نظمت، أول أمس، جمعية الصحافيين والمراسلين بالبليدة بالتنسيق مع النادي الاقتصادي، يوما دراسيا بعنوان «تداعيات الوضع الاقتصادي الراهن على الإعلام»، وذلك بمناسبة اليوم الوطني للصحافة. اليوم الدراسي الذي نُظم بمركز التسلية العلمية بوسط البليدة، حضرته السلطات الولائية وعلى رأسها الوالي مصطفى العياضي والسلطات الأمنية والعسكرية، إلى جانب بعض الأساتذة وطلبة قسم الإعلام بجامعة العفرون، حيث قدّم الدكتور والوزير الأسبق بشير مصيطفى محاضرة بعنوان «اليقظة الإعلامية»، تكلّم فيها عن المخاطر التي باتت تهدد الصحافة؛ بدءا بظهور الصحافة الموازية أو كما تسمى الصحافة الفايسبوكية، والتي تمكنت من صنع الرأي العام واحتكار الإشهار داخل الفضاء الأزرق. وحسب مصيطفى فإن الصحافة باتت معرضة للاهتزازات، خاصة فيما يخص انقراض الوظائف. وحسب المتحدث ، فالصحافة الورقية ستنتهي مستقبلا بسبب سرعة الأحداث، موضحا، في ذات السياق، ظهور سنة 2050 ما يسمى باليقظة الإعلامية، والتي ترتكز، حسبه، على ثلاثة محاور، أولها «اصطياد المعلومات قبل حدوثها»، وثانيها «القارئ يصبح لا يتفاجأ بالتحليل»، وثالثها «توصيات تعطى للسياسات الحكومية»، مضيفا ظهور مقاربة جديدة، هي الجاذبية والتنافسية، فالجاذبية، حسبه، ما تعلق بنوعية الورق والإخراج، والتنافسية ما تعلق بتكلفة الجريدة وسرعة وصولها إلى القارئ، مؤكدا في ختام مداخلته على قاعدة عامة، هي: «صناعة الرأي العام أهم من صناعة الخبر». المداخلة الثانية كانت للأستاذ الجامعي عبد الكريم تفرقنيت، والذي أوضح أن الأزمة لها سلبيات وإيجابيات، ويجب، حسبه، تشريح أزمة الصحافة والتعمق فيها، فالصحافة قبل سنة 2014 كانت في أزمة كبيرة جراء التداعيات التي بدأت تهددها، وفي مقدمتها ظهور الصحافة الإلكترونية، فآخر الإحصائيات، على لسان وزير الاتصال، تشير إلى أن 60 جريدة توقفت عن الصدور من أصل 140 جريدة. وحسب الأستاذ تفرقنيت فإن القارئ يجد حوالي 25 جريدة فقط في الأكشاك والبقية تُنشر عبر الأنترنت بسبب الديون المتراكمة عليها بداية من مستحقات المطابع ومستحقات المراسلين. كما أضاف ذات المتحدث أن الإشهار العمومي تراجع بنسبة 50 إلى 60 بالمائة، مشيرا في ختام مداخلته، إلى عدم وجود ثقافة الإشهار، وممثلا على ذلك بإشهار يُبث يوميا في بعض القنوات، عن منتوج القهوة.