تحضر الجزائروالنيجر لإطلاق برنامج سياحي مشترك يخص إعادة رسم بعض المسارات السياحية التقليدية بين البلدين بالجنوب الجزائري بمنطقتي تمنراست واليزي. بالاضافة إلى إحياء الصناعات التقليدية الحرفية من خلال تشجيع الحرفيين وتكوينهم ورسكلتهم لصناعة منتوجات تتميز بالنوعية من حيث المواد الأولية المستعملة فيها لجعلها قادرة على المنافسة في السوق الدولية قصد إنعاش الاقتصاد السياحي. ويطبق هذا البرنامج بعد التوقيع اليوم على محتوى ما توصلت إليه لجان العمل التي تم تنصيبها أمس بين البلدين بحضور وزير السياحة، حسن مرموري، ونظيره النيجري، أحمد بوطو، بفندق الأوراسي بالعاصمة، والتي خرجت باقتراحات يمكن الاعتماد عليها كخريطة طريق لإعادة بعث السياحة بين البلدين. وأكد السيد مرموري أن الاتفاقية تخص مجال الصناعة التقليدية بتكوين ورسكلة الحرفيين بين البلدين وتبادل الخبرات وتسهيل عمليات اقتناء المواد الخام والتسويق من خلال تمكين حرفي البلدين من المشاركة بالمعارض التي تقام بالجزائروالنيجر لتسهيل تسويق منتوجاتهم. كما تخص الاتفاقية إعادة رسم المسارات السياحية التقليدية في الحدود الجزائرية – النيجيرية بمنطقتي تمنراست وإليزي – حسب الوزير – الذي قال إن الوقت ملائم لإعادة إحياء هذه المسارات التي كانت موجودة في السابق خاصة بعد عودة الأمن والاستقرار بالجزائر باعتراف المنظمات الدولية التي تصنف الجزائر من بين الدول الأكثر أمانا في المنطقة، وذلك لجلب السياح من كل مناطق العالم. وفي هذا السياق، دعا الوزير أيضا إلى تحفيز السائح الجزائري وليس الاعتماد فقط على السياح الأجانب لزيارة المناطق السياحية الجزائرية، تشجيعا لإنعاش السياحة الداخلية. مطالبا الوكلات السياحية ببذل جهود للدفع بهذه السياحة من خلال حملات تشجيعية وترقوية واشهارية للتعريف بالسياحة الوطنية. ومن جهته ألح وزير السياحة النيجري أحمد بوطو على أهمية تطوير الصناعة التقليدية من خلال شراكة قوية بين البلدين. مشيرا إلى أن النيجر تزخر بصناعة تقليدية ثرية لكنها لا زالت بحاجة إلى لمسات عصرية من خلال استعمال مواد نوعية وتجديد مهارات الحرفيين. وأكد السيد بوطو أن بلده تأمل في تطوير هذه الصناعة من خلال تكوين حرفييها ورسكلتهم بالجزائر لإضفاء لمسة عصرية ونوعية على هذه المنتوجات التي لا زالت كلاسيكية وتقليدية تحتاج إلى التطوير لتكون أكثر منافسة. وأضاف الوزير النيجري في تصريح ل»المساء» أن البلدين يسعيان للنهوض بهذه المشاريع في القريب العاجل من خلال الشروع في تطبيق التوصيات والاقتراحات التي خرجت بهم اللجان التي نصبت أمس في مدة زمنية تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر كأقصى تقدير. وهو السياق الذي أضاف من خلاله المتحدث أن النيجر ترغب في تطوير شراكتها مع الجزائر وتوسيعها لعدة مجالات سياحية من خلال الاستفادة من خبرة الجزائر في مجال الرسكلة والتكوين في مختلف المهن السياحية وخدمات الفندقة. كما عبر السيد بوطو عن اهتمام النيجر بتطوير منشأتها السياحية من خلال فتح مجال الاستثمار لرجال الأعمال الجزائريين الراغبين في الاستثمار بفتح فنادق بالنيجر. وفي حديثه عن تطوير السياحة التي تعثرت بين البلدين في السنوات الأخيرة بسبب بعض العراقيل والمشاكل الأمنية، دعا المتحدث إلى بذل جهود إضافية لتغيير نظرة الخارج إلى المنطقة التي يصنفها ك»خانة حمراء» وذلك برفع التحديات. وتجدر الإشارة الى أن الاتفاق بين الجزائروالنيجر في مجال السياحة كان خلال سنة 2001 وأعيد بعثه في سنة 2011 غير أنه لم ير النور في الميدان بسبب الظروف الأمنية وعدم توفر الشروط المواتية لذلك. مؤكدا على أهمية استدراك هذا التأخر لبعث الاقتصاد باعتبار السياحة من أهم عوامل محاربة الفقر وخلق الثروة في المجتمعات.