تستهلك ولاية بسكرة ما يزيد عن مليار متر مكعب من المياه، أي ما يعادل خمس (1/5) الإنتاج الوطني، حسب إحصائيات سنة 2015، حيث تم إحصاء 15151 منقبا، منها 14144 منقبا موجها للسقي الفلاحي، والحجم المسخر يقدر ب1124 مليون متر مكعب، علما أن الحجم المسخر على المستوى الوطني يقدر ب6.5 ملايير. الأرقام حسب مصالح مديرية الري، تشير إلى وجود نوع من التبذير، فضلا عن الاستهلاك الواسع في مجال الفلاحة، مع الإشارة إلى أن تزويد المواطنين بهذه المادة الحيوية حافظ على نفس الوتيرة خلال الصائفة الفارطة، رغم شح الأمطار. أفاد بلعيد مزيركت، مدير الري لولاية بسكرة في تصريح ل»المساء»، أن هذه الولاية تعتمد على أساسا على المياه الجوفية، مما جعلها تحافظ على نفس وتيرة تزويد المستهلكين بالكميات الكافية، مشيرا إلى أن المواطن بهذه الولاية يستفيد بأكثر من 200 لتر من مياه الشرب يوميا، خلافا لمناطق أخرى لم تتجاوز الكمية فيها 150 لترا. مشيرا إلى أن قطاع الفلاحة يستهلك خمس المياه المنتجة، مشددا على أن الفلاحين مدعوون إلى ترشيد استعمال هذه المادة، التي جعلت من ولاية بسكرة رائدة من حيث القيمة الإنتاجية. ذكر المتحدث أن قطاع الري سجل عدة مشاريع، دخل معظمها الخدمة، مما جعل عملية تزويد المواطنين والفلاحين وأصحاب المصانع بالمياه بشكل طبيعي، رغم شح الأمطار، معتبرا أن 11 بئرا ارتواتزيا «ألبيان» التي تحصيه الولاية ساهم بشكل فعال في وفرة المياه بشكل يلبي الحاجيات. وقال بأن الولاية استفادت مؤخرا من 18 منقبا، ستسمح بخلق مساحات مسقية جديدة ودعم بساتين النخيل القديمة. كما استفاد قطاع الري من عملية نزع الأوحال بسد فم الخرزة ببلدية سيدي عقبة، لاسترجاع حوالي 4.2 مليون متر معكب من المياه الموجهة لسقي نخيل هذه المنطقة من الولاية. جفاف بعض الآبار ببلدية ليشانة يؤرق الفلاحين عبر «محمد.ع» صاحب بستان نخيل يقع بمنطقة ماري، ببلدية ليشانة عن تذمره، على خلفية جفاف المياه التي كانت مصدر سقي أكثر من 500 نخلة، وأن هذه الوضعية تهدد أشجاره بالتلف إذا لم يتلق الدعم من الجهات المعنية، مؤكدا أنه استثمر الكثير من أمواله، وأن الورطة التي وقع فيها تحتاج إلى مساعدة عاجلة. بساتين النخيل بمنطقة «دزيرة» بأورلال تغرقها المياه الصاعدة قال أحد الفلاحين الناشطين بمنطقة الدزيرة ببلدية أورلال في ولاية بسكرة، بأن المياه الصاعدة كبدته خسائر لا تحصى وأتلفت ما يقارب 700 نخلة، مطالبا الجهات المعنية اتخاذ إجراءات تسمح بمعالجة المياه القادمة من مزارع البلديات المجاورة، مؤكدا أن مساعيه لإيجاد حل لم تفلح، وأن الأمر يتطلب الإسراع في التعامل مع ظاهرة صعود المياه التي تهدد آلاف أشجار النخيل. الجفاف يتلف أكثر من 2000 نخلة بمنطقة «الشرايف» ببوشقرون تعتبر منطقة «الشرايف» ببلدية بوشقرون معقل زراعة النخيل، التي يعود تاريخ غراستها بهذه الجهة إلى أكثر من قرنين، مشكلا كبيرا، حيث تم إحصاء أكثر من 2000 نخلة تلفت بفعل الجفاف وعزوف أصاحبها عن ممارسة النشاط في حقولهم بسبب تراجع المردودية من جهة، وعدم التوصل إلى إنشاء جمعيات تضمن رفع الإنشغالات إلى الجهات المعنية. وفي ظل هذه الوضعية تبقى تلك البساتين في انتظار من يعيد لها الحياة. صهاريج مياه «الشعيبة» و«الدروع» تثقل كاهل المواطنين رغم تطمينات المصالح المعنية بأن مياه الحنفيات صالحة للشرب، إلا أن معظم المواطنين يفضلون شراء مياه «الشعيبة» و»الدروع» و»البسباس»، لأن نوعية هذه الأخيرة من حيث الجودة أفضل بكثير، ومياه الحنفيات حسبهم تصلح فقط للغسل. ورغم المطالب المتكررة للمواطنين ببلديات الجهة الغربية لولاية بسكرة، المتعلقة بجلب المياه من حوض الشعيبة عبر قنوات كبيرة تخفف عنهم عبء شراء مياه الشرب، فإن هذا الانشغال المشروع حسبهم لم يجد على الأقل إلى حد الساعة آذانا صاغية. وتسجل مشاريع تنموية تضمن تزويد هؤلاء بتلك المادة الحيوية، وتجنبهم انتظار الشاحنات التي توزع مياها قد لا تكون صحية، حسب أقوالهم.