أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس، أن واجب الأفراد العسكريين ومختلف الأسلاك الأمنية حيال استحقاقات 23 نوفمبر الجاري هو واجب مزدوج، يتعلق الشق الأول منه بالمشاركة في التصويت بمعية المواطنين، توافقا مع الإجراءات المعمول بها،في حين يتمثل الشق الثاني في السهر عبر جميع مراحل العملية الانتخابية على ضمان أجواء آمنة ومحيط مستقر. خلال زيارة عمل وتفتيش إلى الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة، ومقر قيادة الناحية العسكرية الأولى بالبليدة خلال يومي 19 و20 نوفمبر الجاري، حرص الفريق قايد صالح في كلمته التوجيهية أمام الضباط العسكريين، على التأكيد على الأهمية التي يمثلها الاستحقاق الوطني، مبديا حرص المؤسسة العسكرية على توفير كافة الظروف المناسبة، التي تكفل للمواطنين القيام بواجبهم الوطني بكل حرية وطمأنينة وراحة بال، تماشيا مع ما تفرضه على الأفراد العسكريين موجبات المواطنة. واغتنم رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي المناسبة للدعوة إلى التقيد الصارم بما جاء في التعليمة الخاصة المتعلقة بهذا الاستحقاق الوطني الهام الصادرة بتاريخ 5 أكتوبر2017. حرص الفريق قايد صالح على إبراز الدور الهام للمؤسسة العسكرية في مختلف المحطات السياسية الحساسة التي تعرفها البلاد، يعكس قناعة الشعب الجزائري بالمكانة الخاصة التي يحظى بها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، والذي نجح على الرغم من حجم مسؤوليته وحيوية مهامه في المضي «قدما على هذا الدرب ويحقق على أرض الواقع، بالفعل وليس بالقول، مكاسب عديدة وهامة». واستطرد نائب وزير الدفاع الوطني بالقول «هذا الجيش المبدئي والأصيل الذي ما كان له أن يصل إلى ما وصل إليه، سواء في الجانب التطويري والتحديثي المتعدد الأوجه، أو من ناحية النتائج الميدانية المحققة في مجال مكافحة الإرهاب، لولا تمسكه الشديد باتباع نهج وخطى أسلافه الميامين وتمسكه بقيمهم ومبادئهم، ولولا حسن استقرائه العقلاني والرصين لخلفيات التحديات الكثيرة الراهنة». كما أبرز تمسك المؤسسة العسكرية بضرورة مواكبة الرهانات المستقبلية وأهدافها في ظل التطورات الإقليمية التي يعمل على مجابهتها والوقوف لها بالمرصاد وإفشال مساعيها «وفق رؤية وتوجيهات ودعم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني»، مضيفا أن هذه المسؤولية تحتاج فعلا إلى تضافر جهود كافة الأوفياء من أبناء الجزائر. الرسالة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لإحياء ثورة أول نوفمبر الخالدة، والتي أشاد خلالها بالجيش الوطني الشعبي، أخذت حيزا من كلمة الفريق قايد صالح، الذي أشار إلى أن مضمونها حمل عوامل تحفيزية وتشجيعية لهذه المؤسسة العسكرية، التي تتولى بكل حزم مهمتها الدستورية في حماية حدود البلاد من خطر الإرهاب الدولي والجريمة العابرة للأوطان، مما يحتم إبقاء هذه المؤسسة «في منأى عن المزايدات والطموحات السياسوية». للإشارة، تندرج الزيارات الميدانية الدورية لنائب وزير الدفاع الوطني إلى مختلف النواحي العسكرية في إطار تكثيف جهود التواصل الدائم والمستمر مع أفراد المؤسسة العسكرية. وقد استهلت الزيارة بتفقد وتفتيش الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة. والتقى الفريق قايد صالح الذي كان رفقة اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى بإطارات وأفراد الفرقة، كما ألقى كلمة توجيهية بثت إلى جميع وحدات الناحية، عبر تقنية التحاضر عن بُعد، جدد فيها التذكير بالجهود التطويرية والتحديثية الكبرى التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي من أجل الرفع من قدراته، منوها في هذا الصدد بالأعمال الجليلة التي يقوم بها رفقة مختلف الأسلاك الأمنية حتى ينعم وطننا وشعبنا بنعمة الأمن والاستقرار. إثر ذلك، وفي نقل مباشر من ميدان الرمي والمناورات، تابع الفريق قايد صالح تمرينا بيانيا بالرمايات الحقيقية، نفذته وحدة من وحدات الفرقة، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2017-2018 . وهو التمرين الذي يهدف إلى اكتساب الخبرة الكافية في مجال التخطيط والسيطرة على الوحدات وإدارة المعركة في جو قريب من الواقع، فضلا عن إظهار النموذج الناجح لاختبار الجاهزية القتالية لوحدات الفرقة، وتقييم مؤهلات القيادات والأركانات. بعد أن هنأ الأفراد المشاركين في هذا التمرين، أسدى رئيس الأركان جملة من التوجيهات والتوصيات، تتعلق بضرورة مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق التطور المرغوب والجاهزية العملياتية المطلوبة وجودة الأداء العملياتي المتكيف مع طبيعة المهام المسندة، ليستمع بعدها إلى عرض شامل قدمه قائد الفرقة حول هذه الوحدة الكبرى، ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي.