باتت نسختها مفقودة ولا توجد إلا نسخ ثانية منها. عرض الفيلم الجزائري التونسي المشترك «اوغوستينوس إبن دموعها» ... رحلة الفيلسوف من قرطاج إلى روما تم أمسية أول أمس، بقاعة سينما المغرب بوهران، عرض الفيلم المشترك الجزائري التونسي «اوغوستينوس إبن دموعها» للمخرج المصري سمير سيف، ضمن منافسة الأفلام الروائية الطولية من بطولة عماد بن شني، أحمد أمين بن سعد و عائشة بن أحمد ومن إنتاج عبد العزيز بن ملوكة وعماد دبور. الفيلم الذي غاب عنه المخرج يحكي حياة القديس اوغوستينوس، حيث يُعرف أنه كان أستاذا حكيما درّس البلاغة في طاغاست القرية التي ولد فيها بقرطاج، ثم انتقل إلى روما فميلانو وهذا قبل اعتناقه المسيحية، وقد كرس حياته لتنظيم الكنيسة الإفريقية والتأليف الديني. كما ترك للمسيحيين مؤلفات لا تزال حتى اليوم مرجعا لهم. وقال منتج الفيلم إنه يفكر في إنتاج جزء ثاني للفيلم وحتى ثالث، معتبرا أنه لم يشأ إعطاء طابع ديني لهذا العمل السينمائي. بالمقابل أشار جمهور العرض الذي حضر بقوة والذي ضم في طياته إعلاميين وسينمائيين جزائريين وعرب، إلى تقليص الجانب الجزائري في قصة الفيلم مقارنة إلى ما قدم عن حياة اوغسطين في قرطاجوروما وميلان رغم أن الجزائر موّلت الفيلم بأكثر من 80 في المائة.