تحضّر وزارة الصحة لبرنامج خاص بإطلاق حملة جديدة للتلقيح في الوسط المدرسي ضد الحصبة والحصبة الألمانية بعد استشارة كل الفاعلين من الأسرة التربوية، وتوعية أولياء التلاميذ بضرورة إخضاع أبنائهم لهذا التلقيح للوقاية من الأعراض الخطيرة التي قد يسببها المرضان في حالة الإصابة بهما، حسبما أكد السيد مختار حسبلاوي، وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الذي كشف عن مراجعة مخطط العلاج لتحسين التكفل بالمرضى مستقبلا. السيد حسبلاوي، شدد على ضرورة القيام بتلقيح التلاميذ في الوسط المدرسي ضد هذين المرضين المعديين، تفاديا للأعراض الخطيرة التي قد تنجم عنهما في حالة الإصابة، ملحا على ضرورة توعية أولياء التلاميذ بضرورة التلقيح بعد فشل الحملة التي برمجت خلال السنة الدراسية الماضية، والتي لم تتجاوز نسبة الاستجابة لها 50 بالمائة بعد رفض معظم الأولياء إخضاع أبنائهم للتلقيح خاصة بعد تسجيل نتائج سلبية تمثلت في تسجيل مضاعفات صحية بالنسبة لبعض الحالات. وأشار الوزير في تصريح للصحافة على هامش الندوة الوطنية لتقييم برنامج الصحة المدرسية والجامعية بزرالدة بالعاصمة، أمس، إلى أن هذه الحملة لن يتم إطلاقها إلا بعد توسيع الاستشارة لكل الفاعلين في الوسط التربوي من وزارة التربية وجمعيات أولياء التلاميذ لتحسيسهم بأهميتها ودعوتهم لتوعية العائلات بضرورة تلقيح أبنائهم حفاظا على صحتهم مستقبلا. وكشف الوزير بأن وزارته تعمل حاليا على إعادة تنظيم مخطط علاج المواطن لتحسين ظروف العمل في قطاع الصحة الذي سيكون له تأثيرا مباشرا على تحسين التكفل بالمريض. وهو النسق الذي أرجع من خلاله الوزير بعض النقائص المسجلة في القطاع ونقص وحدات الكشف الطبي ببعض المناطق إلى تسجيل نقص كبير في الموارد البشرية خاصة في بعض المناطق وبعض التخصصات الطبية الحساسة المتعلقة بالتخذير والإنعاش، طب النساء، والتصوير بالأشعة. وفي سياق الحديث عن التكفل بالمريض تطرق المسؤول إلى ظاهرة الاعتداءات التي تهدد الممارسين في قطاع الصحة من طرف بعض مرافقي المرضى بسبب عدم رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم وسوء التكفل بهم، أعرب الوزير عن دعمه للأسرة الطبية ولكل العاملين في القطاع «الذين يؤدون مهمتهم في ظروف جد صعبة أحيانا»، مذكّرا بأن وزارة الصحة اجتمعت مع وزارة الداخلية حيث تم الاتفاق على تعزيز الأمن بالمؤسسات الاستشفائية خاصة في فترة المناوبات الليلية. وفي هذا السياق جدد السيد حسبلاوي، التذكير بأن مصالحه لن تتوان في إحالة أي ملف يخص تعرض عامل في قطاع الصحة لأي اعتداء أثناء أداء مهامه للعدالة. موضحا أن المريض أو المرافقين له لا يحق لهم التعبير عن عدم رضاهم بضرب الطبيب أو الممرض لأن هذا الأمر يعاقب عليه القانون، بل بإمكانهم رفع دعوى قضائية في حال عدم التكفل بهم. وفي حديثه عن نقص وحدات الفحص بالمؤسسات التربوية ألح المتحدث على ضرورة فتح وحدات جديدة للفحص والمتابعة والطب الوقائي بالقطاع وتعزيزها بفرق من الأطباء العامين والنفسانيين وجراحي الأسنان والممرضات. مشيرا الى أهمية تطوير أنشطة حماية وترقية الصحة في الوسط المدرسي وتعزيزها في إطار نهج متعدد التخصصات ومشترك بين القطاعات بمشاركة التلاميذ والجمعيات خاصة منها جمعيات أولياء التلاميذ. كما دعا الوزير الى تنظيم حصص خاصة في هذا المجال لتمكين التلاميذ والطلبة من اكتساب المعارف اللازمة لتبني أساليب حياة صحية، فضلا عن ترقية الصحة العقلية في الوسط المدرسي بالتكفل النفسي والاجتماعي لمتابعة التلاميذ والطلبة بصفة ناجعة على مستوى الفضاءات المخصصة لهم. وفي معرض حديثه ذكر الوزير بأن الجهود المبذولة من طرف وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي سمحت بتعزيز القدرات من أجل الوقاية والفحص والرعاية، مفيدا أن وحدات الفحص والمتابعة المنتشرة عبر الوطن والتي تجاوز عددها 1800 وحدة يسهر على تسييرها 2264 طبيب عام و2084 جراح أسنان و1779 طبيبا نفسانيا و2479 مساعدا طبيا. أما فيما يخص الصحة الجامعية فقد بلغ عدد وحدات الطب الوقائي الموزعة عبر الوطن حسب المتحدث 380 وحدة يشرف عليها 833 طبيبا و119 جراح أسنان و101 طبيب نفساني و469 مساعدا طبيا. وبلغة الأرقام دائما قال الوزير إن برنامج الصحة المدرسية والجامعية خلال السنة الدراسية 2016-2017 استفاد منه أزيد من 8 ملايين تلميذ وأزيد من 86 ألف طالب، فضلا عن التطعيم الروتيني لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي، حيث تجاوزت نسبة التغطية به أزيد من 94 بالإضافة إلى إدخال التطعيم ضد التهاب الكبد الفيروسي الوبائي منذ عام 2014 للطلبة في العلوم الطبية الحيوية.