من المنتظر أن تشرع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في جولة جديدة الى منطقة الشرق الأوسط خلال شهر ديسمبر الجاري بهدف دعم مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين والتي من المزمع انطلاقها في ال 12 ديسمبرالحالي· وتضاربت المعلومات حول موعد الزيارة حيث اعتبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الزيارة من الضروري أن تتم قبل انعقاد ندوة باريس للدول المانحة المقردة في ال 17 من الشهر الحالي والتي سيتم خلالها تقديم الدعم المالي لقيام الدولة الفلسطينية· وأفادت مصادر فلسطينية أخرى أن رايس ستزور الأراضي الفلسطينية في ال 19 ديسمبر·ومهما كان تاريخ الزيارة فإن جولة رايس الشرق أوسطية تعد الأولى من نوعها منذ انعقاد مؤتمر أنابوليس في ال 27 نوفمبر الماضي بالولاياتالمتحدة والذي اعطى الضوء الأخضر لتحريك عملية السلام المعطلة منذ أزيد من سبع سنوات، وتتزامن زيارة رئيسة الديبلوماسية الأمريكية الى المنطقة مع دعوة الحاخامات اليهود حكومة الاحتلال إلى رفض أي اتفاق من شأنه تقسيم مدينة القدس الى عاصمتين واحدة للدولة العبرية وأخرى للدولة الفلسطينية· وأعرب مجلس الحاخامات بقيادة كبير الحاخامات اليهود أشكناز يونا عن قلقه لأن قضية القدس أثيرت خلال المفاوضات الديبلوماسية أثناء عقد مؤتمر أنابوليس للسلام بالولاياتالمتحدة· وتضاف هذه الدعوة إلى التجمع الذي نظمتها المعارضة اليمينية بزعامة بن يامين نتانياهو نهاية الأسبوع والذي اتهم خلاله حكومة أولمرت بوضع أمن اسرائيل في خانة الخطر والمساس بتراث الشعب اليهودي بعدما قبلت التخلي عن أحياء عربية بالقدسالشرقية لفائدة الفلسطينيين· من جهة أخرى إعتبر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أن اجتماع موسكو المقبل بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون حاسما لمواصلة محادثات السلام بالشرق الأوسط التي اطلقها مؤتمر أنابوليس· وقال موسى في الذكرى ال 20 لانشاء معهد العالم العربي بالعاصمة الفرنسية باريس أن اجتماع موسكو سيوضح النوايا، وسيتم من خلالها معرفة إن كانت إسرائيل تسعى فعلا للبحث عن السلام أم أنها إتخذت من مؤتمر أنابوليس حجة أخرى للهروب الى الأمام كما تعودت فعله في كل الاجتماعات السابقة· وأرجع الأمين العام للجامعة العربية أسباب إخفاق مفاوضات السلام إلى السياسات المتصلبة لكل من الولاياتالمتحدة وإسرئيل على وجه الخصوص، اضافة إلى تجاهل التطلعات الحقيقية للرأي العام العربي ومساندته الثابتة للقضية الفلسطينية· ولم يخف موسى أهمية أن يكون السلام شاملا وأن يكون الصراع الاسرائيلي الفلسطسيني في عمومه صراعا عربيا إسرائيليا في ظل بقاء هضبة الجولان السورية تحت وطأة الاحتلال الاسرائيلي اضافة إلى مزارع شبعا اللبنانية· وقال أن ضمان السلام في المنطقة مرهون بشروط أهمها أن تلعب الولاياتالمتحدة دور وسيط حيادي وأن يتم تحديد رزنامة من أجل مواصلة ندوة أنابوليس ووقف الاستيطان بالأراضي المحتلة وجدار الفصل ومتابعة وضع السكان·