لم تتوان الوفود المشاركة في مونديال كرة اليد فئة أقل من 21 سنة، التي اختتمت أول أمس (الأحد) وانتهت بتتويج المنتخب الإسباني لأول مرة، في إعطاء «النجاح» عنوان دورة الجزائر 2017، وعليه كسبت هذه الأخيرة الرهان بامتياز سواء تعلق الأمر بالظروف التنظيمية أو الأجواء التنافسية. سهر القائمون على شؤون كرة اليد، على التنظيم الترويجي للجزائر المستقرة وإبراز مختلف الثقافات التي تزخر بها البلاد، لذا يمكن القول بأن مونديال الأواسط لقي نجاحا لم يكن يتوقعه أكبر المتفائلين، وعليه كسبت الجزائر رهانات احتضان تظاهرة رياضية مستقبلا من جهة، والاحترام من القائمين على الاتحاد الدولي للعبة من جهة أخرى. كما صنعت الجماهير الجزائرية الحدث بحضورها القوي في غالبية المواجهات، فعشاق الكرة الصغيرة بالجزائر ساندوا جل المنتخبات، مما أعطى طعما خاصا لهذه المنافسة التي لم يسبق وأن عرفت حضورا مكثفا للجماهير باعتبارها بطولة للأواسط. وفي هذا الشأن، أكد نائب رئيس الاتحادية الدولية لكرة اليد، الإسباني ميغال روكا، أن مونديال الجزائر لأقل من 21 سنة سيبقى من أبرز مونديالات الأواسط، وأحسن تنظيما مقارنة بالمونديال الأخير بالبرازيل 2015. وأضاف روكا أنه جد سعيد بتمكن الجزائر من احتضان مونديال الشباب ونجاح الاتحادية الجزائرية لكرة اليد في السير الحسن للمونديال، مبرزا أن هذه الدورة ستبقى راسخة لأنها شهدت أكبر إقبال جماهيري مقارنة بالنسخ الفارطة، حيث علق قائلا: «لم يسبق وأن عرف مونديال الشباب حضورا كبيرا مثلما عشناه هنا باستثناء المونديالات التي تنظم بأوروبا، وغير هذا فلم يسبق وأن رسمت صورة بمدرجات قاعة مثلما وقفنا عليه، صراحة الجمهور الجزائري يملك قسطا كبيرا في إنجاح هذا الحدث العالمي». وفي تعلقيه عن مشوار السباعي الجزائري، قال نائب رئيس الاتحادية الدولية لكرة اليد: «المنتخب الجزائري أدهشني شخصيا، خصوصا أمام كرواتيا وأيسلندا، وكان في طريقه إلى أن يكون مفاجأة الطبعة ال21 لولا نقص الخبرة لهذا المنتخب، إضافة إلى الضغط الذي عاشه... المنتخب الجزائري تحسن كثيرا مقارنة بالطبعات الفارطة، وعموما فإن الكرة الصغيرة بإفريقيا هي الأخرى تعرف تطورا. فمشاركة منتخب بوركينافاسو لأول مرة في تاريخه بالمونديال يجعلنا نتنبأ بمستقبل زاهر لليد الإفريقية». للإشارة، يخلف الإسبان في سجل المنافسة، فرنسا المتوجة في 2015 والمقصاة في الدور نصف النهائي من طرف الدانمارك ( 34-37). تبقى روسيا الأكثر تتويجا بسبعة ألقاب، منها خمسة نالتها بتسمية الاتحاد السوفياتي سابقا بين سنوات 1977 و1989 متقدمة عن الدانمارك التي تحصي ثلاثة ألقاب عالمية في سنوات 1997، 1999 و2005.