عبّرت الجزائر أمس، عن بالغ انشغالها إزاء استمرار موجة العنف ضد مواطني الروهينغا في بورما، ودعت المجموعة الدولية للتحرك العاجل من أجل وضع حد لمأساة هذه الأقلية المسلمة التي تتعرض للاضطهاد والتقتيل الجماعي على يد قوات الجيش البورمي والجماعات البوذية. وقال السيد عبد العزيز بن علي شريف، المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان أمس، أن «المآسي التي تجري بعيدا عن الأعين في بورما والتي يعد ضحاياها مواطنون من الطائفة المسلمة بلغت درجة لا توصف من البشاعة حسب المعلومات التي تناقلتها عدة مصادر إعلامية ودبلوماسية». وأضاف أن «أعمال العنف هذه مصدر انشغال كبير بالنسبة لنا»، وهو ما جعله يدعو الحكومة في بورما إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتسليط الضوء على هذه الانتهاكات والقيام بواجبها في حماية مواطني الروهينغا. كما طالب المجموعة الدولية بالتحرك العاجل خاصة في إطار مجلس الأمن الدولي والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من أجل وضع حد نهائي وتفادي المأساة الإنسانية التي تتزايد مؤشراتها كل يوم. ودقت أمس، المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مجددا ناقوس الخطر لاستمرار تدفق مئات آلاف اللاجئين من أقلية الروهينغا إلى بنغلاديش الفارين من الاضطهاد وأعمال العنف التي يتعرضون له على يد قوات الجيش النظامي في بورما، والجماعات البوذية المدعومة من قبل حكومة هذا البلد ذي الأغلبية البوذية. وسجلت المنظمة الأممية فرار حوالي 270 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط في رقم فاق كل التوقعات بما ينذر بوقوع كارثة إنسانية حقيقة خاصة وأن هؤلاء اللاجئين يسيرون لأيام دون غذاء وماء ويبيتون في العراء، وحتى لدى وصولهم إلى بنغلاديش لا يجدون مخيمات تستقبلهم بعد أن بلغت تلك المتواجدة حد الانهيار. وليس ذلك فقط فقد أعلنت الأممالمتحدة أمس، أن عدد قتلى الروهينغا في بورما جراء المجازر التي ارتكبها الجيش ضدهم قد يتجاوز ألف قتيل في رقم يوثق بشاعة الانتهاكات الممارسة ضد أفراد هذه الأقلية المسلمة. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت قبل يومين أن أكثر من ربع مليون شخص معظمهم من اللاجئين الروهينغا دخلوا بنغلاديش منذ اندلاع دوامة العنف الأخيرة في أكتوبر من العام الماضي، وعاد هذا الرقم ليرتفع مع تجدد موجة العنف في 25 أوت الماضي، حيث شرع الجيش البورمي في شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد هذه الأقلية في ولاية راخين التي حاصرها ومنع حتى المنظمات الإنسانية من إيصال المساعدات إلى المحتاجين. وهو ما جعل الولاياتالمتحدة ودولا إسلامية ومنظمات دولية تعرب عن قلقها حيال الأزمة في بورما، ودعت سلطات هذا البلد وفي مقدمتها رئيستها أونغ سان سو تشي، صاحبة جائزة نوبل للسلام إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية لإقليم راخين.