دعا بن عمر أحمد بن حمو، مدير مؤسسة «البراءة للاستشفاء والترفيه» إلى ضرورة إدراج «الألعاب التربوية» في المناهج الدراسية الخاصة بالمستوى التحضيري والابتدائي، مشيرا إلى دورها الكبير في تنمية فكر الطفل ومساعدته على تطوير ذكائه وتركيزه، وهي مخصصة للفئة العمرية التي تتراوح بين 6 أشهر إلى غاية 9 سنوات. ❊ نور الهدى بوطيبة أوضح المتحدث على هامش مشاركته في الصالون الدولي للكتاب بالصنوبر البحري، أن مؤسسته تركز بشكل خاص على الأطفال المعاقين، لاسيما المصابين بالتوحد، حيث تعمل المؤسسة على اقتناء أكثر الألعاب التربوية التي تتمتع بالمواصفات العالمية من حيث النوعية والسلامة، والتي تجمع بين التعلم والترفيه.. وأكد بن حمو أن التوحد ليس مرضا وإنما حالة عرضية «مؤقتة» يمكن علاجها بفضل برامج تعليمية ومرافقة نفسانية مكيفة، حسب تفكير الطفل المصاب، وقال «مساعدة الطفل المصاب بالتوحد بالاستعانة بالألعاب التربوية جد ضروري لتفعيل فكر وتركيز الطفل، وتنمية إدراكه وذكائه»، ومن هذا المنطلق، وصف بن حمو مؤسسته بالصيدلية وأطلق عليها اسم «مساعدة البراءة وخدمة الأطفال المعاقين». يتمثل دور تلك الألعاب، حسب مدير المؤسسة، في سحب الطفل نحو عالم «الإدراك» والتعلم دون أن يشعر بالملل خلال قيامه بذلك، فضلا عن أن الألعاب دائما ما تتميز بالألوان المثيرة للاهتمام والأشكال الجميلة التي تجذب الطفل فطريا وتلقائيا، حيث تساعده على التعلّم بطريقة سهلة بعيدا عن الأساليب النظرية عن طريق الاستعانة بقلم وورقة، وهذا غير كاف خصوصا إذا كان الطفل يعاني من مشكل في الاستيعاب أو امتصاص المعلومة، مضيفا أن السياسة العالمية في التعليم اليوم تعتمد بشكل كبير على اللعب، حتى أن دراسات كثيرة أكدت على ضرورة منح الطفل الوقت الكافي للعب حتى يشعر بالاكتفاء من هذا الجانب، وما وجده المختصون العالميون لإشباع رغبة الطفل في اللعب وتحقيق مبدأ التعلم في آن واحد، هو الجمع بين نشاطي اللعب والتعلم، وهنا يقول بن حمو بأن الألعاب التعليمية تطوّرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأصبح يصنعها مختصون بيداغوجيون وخبراء نفسانيون، إذ أن كل لعبة تجرى عليها العديد من الاختبارات الفكرية لمعرفة مدى أهميتها فيما يخص تطوير إدراك الطفل، وبذلك تنافست هذه السوق من حيث النوعية والأهمية وما تضيفه على معارف الطفل الذي يستعملها.. تنقسم تلك الألعاب حسب العمر، يقول مدير المؤسسة، ويستطيع الفرد استعمالها منذ 6 أشهر، وهي المساعدة التي يتلقاها الطفل من والديه، إذ تعمل على تنمية ذكائه في سن مبكرة، بهدف متابعة برنامج كامل، جزء منه خاص بتنمية الذكاء، التركيز والمنطق.. كما تساهم تلك الألعاب في تنمية الروح الاجتماعية وتساعد الطفل، خصوصا المعاق، من الخروج من قوقعته، فتطوير الذكاء مرتبط بتطوير الثقة في النفس، وهو ما يجعل من الطفل يشعر بالانتماء إلى محيطه. شدد المتحدث على أهمية تبني ثقافة الاستثمار في الطفل، وهي الثقافة التي لابد أن تدركها المؤسسات التربوية والأولياء، عن طريق توفير كل الأدوات التي تساعده على التعلم بصفة فعالة ومريحة له لا تشعره بالملل.