قال البروفسور عبد الحكيم بن تليس، رئيس جامعة بومرداس، أنه على الجامعة اليوم أن تخرج من قوقعتها وتفكر في كيفيات تحقيق الأمن الطاقوي بحلول آفاق 2050، من أجل تنمية مستديمة من خلال تشجيع البحوث في هذا المجال، موضحا أن جامعة أمحمد بوقرة تسير فعلا نحو تحقيق ذلك، من خلال تشجيع مجال البحث المتخصص في الطاقات المتجددة والتكنولوجيات الحيوية. اعتبر رئيس جامعة أمحمد بوقرة، أن سياسة التفكير في مرحلة ما بعد البترول تقتضي من جميع الفاعلين المساهمة في إنجاحها، وقال ل»المساء»، أول أمس، على هامش تنظيم «المؤتمر الدولي الأول حول: التكنولوجيات الحيوية في خدمة التنمية المستدامة»، «أن الساسة يفكرون في تحقيق الأمن الغذائي على المديين القريب والمتوسط، لكن لابد أن لا نغفل أهمية التفكير في تحقيق الأمن الطاقوي، حيث أن نِعم البترول والغاز الطبيعي وحتى الغاز الصخري في تناقص على المستوى الوطني والدولي أيضا، لذلك نتحدث اليوم حول أهمية ضمان الأمن الطاقوي»، وذكر في نفس السياق، أنه تم التفكير في «إدماج الجامعة في مجالات البحث لتحقيق ذلك، من خلال تشجيع البحوث في مجال الطاقات المتجددة وحتى حول التكنولوجيات الحيوية، بدءا بتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة بين الباحثين الوطنيين والأجانب، إضافة إلى تشجيع الاستثمار في المجال، كونها تكنولوجيا مستقبلية تحقق التنمية المستدامة»، يقول البروفسور بن تليس. في السياق، أكد المسؤول بأنه على الجامعة اليوم الانفتاح على العالم الخارجي من خلال بناء علاقات «رابح-رابح» بين العالمين الأكاديمي والصناعي، «واليوم إن كانت جامعة بومرداس قد نجحت في هذا الشق، لاسيما بعد إبرامها لقرابة 15 اتفاقية مع أكبر المؤسسات الوطنية من أجل تكوين تأهيلي نوعي للطلبة، وحتى من أجل بحوث علمية نوعية لفائدة الصناعة»، مضيفا بالقول «بأن القطب الجامعي لبومرداس عليه اليوم أن يدرس خصوصية الولاية للاستجابة لمتطلبات الاستثمار بكل أبعاده الفلاحية والسياحية والصناعية، بما يساهم بشكل كبير في دعم وتقوية الاقتصاد، وهذا كله ينبني على الرأسمال البشري ذو المستوى التكويني العالي والمؤهل»، وبرر المحدث ل»المساء»، بأن المعطيات الإحصائية بحوزته تؤكد على أن 95٪ من المؤسسات المصغرة التي أنشأها خريجو الجامعات في سياق مشاريع «أونساج» ناجحة، «وهو رقم مشجع جدا جعلنا ننشئ دار المقاولايتة بجامعة بومرداس خلال الموسم الجامعي الماضي، وبتفعيل ثلاث فضاءات أخرى بالكليات التابعة للجامعة لتقريب الفكر المقاولاتي للجامعيين. علما أن الجامعة تحصي سنويا تخرج بين 3500 إلى 4000 طالب ماستر، والجامعة تضمن تكوينهم النوعي وتشجعهم ورافقهم من أجل إنشاء مؤسسات مصغرة هي بمثابة الداعم الحقيقي للاقتصاد الوطني»، يضيف البروفسور بن تليس. ينظم مخبر حفظ وتثمين الموارد البيولوجية بالتعاون مع قسم البيولوجيا لكلية العلوم، يومي 24 و25 أكتوبر الجاري المؤتمر الدولي الأول حول التكنولوجيا الحيوية ودورها الفعال في سبيل تحقيق تنمية مستديمة، يحضره أساتذة وباحثون مختصون من الجزائر ومن تونس ومصر وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، وينتظر أن يخرج بتوصيات تعنى أساسا بتوعية أصحاب القرار والصناعيين حول أهمية تثمين هذه التكنولوجيات في تنمية القطاعات الحيوية، لاسيما الزراعة والصناعة والصحة والبيئة.