تعرف بلديات ودوائر ولاية وهران حالة ضغط كبيرة منذ حوالي 10 أيام، على خلفية اختفاء وثائق البطاقة الرمادية، ما تسبب في طوابير ومناوشات كبيرة بين المواطنين وموظفي الشبابيك، في وقت أكد المواطنون عودة مشكل تأخر التسليم لأكثر من أسبوع بعد أن كانت البطاقات الرمادية تُمنح في يوم واحد فقط. ضغط كبير تعرفه مختلف بلديات وهران البالغ عددها 26 بلدية، خاصة البلديات الكبرى على غرار وهران والسانيا وبئر الجير وسيدي الشحمي، على خلفية افتقاد شبابيكها وثائق البطاقات الرمادية، الأمر الذي أدخل المواطنين في رحلة بحث عن البطاقات، وخاصة ممن قاموا بشراء سيارات ووجدوا أنفسهم عالقين. وقد كشف عدد من المواطنين ممن التقينا بهم بمندوبيات بلدية وهران، أن الأمور لم تعد مقبولة في ظل التأخر الكبير في تسليم البطاقات الرمادية، موضحين أن «كل الخطوات التي تمت لإصلاحات منظومة الحالة المدنية ووثائق البطاقات الرمادية، سقطت في الماء بسبب المشكل الذي تركنا عالقين»، يضيف المتحدثون. وبهذا الخصوص كشف مواطن آخر أنه مازال في انتظار البطاقة الرمادية منذ أسبوع كامل، ولم يتمكن من استلامها بسبب عدم توفرها، حسبما جاء على لسان موظفي الشبابيك. بالمقابل، كشف مسؤول بأحد المندوبيات البلدية أن الحصة الأسبوعية المخصصة للمندوبيات والبلديات قد تأخرت في الوصول، مؤكدا: «تسلمنا نصف الحصة خلال الأسبوع الماضي والتي انتهت في ظرف يوم واحد». وقد أرجع المتحدث السبب إلى أن مندوبيات بلدية وهران تعرف يوميا إقبالا كبيرا على استخراج البطاقات الرمادية لوجود من وصفهم ب «الكورتية»، والذين ينشطون في مجال بيع السيارات بالأسواق الموازية، حيث يتم يوميا بمندوبية واحدة فقط، استخراج من 60 إلى 70 بطاقة رمادية خاصة بمندوبيات بلدية الأمير وسيدي البشير وابن سينا والمقري، والتي تتواجد بها أسواق عشوائية لبيع السيارات. وأكد المتحدث أن هؤلاء الأشخاص معروفون لدى المندوبية، وأسماؤهم تتكرر يوميا، مطالبا بإيجاد حل للظاهرة؛ حيث يحاول هؤلاء الباعة استلام البطاقات الرمادية في نفس اليوم، قصد التمكن من بيع المركبة في نفس اليوم. وذكر المسؤول أن المجلس البلدي كان اقترح فرض تسعير على بيع السيارات للرفع من مداخيل البلدية أمام الطلب الكبير عليها واستفادة تجار فوضويين من مجانية بيع السيارات مقابل المشاكل التي تتخبط فيها البلدية لاستخراج البطاقات الرمادية. من جانبه، كشف مدير التنظيم والشؤون العامة بولاية وهران في اتصال مع «المساء»، أن المشكل مطروح بالفعل، وأرجعه مدير التنظيم إلى تأخر استلام الولاية حصتها الشهرية من المركزية بالعاصمة. وأكد المدير أن إلى جانب التأخر في استلام الحصة فإن معظم عمال البلديات والدوائر كانوا في مهمات لتحضير الانتخابات المحلية، ما أثر على تلبية طلبات المواطنين. وأضاف المدير أنه سيتم، اليوم الخميس، تسليم البلديات حصة من 60000 وثيقة للبطاقات الرمادية، على أن يتم في الأسبوع المقبل، تسليم حصة مماثلة بعد استلام كامل الحصة المخصصة لولاية وهران. ❊ رضوان.ق