وصفت المناضلة الصحراوية، أميناتو حيدار، بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية «مينورسو» بأنها «شاهد دولي» معصب العينين على ما يجري من انتهاكات وخروقات مغربية خطيرة ضد حقوق الإنسان الصحراوي بالمناطق المحتلة. وقالت الناشطة الصحراوية في ندوة صحفية نشطتها أمس رفقة فاطمة المهدي الأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات بمقر السفارة الصحراوية بالجزائر، أن «بعثة المينورسو بالنسبة لنا مجرد شاهد على الجرائم التي يقترفها النظام المغربي في حق الصحراويين ولا دور لها في المنطقة». بل إن السيدة حيدار أكدت أنهم كصحراويين لا يمكنهم حتى التواصل مع أعضاء هذه البعثة أو الاقتراب من مقرها، وهو ما جعلها تجدد مطلب الحكومة الصحراوية وجبهة البوليزاريو والمدافعين عن حقوق الإنسان بوضع آلية أممية لرصد ومراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق المحتلة والتقرير عنها. وللتأكيد على الضرورة المحلة لمثل هذه الآلية، قدمت السيدة حيدار أرقاما توثق حقيقة القمع المغربي، حيث كشفت أن قوات الاحتلال المغربي أقدمت من بداية شهر جانفي الماضي وإلى غاية الآن على منع تنظيم 225 مظاهرة سلمية للصحراويين تم قمعها مما تسبب في سقوط 280 ضحية من ضمنهم أطفال ونساء وحتى معاقين بينما تم اعتقال 105 صحراويين أحيلت مجموعة منهم على السجون المغربية وأطلق سراح البقية بعد تعرضهم للتعذيب. كما أكدت الناشطة الصحراوية أن 44 معتقلا سياسيا يتعرضون لسوء المعاملة منهم من تم الزج به في زنزانات فردية مع تسجيل حالة إبعاد قصري تم على إثرها طرد صحراوي من مدينته إلى أخرى إضافة الى توقيف الرواتب وغيرها من الممارسات التي يسعى من خلالها المغرب إلى ثني الصحراويين عن مواصلة كفاحهم لنيل حقهم المشروع في تقرير مصيرهم. وقدمت حيدار شهادات حية على واقع الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان الصحراوي وهي التي تعرضت للتعذيب والاعتقال على يد قوات الاحتلال المغربي الذي اتهمته بارتكاب جرائم تصل الى حد «جرائم ضد الإنسانية» أكدت أن الهدف منها إبادة العنصر الصحراوي. ورغم ذلك، أكدت أن الشعب الصحراوي يواصل كفاحه سواء من خلال المظاهرات السلمية والإضرابات في المعتقلات المغربية والتعريف بعدالة القضية الصحراوية في المحافل الدولية. ولأنها مدافعة عن حقوق الإنسان وتترأس منظمة تجمع المدافعين الصحراوين عن حقوق الإنسان «كوديسا»، فقد أكدت حيدار التي لم تخف تأثرها بالمجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد أنها ضد العنف وتؤمن بالحل السلمي. لكن ذلك لم يمنعها من الإشارة إلى أن السلطات الصحراوية وجبهة البوليزاريو تحت الضغط من أجل استئناف الكفاح المسلح. وأشارت في هذا السياق إلى أن معركة الصحراويين الآن ليست مع المغرب وإنما مع فرنسا التي تدعم هذا الاحتلال، حيث أكدت أنه ما دام الموقف الفرنسي لم يتغير من القضية الصحراوية فإن حلها يبقى مستعصيا. وأشارت حيدار إلى أن تواجدها في الجزائر يعتبر في نظر المحتل المغربي بمثابة «جرم» يجب معاقبتها عليه بعدما تصاعدت الأصوات المطالبة بتجريدها من الوثائق وحتى اعتقالها. من جانبها، تطرقت فاطمة المهدي الأمينة العامة لاتحاد النساء الصحراويات إلى مكاسب القضية سواء على المستوى الاممي أو الأوروبي والإفريقي وما يسببه ذلك من عزلة للمغرب. وفي الأخير، أشادت السيدتان الصحراويتان بموقف الجزائر الداعم لعدالة القضية الصحراوية والذي أكدت اميناتو حيدار أنه ليس لديها الكلمات ل»لشكر الجزائر الشقيقة شعبا وحكومة وعلى رأسها المجاهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة» على ما تقدمه من دعم وتاييد للشعب الصحراوي. أما مواطنتها فاطمة المهدي فقد حيت، من جانبها، الدور الذي تقوم به مختلف وسائل الإعلام الجزائرية في إسماع صوت الصحراويين في مختلف أنحاء العالم ونقل القضية الى أعلى المستويات الدولية وفضح انتهاكات المحتل المغربي.